أسامة الغزالي حرب يعتذر عن الكتابة بالأهرام بسبب انقسام الوطن وديكتاتورية الاخوان

أعلن الدكتور أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، اعتذاره عن الكتابة اليومية في جريدة الأهرام من خلال عموده ” كلمات حرة ” ، وكتب تحت عنوان ” إعتذار ورحيل ” :” قائلاً ما أشبه الليلة بالبارحة ؛ لكن بدلاً من سطوة الحزب الوطني نواجه اليوم سطوة الحرية والعدالة والإخوان المسلمين، وبدلاً من جبروت محمد حسني مبارك ؛ نواجه جبروت محمد مرسي . غير أننا اليوم- في أواخر 2012 – نواجه كارثة أشد وأخطر, وهي إنقسام الوطن كله على نحو غير مسبوق, يتحمل مسئوليته ,أمام الله والتاريخ ,الإخوان وحزبهم ورئيسهم.
وأضاف حرب :” لم يكن غريباً في تلك اللحظة أن ومضت في ذهني لحظة مماثلة في إبريل عام 2005 عندما وجدت الأهرام وقد استحال إلى مجرد بوق باسم الحزب الوطني المنحل، ونظام مبارك ومؤامرة التوريث”.
وقال الغزالي حرب .. في نهاية كلماته ” أنني أمتنع عن أن أضع نفسي في إطار أرفضه ,أو أسهم في إضفاء مسحة ديموقراطية زائفة على واقع هو أبعد ما يكون عن ذلك . تلك آخر كلماتي، وأنا واثق أنني كما عدت للأهرام عقب ثورة يناير، وبالتحديد في إبريل عام 2011، سوف أعود – إذا شاء الله – عقب موجة جديدة من الثورة أراها الآن تتصاعد في مصر, من أجل العيش والحرية والكرامة الإنسانية.
وجاء نص مقاله كالتالي :
إعتذار ورحيل
لا أعرف أصلاً إن كانت هذه “الكلمات الحرة” سوف تجد طريقها للنشر حيث أكتبها صباح الجمعة بعد أن جلست لأطالع خمسة صحف مصرية واحدة منها قومية هي “الأهرام” (مكاني الذي شرفت بالوجود فيه مدة تزيد هذا العام عن خمسة وثلاثين عاماً)! وأربعة صحف مستقلة لن أسميها: واحدة منها تحدثت في صفحتها الأولى عن الإحتشاد للإستفتاء، وموقف جبهة الإنقاذ، وأيضاً إحتشاد الثوار لمليونية الجمعة، كما إحتفت بشكل لائق بشهيد الصحافة الزميل الراحل الحسيني أبو ضيف، فضلاً عن تغطية لأخبار القضاء وموقف النيابات العامة الوطني والمشرف من الإستفتاء، أما الصحيفة المستقلة الثانية، فكان المانشيت الرئيسي لها عن ثورة القضاه العظيمة التي زلزلت مصر كلها وتوجت بمطالب أعضاء النيابة العامة بتنحي النائب العام، فضلاً عن تغطية للنداء الرائع والمسئول للدكتور محمد البرادعي الذي عبر فيه كعادته عن روح الثورة المصرية، وكذلك حديث عميد الصحافة المصرية والعربية أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل. ووضعت الصحيفة المستقلة الثالثة الحديث أيضاً على رأس صفحتها الأولى بالإضافة إلى تغطية مسهبة لقضية النائب العام والنيابة العامة، وأخبار المظاهرات الحاشدة التي يعد لها في ميدان التحرير. أما الصحيفة المستقلة الرابعة فإحتفت أيضاً على رأس صفحتها الأولى بالشهيد أبو ضيف، وأوردت حقائق عن بعض قيادات “السلفيين” وعلاقاتهم السابقة بأمن الدولة فضلاً عن تغطية واسعة أيضاً لإنتفاضة النيابة العامة. أما الأهرام (!) فقد غطى المانشيت الرئيسي لها أنباء الإستعداد للإستفتاء، فضلاً عن الإشارة لحديث مطول مع أحد قادة السلفيين يقول فيه أن الرافضين للإستفتاء يسعون إلى إسقاط الرئيس! واختفت كل الأخبار الهامة وكأنها حدثت في كوكب آخر.
ولم يكن غريباً في تلك اللحظة أن ومضت في ذهني لحظة مماثلة في إبريل عام 2005 عندما وجدت الأهرام وقد استحال إلى مجرد بوق باسم الحزب الوطني المنحل، ونظام مبارك ومؤامرة التوريث… ما أشبه الليلة بالبارحة ولكن بدلاً من سطوة الحزب الوطني نواجه اليوم سطوة الحرية والعدالة والإخوان المسلمين، وبدلاً من جبروت محمد حسني نواجه جبروت محمد مرسي.غير أننا اليوم- في أواخر 2012 – نواجه كارثة أشد وأخطر, وهي إنقسام الوطن كله على نحو غير مسبوق, يتحمل مسئوليته ,أمام الله والتاريخ ,الإخوان وحزبهم ورئيسهم.إزاء ذلك فإننى أمتنع عن أن أضع نفسي في إطار أرفضه ,أو أسهم في إضفاء مسحة ديموقراطية زائفة على واقع هو أبعد ما يكون عن ذلك . تلك آخر كلماتي، وأنا واثق أنني كما عدت للأهرام عقب ثورة يناير، وبالتحديد في إبريل عام 2011، سوف أعود – إذا شاء الله – عقب موجة جديدة من الثورة أراها الآن تتصاعد في مصر, من أجل العيش والحرية والكرامة الإنسانية.
وكالة انباء اونا