
قال حمدين صباحي إن فكر الإخوان الاقتصادي والاجتماعي هو نفس فكر نظام مبارك المتمثل في اقتصاد السوق الحر، مؤكدا أن قرض صندوق النقد الدولي غير ضروري إذا اتبعت الحكومة بعض التحركات الجذرية التي في نفس الوقت لا تضر بالفقراء.
وحذر صباحي، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، الرئيس محمد مرسي من الاستماع إلى حلفائه الإخوان فيما يتعلق باتباع سياسة اقتصاد السوق الحر، حيث إنه بتنفيذ تلك السياسات “سوف يصبح الفقير أكثر فقرا، وسيغضب عليه الفقراء تماما كما فعلوا مع مبارك”.
وأشارت الصحيفة الامريكية إلى أن الإصلاح الاقتصادي يشكل الآن اختبارا حاسما للديمقراطية الهشة في مصر، والخلاف بين الاسلاميين وخصومهم أدى إلى تأجيل قرض صندوق النقد الذى يبلغ 4.8 مليار دولار.
واعتبرت الصحيفة صباحي، الذي وصفته الصحيفة بالحصان الأسود في سباق الانتخابات الرئاسية، من أشد المعارضين لتحركات اقتصاد السوق الحر بشكل عام وكذلك لقرض صندوق النقد الدولي الذي يقول اقتصاديون إن الحكومة المصرية الآن بحاجة ماسة إليه للحد من عجز الميزانية وتفادي انهيار كارثي للعملة.
وقال صباحي لنيويورك تايمز “إنه إذا كان الرئيس مرسي يتوقع أن معارضيه سوف يتوقفون عن انتقاد هذا القرض لمجرد أن الاقتصاديين يقولون إن هناك حاجة ماسة إليه، فعليه أن يفكر مرة أخرى”.
وأصر على أن قرض صندوق النقد الدولي لن يكون ضروريا إذا اتبعت البلاد تحركات جذرية للابتعاد عن المسلمات الاقتصادية التقليدية الغربية.
فبالإضافة إلى فرض ضرائب سنوية على الأغنياء، يدعو صباحي إلى مواجهة عجز الميزانية بفرض ضريبة لمرة واحدة قدرها 20٪ على أي شخص ثروته تتجاوز 17 مليون دولار، التي يقول إن هذه الطبقة الثرية تقدر بنحو 1 % من المصريين.
كما يدعو إلى فرض حظر على جميع صادرات المواد الخام، بما في ذلك السلع الأساسية المهمة من الغاز الطبيعي والقطن، لذلك يمكن استخدامهم فى الإنتاج المحلي.
ويقترح صباحي أيضا زيادة الرسوم على الشركات التي تستخدم الموارد الطبيعية وكذلك على العقارات والمعاملات في البورصة.
وفي الوقت نفسه هو يرغب في توسيع القطاع العام -المتضخم بالفعل- في مصر لخلق المزيد من فرص العمل للفقراء.
وحول الدستور المصري الذي تم الإعلان رسميا أمس الموافقة عليه في الاستفتاء، قال صباحي إن جبهة الإنقاذ الوطني ستعمل الآن من خلال جميع الوسائل السلمية لإسقاط هذا الدستور، موضحا أن شكواه الرئيسية من الدستور هي الفشل في ضمان حقوق اجتماعية واقتصادية ملزمة للفقراء.
كما اعترف صباحي، خلال حواره مع نيويورك تايمز، بالاختلاف الواسع بينه وبين بعض الأحزاب التي تتضمها جبهة الإنقاذ الوطني بشأن السياسات التجارية لكنه أعرب عن أمله في أن يخوضوا الانتخابات البرلمانية ككتلة واحدة ليعكسوا أغلبية الإخوان في البرلمان، معتبرا أنه سيكون أمرا جيدا أن يكون الرئيس من الإخوان في حين البرلمان ومجلس الوزراء من القوى الديمقراطية والوطنية.
وحول رؤيته للرئيس محمد مرسي، قال المرشح الرئاسي السابق إن “مصر في حاجة إلى رئيس يلهم المصريين، ويقول لهم إن غدا سيكون أفضل وتحلوا فقط بالصبر معي اليوم.
فلماذا يتحمل الفقراء أعباءهم سوى من أجل الأمل،لكن مرسي لا يفهم ذلك ولا يعرف كيف يخاطب الجماهير”.
وأضاف أن “مرسي يعطي فقط خطب صلاة الجمعة. فبعد 14 قرنا من الإسلام، يعلمنا الرئيس الدين. نحن يا سيدي نريد أن نأكل ونريد وظائف. لكن هو عقله في مكان آخر”.
البديل
زر الذهاب إلى الأعلى