دعوة لرؤية أميركية جديدة بالشرق الأوسط
لكن الكاتب يعود ويشير إلى فشل هذه الإدارة في إعادة انطلاق محادثات السلام للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، كما أنها لم تحقق تقدما بخصوص البرنامج النووي الإيراني، كما أن اختيار ممالك وإمارات الخليج للوقوف معها في وجه إيران جعل من الصعب دفع هؤلاء للقيام بإصلاحات جدية أو منعهم من التدخل في البحرين.
ويضيف الكاتب أن هجمات الطائرات من دون طيار في اليمن قد تكون نجحت في تحجيم القاعدة، لكنها أدت إلى زيادة عدد المناهضين لأميركا, وقضت على الحلفاء المحليين، وجعلت من السخرية الحديث عن حكم القانون. كما أن قرار أوباما بالتدخل في ليبيا وعدم التدخل في سوريا أربك الكثير في المنطقة, إضافة إلى أن تقبل إدارته فوز الإسلاميين عبر صناديق الاقتراع في مصر وتونس أغضب من يدعون الليبرالية الذين كانوا يرغبون بوقوف الولايات المتحدة إلى صفهم.
ويدافع لينش عن سياسة أوباما التي حاولت تجنب التدخل في تشكيل السياسات الداخلية العربية، الأمر الذي أثار استياء معارضيه الذين عدوا هذه السياسة “فك ارتباط”، وهو ما يرفضه الكاتب مؤكدا أن لعب أميركا لدورها بالشكل الصحيح من شأنه إجبار السياسيين المحليين على إيجاد تسوية من دون أن تتم تحت مراقبة أميركا.
ويدلل الكاتب على رأيه بأن الولايات المتحدة عجزت عن دفع الزعماء العراقيين للاتفاق يوم كان لها 140 ألف جندي على الأرض, وبعد انسحابها لم يتفكك العراق، وأضاف أنه يجب أن تكون هناك حدود لتقدير حجم الدور الصحيح وحشد وتقوية حلفاء أكثر ديمقراطية في المنطقة كي يعملوا مراسي للتغيير.
ونصح لينش أوباما في فترته الثانية الالتزام بالتعاطي مع سكان المنطقة وإعادة بناء صورة أميركا، مؤكدا أن الحاجة ملحة لما يسمى دبلوماسية الشعوب التي باتت أكثر أهمية من أي وقت مضى وستكون أكثر قوة في حال تحول المزيد من حلفاء أميركا نحو الديمقراطية.
لكن الكاتب يؤكد أنه ليس معنى هذا العودة إلى مراكز استطلاعات الرأي بخصوص مركز أميركا أو إهدار الأموال وإقامة مراكز تلفزيونية ناطقة بالعربية، فمع غياب مؤيدي أميركا في أي قطاع من العرب فإن السبب هو عمق الجراح فضلا عن الذكريات الأليمة والتناقضات في السياسة الحالية, وهذا يتطلب المزيد من العمل لشرح السياسة الأميركية والتعامل بصراحة وباحترام والإصغاء إلى ما يقوله العرب حتى ولو لم يكن مستساغا.