الأخبار

كلمة الأنبا باخومبوس فى صﻻة جناز والدة قداسة البابا تواضروس الثانى

 

127

يعز علينا يا أحبائي رحيل أم مباركة عاشت بيننا زمانا وكنا نرى فيها فضائل كثيرة وإن كان يعز علينا الرحيل إﻻ إننا نتعزى فى رحيلها بأمور كثيرة نتعزى لأن هناك وعودا إلهية أعطاها الرب لنا فى رحيل الأحباء فى الكتاب المقدس هذه الوعود طالما نتأملها تستريح قلوبنا ونتعزى فى وسط آﻻم الفراق نتعزى أيضا من أجل صلوات الكنيسة وما تقدمه لنا من صلوات تعطينا سﻻما سواء صلوات الكنيسة في طقسها أو صلوات الكنيسة المرفوعة من أباءها على رأسهم قداسة أبينا الحبيب البابا تواضروس الثانى الذى نلتمس من فمه المبارك التعزية مقدرين آلم الفراق ولكن حياة الصﻻة التى يحياها تبعث فى قلوبنا تعزية
يعزينا أيضا يا أحبائى السيرة العطرة التى يعيشها أبائنا وأمهاتنا الراحلون وأمنا الراحلة عاشت بيننا عشرات السنين وﻻ أقولها مجاملة عاشت بيننا عشرات السنين نموذجا لأم مباركة تبعث فى كل من يتعامل معها روحا جديدا وفكرا جديدا وسلوكا مباركا لقد تعرفنا عليها منذ أن خدمنا فى ايبارشيتنا المباركة وكنا نرى فى شبابها أم لها روح الأمومة الحقيقية عرفنا إنها ترملت فى سن مبكر ولكن هذا الترمل جعلها تعطى كل طاقتها وكل حبها للكنيسة فربت أوﻻدها تربية كنسية حقيقية بقدر ما أذكر ﻻ أذكر أني فى مرة ذهبت للكنيسة التى تخدم فيها ولا أراها وكان ما يفرحنى إنها وأوﻻدها ينتمون إلى الكنيسة بكل جوارحهم فكانت عائلة تمثل كنيسة حقيقية الأم ترعى أبناءها تنسيهم آلم فراق الأب وينسحقون فى خدمة الكنيسة فكانت عندما نذهب إلى الكنيسة وأرى نشاطا أسأل من صنع هذا يقولون طنط سامية والخدمة الفﻻنية مين ماسكها يقولون طنط سامية ولم أكن أعلم إن هذا الإسم المبارك سوف ينجب من يكون خليفة للقديس مارمرقس كاروز ديارنا
تمتعت أمنا الراحلة بأنها جعلت بيتها بيتا كنيسة حقيقية لذلك أذكر فى أحد السنين أن كان الأباء الكهنة والخدام الذين يعدون للإحتفال بعيد الأسرة أن كانت طنط سامية هى الأم المثالية لأحد السنين ولم يكن ذلك من أجل تذكية مجاملة ولكن كان اتفاق بين الآباء الكهنة والخدام على هذا الأمر ولم نكن نعلم ان الام المثالية سوف تنجب من يقود الكنيسة فى يوم من الأيام نراها فى أنشطة الكنيسة المختلفة فعالة فى وداعة وأيضا في قوة شخصية تقود ونحن نعلم إن خدمة الشباب تحتاج إلى قوة شخصية وتحتاج إلى قوة قيادة فكانت فيما هى تقود اجتماعات شابات كثيرة كانت ناجحة والى هذا اليوم الشابات الذين تربوا على أيديها فى الكنسية مشهود لهن وكثير منهن يخدمون
رأينا في الام الراحلة محبة الكنيسة فى طقسها وايمانها فكنا نراها تشترك فى تسابيح ليالى كيهك وأيضا في الخدمات التى ترتبط بالنهضات كانت لها طابع الخدمة الروحية التى تؤثر فى قلوب كثيرة كنا نرى امنا الراحلة محبة لخدمة اخوة الرب الاصاغر وكانت رائدة فى هذا الميدان واستطاعت أن تقدم هذه الخدمة فى الأحياء الفقيرة وكان بتلقائية تفرح أن تخدم أبناء الكنيسة فى اﻻمهم لقد أثمرت كل أبناءها فى سلوك روحى جيد بالرغم من أن سمح الرب بأن يختار الوالد وكان الأطفال الثﻻثة ﻻزالوا فى سن الطفولة لكن استطاعت بمحبتها لأبنائها المحبة الروحية ان تقودهم قيادة حكيمة وأمينة فالابناء الثﻻثة كل من يتعامل معهم يرى نموذجا لابناء الأسرة المسيحية النقية الذين يعكفون على حياة الصﻻة والتسبيح والخدمة وكانت لهم رائحة ذكية فى سلوكهم
