الباعة الجائلون أمام مترو حلوان: طردنا دون توفير بديل معناه موتنا وأولادنا من الجوع

مع الفجر حضر حسن، بائع متجول، إلى محل عمله أمام محطة مترو حلوان، الأجواء تبدو غريبة، يوم جديد للمواطن الصعيدي الذي جاء إلى حلوان منذ الصغر، مرت إلى جواره سيارة “ونش” تابعة لشرطة المرافق، وصرفت الباعة من أمام محطة المترو بعدما اشتكى مواطنون لتشويه المظهر العام لبهو المحطة، والساحة المقابلة لها، وانتشرت قوات الأمن المركزي أمام محطة مترو حلوان، بينهم العشرات من الضباط.
حسن محمد، بائع الفاكهة الشهير بين البائعين بـ”حسونة”، وقف إلى جوار العشرات من أصحاب “الفرش” ينتظرون أي كلمة من أحد كبار الضباط، بلا فائدة.. وقال “لو أنت متزوج، وليس لك إلا مصدر رزق واحد، وحدث لك ما حدث لنا اليوم، كان يبقى شعورك أيه؟”.
ويضيف إبراهيم سالم، أحد البائعين، “الساعة 8 من صباح أمس، هجمت قوات الشرطة، وصرفونا من المكان، وأزالوا بضائعنا، وتحفظت البلدية على بعضها، وكسّروا بعض العربات التي لم يستطع أصحابها أن يأخذوها بعيدا عن أيدي أفراد الشرطة، وعليه فقد تشرد كثير منّا، ومنا الكثير جاءوا إلى القاهرة لأكل لقمة عيش بالحلال، واضطر للعمل كبائع متجول لأنه لم يجد من الدولة فرصة عمل”.
دون مقدمات التفت الجميع إلى أحد اللواءات في محيط محطة مترو حلوان، قادم إلى تجمع البائعين الذين تجمعوا خلف الكردون الأمني الذي أقيم بعد صرف الباعة، وجه اللواء تعليماته إلى الباعة “شوفوا إحنا هنا في خدمتكم، وفي خدمة المواطنين، وسيادة اللواء مدير الأمن موجود حاليا في مكتب السيد نائب المحافظ بيتفاوض نيابة عنكم، علشان نقدر نوفر لكم مكان مناسب تتجمعوا فيه، لكن من الآخر وجودكم أمام المحطة لا نقاش فيه، لأن المحطة والميدان اللي قدامها هما واجهة حلوان، وإحنا عايزين نحافظ على واجهة المحافظة، فاصبروا علينا أسبوعين وتنتقلوا لمكان تاني في العين أو عند موقف الصعايدة أو في آخر الشارع”.
قاطع أحدهم حديث اللواء قائلاً “يا باشا مهو بعد الأسبوعين ممكن يفضل الحال هو الحال، ونبقى لا طولنا بلح الشام ولا عنب اليمن”، فرد اللواء “وأنا إيه اللي يجبرني أجي وأكلمكم وأقولكم هنعمل ونسوي ونفاوض المحافظة؟ أنا ممكن أجيب فصايل أمن مركزي هنا، ويبقى حد يفكر يهوب ناحية الميدان، بلاش نصادر على بعض واسمع كلامي للآخر بثقة”.
بين الحضور، اندفعت سيدة من الباعة موجهة حديثها إلى اللواء المتطوع بالحديث إلى الباعة “يا باشا إحنا ورانا عيال، وده أكل عيشنا الوحيد، أنت يا باشا بتقول أسبوعين خلال الأسبوعين دول ناكل منين سعادتك؟”، على الفور، أجابها اللواء “يا جماعة بشيء من الإنسانية والمروءة والأخلاق هنجيب الاتنين الستات دول وياكلوا عيش هنا، مين يساعدهم في نقل حاجتهم؟.. لم يجب أحد.
يقول مصطفي نور، بائع شرابات متجول، “أنا متزوج ولدي ولدين، وليس لي مصدر دخل إلى الفرشة الصغيرة التي أبيع عليها، سأستجيب وسنستجيب كلنا لأي حل تقوله الشرطة، أهم حاجة أن نأكل لقمة العيش بالحلال، لأننا لو خرجنا دون حل سنموت وعيالنا من الجوع”.
الوطن