الأخبار

راعي كنيسة القديسين : لا العسكر ولا الإخوان اهتموا بملف القضية.. والانقسام أكثر ما يهدد مصر

66657_660_1963539

 

 

عامان على حادث القديسين. ذلك الحادث الذي أودى بحياة 20 شخصًا لاذنب لهم، سوى أنهم كانوا يصلون لربهم في مستهل عام جديد كانوا يأملون فيه استمرار حياتهم لخدمة وطنهم. لكن الأيادى الآثمة طالتهم، وأودت بهم إلى جوار ربهم.

 

ولازالت جراح المصابين تئن من هول تلك التفجيرات التي أدمت قلوب المصريين جميعًا مسلمين ومسيحيين؛ لأن قتل النفس من الموبقات التي حرمتها جميع الأديان.

 

راعي كنيسة القديسين، القمص مقار فوزي، يحكي في حوار مع “الوطن” تفاصيل تلك الليلة المأساوية، وتصوره لواقع البلاد في حالة الانقسام التي يعيشها المجتمع المصري في الوقت الراهن. وإلى نص الحوار.

 

>> بين الحين والآخر يتم الاعتداء على الكنائس، ما السبب؟

** المشكلة في الإسلام المتشدد والمتطرف أيا كان مصدره سواء في الداخل أو الخارج.

 

>>كيف استقبلتم هذه الأحداث في ظل تراخي الأمن؟

 

أعتقد أن التراخي الأمني كان سببًا، فلو كانت الجهات الأمنية مسيطرة على الوضع لما وقعت تلك الأحداث أو غيرها.

 

>> بعض الاتهامات أشارت إلى حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق؟

أعتقد أنه كان يعلم ما سيحدث، بدليل أن الحادث تم في الساعة الثانية عشرة، وتوافد عدد من البلطجية في الساعة الواحدة، ورشقوا الناس بالحجارة، وتهجموا على المصابين، وعلى المستشفى، وكانت هناك إصابات خفيفة، احتاجت أن تخرج في سياراتهم الخاصة لتلقي الإسعافات في مستشفيات أخرى، فتم منعهم، وكأن ما يحدث مدبر ومنظم. كما أننا رفعنا قضايا ولم يعطنا أحد جواب.

 

>> هذا يعني أن الشرطة لم تتواجد في محيط الكنيسة عقب حدوث الانفجار مباشرة؟

من الغريب أنه لم يصب أحد في الحادث من عناصر الشرطة المسؤولة عن تأمين الكنيسة، رغم جلسوهم أمام الباب باستمرار، فكيف لا يُصابون أو يتعرضون لما تعرض له الأقباط أمام الكنيسة، فمن أصيب هو ضابط واحد، وكانت الإصابة، في الأذن لتضرره من صوت الانفجار فقط.

 

>>هل اختلف تأمين الكنيسة بعد الحادث؟

استمر التأمين بشكل قوي بعد الحادث ولمدة أيام، حيث كانت كان هناك عربات أمن مركزي، وحراسات شديدة في الأيام التي أعقبت الحادث.

 

>>هناك سلطات حكمت مصر بعد أحداث الكنيسة، كالمجلس العسكري والإخوان، كيف ترى معالجة كل منهما لأزمة القديسين؟

لا العسكر ولا الإخوان، اهتموا بملف القضية.

 

>>بعض الأقباط ممن حضروا إلى الكنيسة ليلة الحادث، قالوا إنك دعوت في صلاتك قبل ليلة الحادث بحماية الكنيسة وقلت إنها مستهدفة؟

 

كنت فعلًا وأنا أصلي أقول “يارب احمنا واحم مصر واحمِِ الكنيسة”، ولم أقصد حينها هذه الكنيسة. لكن قصدت بدعائي الكنائس المصرية، بوجه عام، وتزامن ذلك مع تهديدات أشيعت وقتذاك، من القاعدة في الوقت الذي كانوا يضربون فيه كنائس في العراق، وقالوا إنهم سينفذون تفجيرات في الكنائس المصرية، ولذلك كنا نصلي ونقول: “يارب احم الكنيسة المصرية”.