يعوزنا الوقت يا أحبائي لو تحدثنا عن البساطة التى تجمع بين البساطة والحكمة يعوزنا الوقت لو تحدثنا عن قيادة أسرة صغيرة فى ظروف فيها شىء من اﻵلم يعوزنا الوقت لو تحدثنا عن الأسرة الخادمة يعوزنا الوقت لو تحدثنا عن الابناء الذين يتربون فى حضن الأم ﻻ يحسوا بالعوز وﻻ يشعرون بآﻻم اليتم ولكن نعمة الرب شملتهم وكانت الأم الراحلة خير أما نعتز بها ولكن فوق كل هذا إن كانت أثمرت عائلة خادمة فكلنا نرى بفرح ابنها الذى اختارته السماء لكى ما يكون خليفا لكرسى مامرقس المائة والثمانية عشر
كنت عندما أخدم فى مكان وأفكر فى تكريس خدام أسأل عن أشياء كثيرة فمن الأشياء التي أعجبت بها أن كان قداسة البابا فى شبابه المبكر أحب ما كان لديه الكنيسة والمكتبة الوطنية فكان يهرب من كل شىء ويذهب الى المكتبة العامة لكى ما يقرأ كل ما يمكن أن يقرأ في هذه المكتبات لذلك الرب يختار لنا هذا الراعى المحب للقراءة ابن الاسرة المسيحية المحب للتعليم الذى يؤمن بالقيادة الأمينة السليمة ونرى إننا عندما نتحدث عن هذه الأم المباركة هو الزاما كتابى عندما نتذكر إنه ينبغى أن يكرز بهذا حيثما يكرز بالإنجيل يكرز بهذه المرأة وما صنعته تذكارا لها فنحن اليوم نؤمن إنها ضرورة انجيلية ان نتذكر ما صنعته هذه الأم وما فعلته وما تركت من أثر كبير العالم كله يتحدث بها إنها صنعت شيئا ينبغى أن يكرز به بالإنجيل فى كل مكان يتحدث العالم عنه يعوزنا الوقت يا أحبائي أن نتحدث عن فضائل هذه الأم فاحتمالها للألم لانها عانت من آﻻم كثيرة للمرض فى أيامها نتحدث عن حكمتها فى مواجهة بعض مشكﻻت فى الكنيسة نتحدث عن تربية الأبناء تربية مسيحية نتحدث عن روح التعزية التى لمسناها فيها التى عندما انتقلت ابنتها الصغيرة الاخت ايمان من عدة سنوات وكيف انها احتضنت أبنائها الصغار وهم الأن في مرحلة شباب يذكرون ما صنعته معهم نتذكر فضائلها التى انطبعت على أبنائها واحفادها وتركت للكنيسة تراثا حيثما يكرز بالإنجيل نتذكرت ما صنعته تذكارا لها نحن ﻻ نعزى قداسة أبينا الحبيب لأن من فمه ننال التعزية ولكن بمشاعر البنوة نحن جميعا نقدم لأبونا الحبيب قداسة البابا تواضروس الثانى كل تعزية من أعضاء المجمع المقدس أتحدث بإسم ابائى أعضاء المجمع المقدس الذين يشاركونا فى التعزية لأبينا الحبيب وجميع الأحباء تعزية الاكليروس تعزية الأماكن التي عاشت فيها وتلتصق بقلبها ذكريات كثيرة كثيرا ما كنا نجلس معها تحدثنا عن ذكريات طفولتها عندما كانت فى برارى القديسة دميانة بلقاس لإنها أحبت هذا المكان جدا وحتى عندما نجلس مع سيدنا البابا كان يحدثنا عن مدى تعلق قلبه بالقديسة دميانة وتذكارات القديسين هناك أنها كنيسة صغيرة أنها أم كارزة أنها أم متفوقة فى التربية أنها أم تصلح أن تكون نموذجا لكى ما يقتاد بها أمهات كثيرين
الرب ينيح نفسها بصلوات ابينا الحبيب ويعطى الجميع نعمة التعزية ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين
وطنى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى