فايننشيال تايمز: مصر “حقل تجارب للإخوان”

 

كتبت-أماني زهران

تحت عنوان “الأزمات تعرقل الديمقراطية”، رأت صحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية أن مصر أصبحت “حقل تجارب” لجماعة الإخوان المسلمين التي تعانى ضعف الخبرة السياسية وهو ما يهدد بغرق مصر في الفوضى.

وتناولت الصحيفة ذلك من خلال تقرير أعدته عن انقسام المصريين حول أزمة الدستور المثير للجدل التي أثيرت مؤخرا نتيجة تشبث كل القوى السياسية بمواقفها المختلفة.
ونقلت الصحيفة عن “نجلاء محمد”، ربة منزل من حي فقير بالقاهرة، أسباب تصويتها بـ”نعم” على الدستور: “أريد أن تمضي البلاد قدما، ففي حال فشل تمرير الدستور، فإننا سنعود لنقطة البداية في عملية صياغة الدستور..وهل سنقضي باقي حياتنا في القيام بذلك؟!”.
ورأت الصحيفة أن موقف “نجلاء محمد” يعكس حالة السخط التي يشعر بها العديد من المصريين وانتقال بلدهم من أزمة إلى أخرى منذ قيام الثورة في العام الماضي وبعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع “حسني مبارك”.
وأضافت الصحيفة أن نهاية ثلاثة عقود من الحكم الاستبدادي في مصر جاءت بتجربة غير مألوفة وفوضى وعنف من أجل الحصول على الديمقراطية، فضلا عن تدهور الأوضاع الاقتصادية، واضطرار البلاد لإيجاد السبل للاقتراض من الخارج.
وأصبح الاستقطاب بين الإسلاميين والعلمانيين في التفكير بعد التخلص من الديكتاتور السابق مبارك أكثر ترسخا، مما يجعل من الصعب إيجاد حل وسط ومنع إقامة دستور توافقي ليكون بمثابة مخطط لنظام ديمقراطي جديد.
وتحرك الرئيس “محمد مرسي”، سريعا بعد توليه الرئاسة في يونيو لترسيخ سلطته من خلال تقاعد كبار الجنرالات الذين حاولوا فرض وصاية الجيش على شؤون الدولة. ومن خلال إبراز فكرة أولوية انتخاب المدنيين، عزز مرسي صورته في أنه الأمل في الداخل والخارج نحو حكم ديمقراطي سلس، وخال من التدخل المزعزع للاستقرار.
ونقلت الصحيفة عن “خليل العناني” المحلل السياسي قوله: “صحيح أن جماعة الإخوان المسلمين فازت بالسلطة، لكنها فقدت مصداقيتها، مما جعلهم أمام مواجهة صعبة عندما تعلق الأمر بشئون الحكم والحاكم، وستظهر عدم ثقة الشعب فيهم عند إصدار قرارت اقتصادية صعبة وشاقة ولكنها ضرورية لإنقاذ البلاد من الانهيار، ولعل السبب في فقد مرسي لشعبيته تدريجيًا هو أخطاء جماعته، حيث أنهم يتعاملون معه كما يكون رجلهم في القصر”.

بوابة الوفد الاليكترونية

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى