الأخبار

«الدب» يتحدى أمريكا.. أسباب امتلاك روسيا أسلحة نووية جديدة

حديث الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، عن بعض ما تملكه روسيا من الأسلحة الاستراتيجية الحديثة أثار، بلا شك، حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية.

ففى رسالته السنوية إلى الجمعية الفيدرالية الروسية، كشف بوتين أن روسيا صنعت ولا تزال تطور أسلحة غير مكلفة لتجاوز الدرع الصاروخية الأمريكية، مشيرًا إلى بدء اختبار منظومة “سارمات” الصاروخية، التى تحمل صواريخ باليستية ثقيلة عابرة للقارات، وتتمتع بمدى تحليق غير محدود.

كما أكد بوتين أن روسيا تعمل على تطوير أسلحة لا تتبع المسار الباليستى على الإطلاق، وبالتالى لا قيمة ولا معنى لأى درع صاروخية فى مواجهتها.

وكشف بوتين أيضًا، عن صاروخ مجنح نووى روسى جديد، سيتمتع بمدى التحليق غير المحدود، كما سيكون مساره غير قابل للتنبؤ بوجهته.

لم يتوقف حديث الرئيس الروسى عند هذا الحد، بل تطرق إلى الغواصات المسيرة السريعة، القادرة على الغوص إلى أعماق كبيرة ولمسافات قارية، والسلاح الفرط الصوتى، وخط إنتاج المجمع الصناعى الحربى الروسى لصاروخ ذاتى وحر التحليق أطلق عليه اسم “أفانجارد”.

حديث الرئيس الروسى عن الأسلحة الجديدة استند إلى رفض واشنطن جميع الدعوات الروسية للحفاظ على معاهدة الدفاع المضاد للصواريخ، ووجدت روسيا أن ذلك يدفعها لامتلاك أسلحة قادرة على تحييد الدرع الصاروخية الأمريكية.

الرد الأمريكى

من جانبها لم تصمت الولايات المتحدة تجاه ما تناوله وعرضه الرئيس الروسى، وأكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، أن مقاطع الفيديو التى تم من خلالها استعراض الأسلحة الجديدة للجيش الروسى “غير مسؤولة”، وتظهر هجومًا بالأسلحة النووية على الولايات المتحدة.

وأضافت: “لقد تابعنا خطاب الرئيس الروسى وشاهدنا الفيديوهات التى تم عرضها، ونحن بدورنا لن نرد على كل كلمة أو فكرة يعبر عنها قادة العالم”.

وقالت إن روسيا تعمل على تطوير أنظمة أسلحة تقوض الاستقرار لأكثر من عقد، فى انتهاك مباشر لالتزاماتها بالاتفاقيات.

الجدير بالذكر، أن الولايات المتحدة نفسها لا تلتزم بالاتفاقيات الدولية، حتى تتهم روسيا بانتهاكها، الدليل على ذلك رفض واشنطن التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وضربت بتحذيرات روسيا لها بانتهاك الاتفاقيات الدولية عرض الحائط.

اللافت فى الأمر، أن الحكومة الأمريكية لم تتناول، فى ردها، الجوانب التى استند إليها الرئيس الروسى فى تبريره لتطوير وصنع الأسلحة النووية الجديدة، واكتفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع “البنتاجون”، دانا وايت، بالإشارة إلى أن أنظمة الدفاع الصاروخى الأمريكية لا تستهدف روسيا، وأن الإدارة الروسية تعرف ذلك جيدًا، مؤكدة أن الدفاع الصاروخى الأمريكى موجه ضد “الدول المارقة”، دون ذكر سند حقيقى لتصريحاتها.

أهداف الصواريخ الروسية الجديدة

فى حقيقة الأمر، تطوير روسيا لأسلحتها النووية لا يرتبط بالسبب الذى ذكره بوتين فقط، بل هناك أهداف أخرى تتحقق من وراء هذا التطوير.

خطوات التسليح المستمرة للدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسويد، والأرباح الطائلة التى تجنيها من وراء ذلك، دفعت روسيا لهذه الخطوة، وذلك وفقًا لتصريحات صحفية للمستشار العلمى فى معهد الأبحاث الاستراتيجية للقرن 21، حسن كونى.

فإدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، كشفت عن زيادة كبيرة فى النفقات العسكرية، فى مشروعها لموازنة السنة المالية 2019، وترتفع النفقات العسكرية من 612 مليار دولار فى 2018 إلى 686 مليارًا فى 2019، بنسبة 10%.

وتضمن مشروع موازنة إدارة ترامب، استحداث 25900 وظيفة عسكرية جديدة، واستثمارات ضخمة فى مجالات الطائرات والسفن والمنظومات البرية والدفاع الصاروخى، ما يكشف أولوية ترامب.

تصريحات بوتين الأخيرة، ردت أيضًا على أطماع الإدارة الأمريكية فى البحر الأسود، الذى يقع بين تركيا وروسيا.

يقول كونى: “حملة بوتين هذه جاءت ردًا على أطماع واشنطن فى البحر الأسود، حيث تناقلت وسائل إعلام أنباء عن دخول مدمرة أمريكية إلى حوض البحر الأسود بسبب تزايد وجود الأسطول البحرى الروسى فيه، الأمر الذى يتنافى مع القانون الدولى، حيث إن السفن الأجنبية لا تستطيع البقاء فى البحر الأسود أكثر من 21 يومًا، وفقًا لاتفاقية “مونترو”.

ولا يخفى الدور فى زعزعة دول العالم، خاصة دول الشرق الأوسط والمجاورة لروسيا، ما يشكل تهديدًا لمصالح إدارة بوتين، ذلك دفع أيضًا لتطوير روسيا مثل هذه الأسلحة.

 

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى