مراقبون يؤكدون غياب مفاهيم حقوق الإنسان عن البرامج الانتخابية لمرشحين وقوائم وطنية

24

غادة الشيخ

 غابت شعارات تطالب بتعزيز مفاهيم حقوق الإنسان، والتي كانت الحراكات بمخلتف اتجاهاتها تطالب بها منذ عامين، عن معظم البرامج الانتخابية التي تقدم بها المرشحون والقوائم الوطنية لخوض الانتخابات النيابية، وفق مراقبين أكدوا أنه “لا توجد قوائم انتخابية جوهر برنامجها يرتكز على حقوق الإنسان”.
يذكر أن الانتخابات النيابية ستجرى في 23 كانون الثاني (يناير) الحالي.
ويعزو الحقوقي عاصم ربابعة سبب غياب تلك المطالب والشعارات إلى أن العلاقة ما بين المرشح والناخب “ما تزال تخضع لاعتبارات شخصية لها علاقة بصلة القرابة والعشائرية، فضلاً عن الاعتبارات الخدماتية”، مؤكدا أنه في ظل غياب الترشح على أساس الانتماء الحزبي فإن هذه الظاهرة “تبقى موجودة”.
ويرى أن معظم الشعارات الانتخابية “خلت” من مفاهيم حقوق الإنسان، فيما مر بعضها بـ”خجل” على هذه المفاهيم، مبينا أنه “لا توجد قوائم انتخابية جوهر برنامجها يرتكز على حقوق الإنسان”.
بدوره، يعتقد الخبير الحقوقي طالب السقاف أن المرشحين لا ينظرون إلى دورهم البرلماني باعتباره دورا داعما ومعززا لحقوق الإنسان، إنما يوظفون حقوقا تخدم شعاراتهم، مثل تعزيز الحق في المشاركة بالانتخابات دون التطرق إلى الحقوق الأخرى.
ويرى أن السبب في ذلك يعود الى أن المرشحين يعتقدون أن موضوعات حقوق الإنسان “ليست لها صلة بهم، إنما هي من مسؤولية الدولة”، داعيا إلى إنشاء معهد برلماني لإعداد البرلمانيين يعمل على مراعاة أوضاع حقوق الإنسان في عملهم البرلماني.
من جهته، يعلق عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية فاخر دعاس على ذلك بالقول إن مصطلح حقوق الإنسان “جديد” على الساحة الأردنية، بحيث لم تكن هناك اهتمامات سابقة بهذا المصطلح، وبالتالي فثقافة حقوق الإنسان “ليست موجودة بقوة”. ويعزو غياب مفاهيم حقوق الإنسان عن الشعارات الانتخابية بشكل قوي، الى أن المرشح ونظرا لعدم جدية الانتخابات “تراه يرفع شعارا من باب رفع العتب، بحيث لا يوجد جدية في الطرح”، لافتا إلى أن عدم الجدية في طرح مفاهيم حقوق الإنسان تعكس حالة فتور للحالة الانتخابية بشكل عام، فضلا عن أن معظم القوى المترشحة “تقليدية لم تعتد على طرح تلك المفاهيم سابقا”.
ويوافقه في هذا الرأي المنسق العام للتيار القومي التقدمي خالد رمضان، معتقدا بأن المرشحين وشعاراتهم “تتوافق مع الحالة المتردية في العملية الانتخابية، حيث ان ما يتحدثون عنه لا يعبر عن مفاهيم حقيقية تنسجم مع مطالب الشارع”.
ويتساءل رمضان “اليس من الغريب أن تطرح شعارات حقوق الإنسان في ظل قانون انتخاب إقصائي”، مضيفا أن المرشحين يعبرون عن المرحلة التي يفرزها هذا القانون.

الغد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى