الرأس المدبّر مرتبط بـ”جبهة النصرة”

8اكتملت امس كل الخيوط التي قادت المحققين الى معرفة جميع الضالعين في جريمة الاعتداء على حاجز الجيش في منطقة وادي حميد، الواقعة في خراج بلدة عرسال، والتي ادت الى استشهاد ثلاثة عسكريين فجر الثلثاء الماضي.
فقد ارتفع امس عدد الموقوفين الى اربعة، بعدما اوقفت دورية من مخابرات الجيش في البقاع العريف المنشق في الجيش السوري ممدوح الوزير، شقيق المشتبه فيه الاساسي في الجريمة مشهور الوزير، والذي لا يزال فارا ضمن اراضي بلدة عرسال، وهو احد افراد مجموعة الشيخ ادريس في لواء الفاروق في “جبهة النصرة”، وزوجته موجودة حاليا في وادي خالد مع أبنائه الاربعة، وقد استقبله لبنان قبل نحو اربعة اشهر وهو مصاب بجرح بالغ في معارك بمنطقة حمص اثناء قتاله، وتم نقله في حينها الى المستشفى الحكومي في طرابلس، وكانت عائلته تنزل في ضيافة اقرباء لها في وادي خالد.
وكان مشهور الذي آوى اللبنانيون عائلته، منذ اندلاع الاحداث في سوريا، وامنوا لها كل حاجاتها عمل لبنانيون آخرون على رعايته والاهتمام بصحته واجراء عدد من الجراحات بعيد نقله جريحا حيث ابقي لنحو ثلاثة اشهر في المستشفى الحكومي في طرابلس، وبعدما عاد الى الحياة من جديد، ضرب ضربته في وادي حميد في عرسال، فقتل ثلاثة جنود لم يقترفوا اي ذنب في حقه، سوى انهم يسهرون ليؤمنوا الحماية له ولغيره.
وكانت الممرضة اللبنانية إ. ش. التي تعمل في المستشفى الحكومي في طرابلس روت على مسامع المحققين بعدما اوقفتها دورية من فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي ومعها اللبناني أ. م.، وبعدما تبين للمحققين انهما من استأجرا سيارة “هامر” السوداء التي تم استخدامها في تنفيذ الجريمة من احد مكاتب تأجير السيارات في طرابلس لمصلحة السوري مشهور الوزير، روت تفاصيل علاقتها بمشهور الذي “استمالها” بعدما عرفت انه ذو باع طويلة في النشاطات “الارهابية” عندما دخل لبنان جريحا قبل نحو 4 اشهر بعد اصابته في منطقة حمص اثناء القتال في اطار “جبهة النصرة” ضمن مجموعة الشيخ ادريس في لواء الفاروق، وتم نقله يومها الى المستشفى الحكومي في طرابلس، حيث تعمل إ. واجريت له عملية جراحية ابقي على اثرها لثلاثة اشهر في المستشفى، وخلالها نشأت العلاقة مع الممرضة. وقالت ان مشهور اتصل بها قبل اسبوع، وطلب منها استئجار سيارة رباعية الدفع بسرعة، فامتثلت لطلبه واستعانت بجارها أ. م. ليساعدها في الامر، فتوجها معا الى مكتب سيارات واختارا سيارة الـ”هامر” السوداء التي تحمل الرقم 204194/ج، واخبرته ان ايجارها 200 دولار اميركي يوميا، فأرسل مشهور لها 600 دولار دفعة اولى.
وبعد استئجار السيارة اوصلها أ. الى شتورة حيث كان مشهور في انتظاره. بعد ذلك اقفل مشهور هاتفه، ولم يعد في وسع إ. الاتصال به الى ان وقعت جريمة الاعتداء على العسكريين.
وعلى اثر العملية طالب صاحب السيارة أ. م. باعادتها اليه، او بدفع الايجار المتوجب مجددا، فاتصلت إ. بمشهور الذي ابلغها ان السيارة لا تزال معه وانه لا يستطيع الخروج من عرسال بسبب الطوق الامني المفروض من الجيش، ووعدها بتأمين المال فور خروجه.
وقد سلّمت شعبة المعلومات في قوى الامن الموقوفين الى مديرية المخابرات في الجيش التي تتولى التحقيق، والتي تشير مصادرها الى ان التحقيقات مستمرة في الحادث، الذي تبين انه عملية مدبرة ومرسومة بدقة واهدافها متعددة وباتت واضحة، وسيصار الى اعلام الرأي العام بكل تفاصيلها لاحقا.
وفي سياق متصل بالملاحقات الامنية، نفذت قوة من الجيش امس سلسلة من عمليات الدهم في الشمال، اوقفت بنتيجتها اشخاص للتحقيق معهم في اعتداء عرسال.
وفي محيط عرسال، اوقفت قوة من الجيش المدعو فايز فليطي، وفي سيارته كمية من المتفجرات، كما تم توقيف عمر الحجيري وهو مطلوب ايضا بقضايا امنية.
وفي هذا الاطار، اشار مصدر امني الى ان الشبهة في اطلاق صواريخ الـ”غراد” على الضاحية الجنوبية الاحد الماضي تحوم حول مواطنين من الشمال استخدموا سيارة من طراز “نيسان ساني”.

جريده النهار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى