الأخبار

القواعد السبع للسعادة

 

 

 

 

 

 

 

 

وجدت صفحة منتشرة بشدة تحمل عنوان «احفظ القواعد السبع للسعادة». لست أدرى من صاحب هذه النصائح ولكنها تذكرنى بنصائح الدكتور إبراهيم الفقى رحمه الله.

فكرت فى عرض النصائح فوجدتنى أحاول تطبيقها على واقعنا اليومى.

1- لا تكره أحداً مهما أخطأ فى حقك: ولكن كيف تقنع التيارات الإسلامية أن تتخلى عن كراهيتها لبقية البشر من غير الإسلاميين؟ وأن تنسى ما قاسته فى السجون من عذاب سنين طويلة؟ كيف تقنعهم بأن التسامح أسمى من الانتقام تحت مسمى القصاص؟ وكيف تقنعهم بأن من يخالفك الرأى ليس عدوا؟ وأن التعبير ليس نقيصة أو اجتراء؟ وأن من حق أى أحد أن يكون له رأى وطريقة تفكير؟ وأن هذا يجب ألا يكون سببا لكراهيتنا له. ومن جهة أخرى كيف تقنع الثوار بأنه من الممكن ألا تكون ذا طبيعة ثورية، وتكون كنبة ولك رأى أيضا حتى لو مخالفا لرأيك وأقل ثورية أو حتى فى اتجاه معاكس.

2- لا تقلق أبداً وأكثر من الدعاء: طبعا نصيحة من جزءين الجزء الأول لا تقلق. ظللت أرددها لنفسى «لا تقلقى»، صحيح أننا على شفا انهيار اقتصادى كامل، وأن الأسعار سوف ترتفع. «لا تقلقى» والدنيا ليس فيها أمان. أذهب إلى مكان عملى فأجده محاصراً وصورى معلقة وتصحبها تهديدات وعبارات من نوعية: «حنعلمكم الأدب، حنقعدكم فى بيوتكم» وأقول لنفسى الجزء الثانى من النصيحة، الدعاء، فأردد بينى وبين نفسى الآية رقم 28 من سورة الرعد «الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، وأذكر لمن يعتبر نفسه وصيا على البشر بالآية 56 من سورة القصص «إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء».

3- عش ببساطة مهما علا شأنك: الحقيقة أن العيش ببساطة أصبح ضرورة حتمية. كيلو اللحمة أصبح بـ85 جنيهاً وكيلو الفراخ بـ34 وكى تقدم طبقا من السلطة على سفرتك فعليك أن تدفع فى المرة 7 جنيهات. لا نتحدث عن العلاج فى حالات المرض فالمريض فى بلادنا له الله، ومع الدستور الجديد لو أقر سوف يتحتم علينا أن يستعد معظمنا بشهادات فقر لو قررنا العلاج على نفقة الدولة التى ندفع لها الضرائب من تعبنا وشقانا. هذا غير تعليم الأولاد ولو تجرأوا وكانت لهم أى طلبات غير مشروعة مثل الرغبة فى فسحة أو فى لعبة أستغفر الله، أو كتاب لا سمح الله، فكل هذه مصاريف ورفاهية.

4- توقع خيراً مهما كثر البلاء وأحسن الظن بربك: من ناحية كثرة البلاء فقد كثر البلاء أشكالاً وأنواعا، إقصاء للناس وتقسيم للشعب، وأحكام تطلق على أساس مذهبى أو طائفى، وحصار وإرهاب فكرى ومعنوى. هل هناك بلاء أكثر من هذا؟ خرق فظيع ويومى للقانون بكل أشكاله ودستور فرض عنوة، فيه تهديد للدولة المدنية، وتقليص لسلطات القضاء وإعلاء لوظيفة الحاكم. كيف لنا أن نتوقع خيراً والانقسام يسود البلاد؟ مليونية تؤيد وأخرى تعارض، وبين المؤيد والمعارض بحور من الخلافات والمسمى شعب واحد.

5- أعط كثيراً ولو حرمت: أمر جيد ورائع ولكن عندما تكثر الضربات يقسو القلب، وبعد سنتين من الحديث عن التسامح وضرورة طى الصفحة وعدم تقسيم الشعب إلى فرق بين ثائر وفلولى وإخوانى وسلفى كثرت جراح القلب ونزفت وتركت آثارا عميقة.

6- ابتسم ولو القلب يقطر دما: طبعاً هذه العبارة نستطيع تطبيقها على من فقدوا أبناءهم، لأهل من نحتسبهم عند الله شهداء. وتقال أيضا للجيش الذى عانى طويلاً من هتافات أثرت على روحه المعنوية ولأهالى شهدائهم وللشرطة التى ما زالت تحاول العودة إلى قوتها الطبيعية بعد أن تحطمت ولأهالى شهدائهم. هؤلاء هم من فعلا يحاولون الابتسام وآثار السنتين المنصرمتين فى قلوبهم تصرخ حزنا وكمدا.

7- لا تقطع دعاءك لأخيك بظهر الغيب: وهنا أتمنى أن ندعو لبعضنا كمصريين دون أن يفكر أحدنا فى انتماءات الآخر، أو فى دينه أو جنسه. ندعو أن ينزع عن مصر غمامة الحزن. أن يوحد صفوفنا بعد أن فرقت السياسة شملنا. أن يبعد عنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، والله يحب أن يلح عبده بالدعاء.

خلاصة النصائح السبع أنها مستحيلة التطبيق فى الوقت الراهن إذ يعانى الجميع من الاكتئاب، والحل؟ «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». أفلا نعقل ونتدبر؟

 

 

 

مصراوي

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى