
لا فرق تقريباً بين الوقفتين، عدا الخلفية التى تبدلت من زرقاء إلى خضراء، فيما بقى المضمون واحداً، مع اختلاف الوجوه، ما قاله الرئيس المخلوع مبارك قبل عامين، كرره الرئيس المنتخب محمد مرسى قبل ساعات.
الوطن اشترك فى خطاباتهما، و«السلطة» أيضاً، خطاب مبارك كان عاطفياً شدد فيه: «إننى لم أكن يوماً طالب سلطة أو جاه وليس هذا من طبعى وطوال حياتى خدمت الوطن فى الحرب والسلام»، تكررت الكلمات وكأنها صدى للأولى داخل «القصر» نفسه: «فأنا كما تعلمون جميعاً لست من عشاق السلطة ولا من هواة الاستحواذ على السلطة»، وبين الخطابين المواطن يشدو رائعة نزار قبانى: «أيها الناس.. أنا الأول والأعدل.. والأجمل من بين جميع الحاكمين.. وأنا بدر الدجى، وبياض الياسمين.. كلما فكرت أن أعتزل السلطة، ينهانى ضميرى.. من ترى يحكم بعدى هؤلاء الطيبين».
«خطاب الديكتاتور يوحى لك بأنه ليس راغباً فى السلطة والأمر عكس ذلك تماماً»، يقولها الكاتب الصحفى صلاح عيسى، نابشاً فى ذاكرته وما تحويها من تاريخ ممتد عبر عصور مصر، ويقول: «عبدالناصر أبدى عزوفه عن السلطة بعد هزيمة 67 لكن المظاهرات التى اندلعت كانت حائلاً أمام تنفيذ قراره»، الأمر نفسه حدث مع أنور السادات -فوفقاً لـ«عيسى»- أكد الرئيس المؤمن وقت توليه السلطة أنها لن تمتد سوى لفترة واحدة «6 سنوات» وبعدها سيترك، ويتابع المؤرخ بقوله: «طبعاً أول ما خلصت مدة حكمه.. عمل تعديلات دستورية وأمدها لفترتين لحد لما تم اغتياله»، الأمر نفسه خرج من فم «الرئيس المخلوع» عندما شدد فى خطابه العاطفى على أنه لم يكن طالباً للسلطة، وكررها الرئيس المنتخب، الذى يراه رئيس تحرير جريدة «القاهرة» مندوباً لجماعة الإخوان المسلمين.
المشير عبدالرحمن سوار الذهب، الذى تولى السلطة بعد الانقلاب العسكرى فى السودان عام 1985، والمشير حسين طنطاوى، الذى أصبح حاكماً لحين فوز الرئيس الجديد بمنصبه، حالتان نادرتان، حسب تأكيد عيسى، لعدم الطمع فى السلطة: «سلموها بشكل سلمى وآمن.. وكان ممكن جداً إنهم يطمعوا فيها لكن ده محصلش».
الوطن
زر الذهاب إلى الأعلى