الأخبار

الإخوان والتمكين من الماضى محمود مسلم

98_71350

 

 

 

 

لا أجد مبرراً لعدم مشاركة الرئيس أو رئيس حكومته فى جنازة أو عزاء المرحوم القدير منصور حسن، إلا أن الإخوان قرروا كتابة تاريخ مصر من جديد، وقد بدا ذلك عندما اختزل رئيسهم د.محمد مرسى أول خطاب له فى ميدان التحرير بدء النضال المصرى فى عشرينات القرن الماضى «ميعاد تأسيس جماعة الإخوان المسلمين» وعندما رفض هو وجماعته المشاركة فى جنازة اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، رئيس المخابرات المصرية الأسبق، رغم أن الإخوان كانوا يلحون ويتمنون مقابلته قبل الثورة، كما قال الأستاذ هيكل، بل إنهم أثناء الثورة سارعوا للاجتماع معه بمجرد أن دعاهم، كما أن الإخوان كانوا لا يتركون مثل هذه المناسبات لرموز النظام السابق قبل الثورة، وقد حكى لى ضابط شرطة أن وفداً من مكتب الإرشاد يتقدمهم د.محمد بديع، ومهدى عاكف شاركوا فى عزاء المرحوم اللواء أحمد رأفت القيادى بأمن الدولة قبل الثورة بأشهر قليلة، كما أن مهدى عاكف ذهب لعزاء والد اللواء حسن عبدالرحمن، رئيس أمن الدولة السابق، مما يؤكد أن حتى واجب العزاء ينظر إليه الإخوان من منطلق الخوف والمصلحة.

يبدو أن الإخوان ورئيسهم يعيدون كتابة تاريخ مصر ويقيمون رموزه من جديد لعلاقتهم به وليس ماذا قدموا لمصر بدليل أن الرئيس مرسى أقام احتفال أكتوبر بين أنصاره ولم يدع له المشير طنطاوى والفريق سامى عنان، رغم أنهما شاركا فى الحرب، بينما حضر الاحتفال قتلة الرئيس الراحل أنور السادات، قائد حرب أكتوبر، كما قام مرسى بتعيين قاتل الدكتور رفعت المحجوب عضواً بمجلس الشورى.

الإخوان حتى الآن لا يدركون أنهم أصبحوا مسئولين عن دولة، بعيداً عن آرائهم الشخصية أو مواقفهم السياسية من الأشخاص، ولم أكن أتصور أن الرئيس مرسى لا يشارك فى جنازة منصور حسن، ذلك الرجل الذى كانت له مواقف شجاعة سواء فى عصر «السادات» أو فى عهد «مبارك» ودفع ثمناً لهذه المواقف، كما أن «الرجل» ساهم بفكره وجهده فى إنهاء المرحلة الانتقالية التى أسفرت عن فوز «مرسى» بالرئاسة.. وكانت له آراء شجاعة فى أوقات كان الإخوان مشغولين بجمع غنائم الثورة.. كما أن حسن الذى اكتفى الإخوان بذهاب عاكف والعريان إلى عزائه، بينما لم يشارك «مرسى» أو «قنديل» فى الجنازة أو العزاء كان يتميز بأنه «توافقى» تحمل مسئولية المجلس الاستشارى فى وقت كان الجميع ينسحب إما بحثاً عن «غنيمة» أو لكسب شعبية زائفة، بينما قاوم الرجل «سنه» ودافع عن الدولة «التى لا يعرف الإخوان معناها حتى الآن».. وقد يأتى يوم؛ لننشر مواقف منصور حسن فى قضايا كثيرة فى حوار أجرى قبل الثورة ولم يُنشر أجريناه فى منزله بالعين السخنة مع الأصدقاء مجدى الجلاد ود.أحمد محمود ومحمد مسعد.

رحم الله منصور حسن، السياسى والإنسان الذى كان يجب على الرئاسة تكريمه وليس تجاهل جنازته وعزائه.. لتؤكد مثل هذه التصرفات أن الإخوان لا يبحثون فقط عن التمكين فى الحاضر والمستقبل.. بل إنهم يتجهون إلى تزوير التاريخ ليملكوا الماضى والحاضر والمستقبل.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى