بشرى للإخوان والسلفيين و”حازمون”.. انطلاق “كلنا خالد سعيد” الإسلامية
الأخونة تصل إلى الشبكات الاجتماعية تزامنا مع السياسة العامة لأخونة مؤسسات الدولة. لا تندهش أيها القارئ كثيرا عندما ترى صفحة “كلنا خالد سعيد” في نسختها الإسلامية.
فالمكان: موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”. العام: 2010. الاسم: “كلنا خالد سعيد”. صفحة اجتمع عليها أكثر من مليوني مواطن وناشط، كان الهدف منها حينها الوقوف ضد استبداد نظام.. ضد قانون طوارئ.. ضد انتهاك الحريات.. ضد التعذيب بأقسام الشرطة. لم يعرف كثيرون عن الشاب خالد سعيد، الذي عُرف أنه مات على أيدي رجال الشرطة. ما هو انتماؤه السياسي؟ لا أحد اهتم، فقط تعهد مؤسسو الصفحة بتحويلها إلى منبر للدفاع عن حق كل إنسان مصري في حياة كريمة.
المكان: موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”. العام: 2012. الاسم: كلنا خالد سعيد النسخة الإسلامية”. صفحة اجتمع عليها كثير من الشباب ولكن الهدف تغير، فتحولت لصفحة للشباب الإسلامي ضد الشباب “العلماني” و”الليبرالي”. صفحة “كلنا خالد سعيد” محرضة.. مضللة.. كاذبة.. غير محايدة. عليك يا وائل غنيم من الله ما تستحق، أنت وصفحتك “العلمانية” “الصهيونية”. هكذا وصف مؤسسو النسخة الإسلامية من الصفحة الأشهر على موقع التواصل الاجتماعي، والتي يعزو إليها كثير من المصريين إيقاد شرارة الثورة المصرية. كتب “أدمن” الصفحة الإسلامية: “علينا الوقوف بجوار المشروع الإسلامي وإظهار كذب وتدليس الكيانات العلمانية، ونرجو من الله عز وجل أن يوفقنا لما فيه الخير للإسلام ولمصر”.
بدأت الصفحة بدعوة الأخوات والأخوة الداعمين للمشروع الإسلامي إلى المشاركة عليها، بسبب الخوف من إغلاقها بمؤامرة من الصفحة الأصلية، التي تحمل اسم “كلنا خالد سعيد”. وتابع المسؤولون عن الصفحة أنه “في أكبر تحدٍ على الإطلاق، ردا على المحرض وائل غنيم، نداء عاجل لكل الإخوان والحازمين والسلفيين وشباب الإسلاميين: عمل إلغاء إعجاب لصفحة “كلنا محمد البرادعي”، كلنا خالد سعيد سابقا، وعمل إعجاب للنسخة الإسلامية من الصفحة”.
اسم الصفحة يؤثر تماما، كما لك أن تتخيل، على كل شيء فيها. فهي أضافت رموزا إسلامية ومآذن لاسم الصفحة، ثم وضعت صورة الشهيد خالد سعيد وبجانبها صورة الرئيس محمد مرسي، وكتبت “كلنا خالد سعيد ولكن النسخة الإسلامية”.
بدأت الصفحة حملتها بتأييد الاستفتاء على الدستور والدعوة للمشاركة فيه، حيث عرضت عددا من مواده، ثم بدأت في نقل تصريحات بعض القيادات الإخوانية، منهم عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة.
وتماما كما فعل التيار الإسلامي على الأرض، بدأت الصفحة في مهاجمة كافة الرموز الوطنية المعارضة، وعلى رأسهم الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، ووصفت كلمته المتلفزة التي أطلقها قبل الاستفتاء بأنها “مرتبكة”، وفي مرة أخرى وضعت صورته وعلى رأسه “نجمة داوود” التي توجد على العلم الإسرائيلي، وكتبت عليها “والله ما سايبها إلا خربانة زي العراق”، في اتهام له بأنه ويسهم في تخريب الوطن، وأنه تسبب في تدمير العراق، كما اعتاد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك أن يشيع عنه.
وكان للإعلام نصيبا من الهجوم، فمثلما تقول التيارات الإسلامية، وصفت الصفحة الإعلام بأنه “محرض كاذب مموَّل”، ويسعى لنشر الفتنة.
الوطن