الخميسي: الإخوان حصلوا على دعم الولايات المتحدة والسعودية وقطر

توقع الكاتب خالد الخميسي أن تواجه مصر في الأسابيع القادمة أزمة سياسية حادة عقب التصويت على مسودة الدستور، وفي ظل إصرار الإخوان على تحويل البلاد إلى دولة إسلامية، حسب وصفه.
وفي حواره مع قناه DW الالمانية، قال الخميسي، أن الأسابيع القادمة تنذر بصراع محموم في مصر بين القوى الإسلامية والقوى الليبرالية الثورية، وفي نص الحوار:
كيف تقيم الوضع الحالي في مصر عقب إثر الموافقة على مشروع الدستور؟
يقوم الرئيس محمد مرسي بانقلاب عنيف ضد مؤسسات الدولة، ويحاول مرسي والإخوان المسلمون الاستيلاء على جميع المؤسسات، بما فيها البرلمان والدستور، وقد حصلوا على دعم الولايات المتحدة الأمريكية والدول النفطية في الخليج كالسعودية وقطر والكويت، وهم يسارعون للسيطرة على البلاد.
في المقابل ترفض جميع القوى الثورية هذا الانقلاب، وقد عبرت بكل قوتها عن موقفها الرافض لتلك المخططات، ولكن إذا ما أصرّ الإخوان على المضي في مسارهم، فإن ذلك سيفضي إلى كارثة، ومن ثمة أعتقد أن الأسابيع والأشهر القادمة لن تكون هادئة، وإنما ستشهد مواجهات بين الإخوان المسلمين وبين باقي القوى السياسية الفاعلة في البلاد.
ولماذا يحظى الإخوان بشعبية كبيرة؟
هناك نكتة يرددها المصريون وتتحدث عن الرئيس أوباما الذي يتصل هاتفيا بالرئيس محمد مرسي ليسأله عن مصير زيت الطعام، بمعنى أن شعبية الإخوان، خاصة في الأوساط الفقيرة، مردها إلى أنهم يوزعون قناني زيت الطعام على العائلات الفقيرة لكسب أصواتهم.
ونسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة وكذا في الاستفتاء كانت ضعيفة، وهي نقطة استغلها الإخوان الذين يحسنون تحفيز أنصارهم على المشاركة، فيما يفضل معارضوهم المقاطعة، لأنهم لا يعرفون لمن يصوتون، وأنا لست متفائلا بمستقبل البلاد السياسي.
تشير دائما إلى دعم الولايات المتحدة للإخوان المسلمين، فلماذا حسب رأيك تراهن واشنطن على الإخوان؟
تدعم الولايات المتحدة الإخوان بشكل مطلق. لماذا؟ لثلاثة أسباب. أولها أن واشنطن تحسب أن للإخوان شعبية كبيرة داخل مصر، وبالتالي يعتقدون أن دعم الإخوان سيساعد بالضرورة على إعادة الهدوء إلى المجتمع المصري، والسبب الثاني يتجلى في أن المراهنة على الإخوان تعني المراهنة أيضا على هيكل مؤسساتي شديد التنظيم، لا تحتاج واشنطن في إطاره سوى إلى محاورة زعيمه فقط لكي تجري الأمور، وهذا ما كانت تقوم به في السابق وبنجاح مع مؤسسة الجيش، ويمكنها تكراره مع الزعماء الدينيين الجدد، أما السبب الثالث فيتمثل في الخدمات التي يقدمها الإخوان للولايات المتحدة خاصة ما يتعلق بإسرائي، وإضافة إلى كل هذه النقاط، وبحكم أن المجتمعين معا محافظان فإنهما يسيران اقتصاديا على نهج مماثل.
حسب رأيك ما الذي يطمح إليه الإخوان المسلمون، وما هو النموذج المجتمعي الذي يصبون إليه؟
الإخوان المسلمون محافظون ويمثلون أقصى اليمين في الساحة السياسية المصرية، واقتصاديا، هم أقرب إلى الليبرالية الجديدة، ولهذا نلمس تقاربا بينهم وبين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، وهناك عدد كبير من رجال الأعمال المهمين في مصر يشاركون الإخوان تصوراتهم، كما أن الإخوان يريدون تحويل مصر إلى دولة إسلامية، أي أن يصبح الدين أساس المواطنة وهو فكر رهيب يدل على أن الرئيس لا يفكر في بلاده بقدر ما يفكر في تحقيق مشروع الخلافة الإسلامية.
الشروق