 

>> رغم أن عدد المفقودين كبير، إلا أن الله نجَّى الكثيرين، فهل هناك سبب لذلك؟

لأننا كنا في نهاية الصلاة، ولم يخرج الكثير من الكنيسة بعد لأن الصلاة ولحسن الحظ تأخرت قليلا وانتهت في الثانية عشرة والربع. هذا التأخير نجا الكثيرون بسببه؛ لأنه إذا خرج الجميع من الكنيسة بعدد لا يقل عن ألفي شخص، لسقط ضحايا كُثُر، فمن التوفيق أن الانفجار تم قبل الخروج، وإذا تم الانفجار لحظة خروج الناس من الكنيسة، لحدثت الكارثة.

 

>> ما المشاهد التي شاهدتها وقت الحادث؟

المشاهد كثيرة ومأساوية. الجثث كانت موجودة في المشرحة. والناس ماتت في الطريق إلى المستشفى. كانت في كل لحظة تصلنا أخبار عن متوفين جدد. وعرفنا كم الوفيات في صباح تلك الليلة.

 

>>صف ما شاهدته. وما هي توجيهاتك الأولى عقب الانفجار؟

حدثت ربكة كبيرة مع وقوع الحادث مباشرة. كانت هناك أجساد مشوهة، بجانب عدم قدرتي على السير أمام الكنيسة من غزارة الدم والأشلاء. وطلبت ملاءات من الكنيسة لتغطية أشلاء الجثث. الموقف كان بشعا وقضينا يومين من أصعب الأيام.

 

>> هل تتوقع أن تتكرر؟

الأمر يتوقف على تصحيح الجماعات المتشددة لفكرها.

 

>> بعد صعود الإسلاميين إلى سُدة الحكم، هل ترى أن المستقبل أصبح غامضا؟

أكثر مايقلقني الانقسام السياسي الذي حدث. لا مانع من أن يكون الحكم إخوانيًا أو إسلاميًا، الأهم أن يكون هناك توافق بين الجميع. لكن الانقسام الموجود يهدد الوطن والدولة المصرية.

 

>>هل تتوقع أن يُقوي الحكم الإسلامي من شوكة الجهاديين؟

لا أعتقد.. والإخوان هم من سيتكفلون بهم. لكن أكثر ما أخشاه هو تفتيت الوطن.

 

>> هل تأثرت حالة التعايش بعد حادث انفجار”القديسين” بين المسلمين والأقباط؟

وقت الحادث كان هناك ترابط شديد جدًا بين المصريين، ومصر كلها تحركت وحدة واحدة. المصريون دائمًا مع بعض، لا يتفرقون، عدا الفئة المتشددة التي تمتلك فهما خاطئا. ولا أعلم من أين أتوا بتلك القسوة التي يقتلون بها الأبرياء؟

 

>>لكن هل الوضع اختلف في ظل الانقسام السياسي السائد الآن؟

مازلنا نتحسس النتائج، فلم نتأكد من طبيعة الوضع بعد، أما عامة الشعب فلم يتغير.

 

>> هل وصلت تعويضات من الدولة لأسر الضحايا أو الكنيسة؟

حاولت شركة المقاولون العرب إصلاح بعض التلفيات بالكنيسة. لكن الناس اعترضت، وبعد محاولات أصلحوا بعض الكسور والتشوهات داخل الكنيسة. أما علاج المصابين فتكفلنا به، كما سعينا بأنفسنا لحصول الأسر على تعويضات من الشؤون الاجتماعية.

 

>>التحقيقات في القضية إلى أين تسير؟

كلما نسأل يقولون ليس لدينا ملفات. القضايا لازالت مرفوعة. لابد أن نعرف الحقيقة وأن يتم القصاص للقتلى.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى