عم مجدي آخر ضحايا القديسين.. احتفل بخطبة ابنته في العناية المركزة ورحل مطمئنا

elkdeseen

 

 

 

داخل غرفة العناية المركزة أياد مرتعشة.. سواء من المرض أو من العلاج، لكن مع عم “مجدي”، آخر ضحايا كنيسة القديسين، كانت يداه ترتجفان فرحة، حين أودع ابنته إنجي لزوجها، بحفل خطوبة داخل العناية المركزة بألمانيا، حتى يرقد مستريح البال، أمهله القدر ساعات للاحتفال، بعد أن توشحت عيناه بالألم على مدار عام منذ إصابته في انفجار كنيسة القديسين.

“آمال”.. زوجة عم مجدي بولس مدرس الكمبيوتر صاحب الـ 53 عاما، الذي وافته المنية في الثاني من ديسمبر 2012، بعد صراع مع الأمرض التي لحقته من إصابته في الانفجار الذي ضرب كنيسة القديسين بالإسكندرية، تروي قائلة “لقى العزاب خلال عام كامل من الإصابات التي لحقته به، فقضى العام الأخير من حياته في العناية المركزة، واحتفل بخطوبة ابنته قبل يوم واحد من وفاته داخلها”.

عم مجدي انتظر أولاده قبل عامين من الآن، كما اعتاد في بهو الكنيسة، ولكنهم حين جاءوا وجدوه، ملقى علي الأرض، وقد غيرت الجروح ملامحه، وإلى جانبه أشلاء ضحايا آخرين، حسب رواية زوجته.

يسرد أنطوان، نجل عم مجدي، جزءا من معاناة اللحظة “كانت أشلاء الضحايا تلقى في القمامة، وأسرع اللصوص إلى سرقة متعلقاتهم عقب الانفجار، علاوة على منع قوات الأمن نقل المصابين في عربات الإسعاف إلى المستشفيات”.

أجرى عم مجدي العديد من العمليات، لكن الإهمال في المستشفيات أصابه بمرض السرطان جراء الصديد الذي خلفته الأسلاك الجديدة، والصواميل، والشظايا التي إصابة أحشاءه من القنبلة، تقول زوجته “لا يوجد بشر يتحمل ما تحمله”..تعيش في حالة حيرة من أمرها، من المسئول عن قتل “مجدي”؟، الجماعات المتطرفة .. حبيب العادلي الذي وجّه إليه الاتهام فيها.. لا تدري، لكنها على يقين من أن إهمال الدولة جزء مما أصابهم.

تقدمت آمال إلى رئاسة الجمهورية بطلب لإعادة التحقيق في قضية القديسين، لكن ذلك قوبل بالتجاهل، بينما يؤكد أنطوان أن شهداء القديسين “أهم من شهداء ثورة 25 يناير، لأنهم ماتوا حين كانوا يؤدون الشعائر الدينية، وليس من أجل آراء سياسية”.

ويضيف أنطوان، لـ”الوطن”، أن زملاءه المسلمين اعتذروا له عن الأحداث، مؤكدا أن المسلمين والمسحييين يعيشون في تعايش ومهما حاولوا التفرقة فلن تجدي.

اتهمت السيدة آمال الإخوان بمحاولة التفريق بين المسلمين والمسيحيين، مشيرة إلى علاقته الحميمة مع زملائها بالمدرسة محل عملها، وحين دخلت العائلة في أزمة زوجها، كانوا أول الواقفين إلى جوارها.

وأوضحت أن “في بداية الأزمة كان هناك تأثير على قوة العلاقة، لكنها عادة لطبيعتها بعد ذلك”.. يضيف أنطوان “جيش الإسلام اختراع العادلي، والموساد دائما ما نلصق به التهم”، مؤكداً على ثقة في مسؤولية العادلي وزير الداخلية الرئيس السابق عن الأحداث.

 

الموجز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى