الأخبار

شاهد عيان: العمال بدأوا إصلاح القضبان قبل إسعاف مصابي قطار البدرشين

images

 

كشف محمد ضاحي، أحد شهود العيان في حادث قطار البدرشين، أن عددًا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين منعوهم من التصوير أو الحديث مع المصابين، وذلك أثناء تواجده مع مجموعة من الشباب بموقع الحادث في الثانية والنصف صباح اليوم، حيث توجه بصحبة عدد من الشباب من أمام مسجد الاستقامة بالجيزة إلى مركز البدرشين، لدعم الضحايا والمصابين وتقديم المساعدات الطبية والإنسانية، كما تحدث أيضًا عما رآه من أعمال صيانة عاجلة لقضبان القطار، رغم عدم استكمال إسعاف المصابين أو إزالة الحطام الذي أسفر عنه الحادث.

وفي شهادته لـ”الوطن”، قال ضاحي: “توجهت مع عدد من أصدقائي إلى موقع الحادث فور علمنا به من خلال وسائل الإعلام، في محاولة منا لدعم المصابين، وكذلك لتوثيق الحادث عن طريق الحديث مع الضحايا والتقاط الصور، إلا أننا فوجئنا بعدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من أهل المركز يمنعوننا من ذلك، وعندما قلنا إن الرئيس والحكومة يتحملان مسؤولية الحادث، نشبت مشادات كلامية بيننا وبينهم نظرًا لدفاعهم عن الحكومة والرئيس، بالإضافة إلى ترديدهم روايات مختلفة لتبرئة الإهمال الحكومي، من نوعية أن الحادث مدبر، وإشارتهم إلى مراسل قناة ontv الذي وصل مبكرًا رغم ابتعاد المسافة، واتهام المعارضة أنها افتعلت ذلك الحادث، كل هذا دون مراعاة لمأساوية الظرف وحالة المصابين المحزنة”.

وحول حالة المجندين بعد الحادث، أكد ضاحي أنهم “كانوا في حالة صدمة مما شاهدوه أمام أعينهم، ومنهم مجند جلس يصرخ بحثًا عن أخيه التوأم الذي كان برفقته في نفس العربة واختفى وسط الحطام، أما أصحاب الإصابات الطفيفة والسطحية فكانوا يريدون التحدث إلينا من شدة غضبهم وحزنهم على زملائهم، وهم نفس الجنود الذين قرروا الاعتصام بجوار قضبان القطار؛ احتجاجًا على إهمال المسؤولين وتأخر وسائل الإغاثة، إلا أننا فوجئنا بقدوم أتوبيسات تابعة للجيش تقوم بتعبئة المجندين بداخلها وتسير بهم بعيدًا عن مكان الحادث، علمنا بعدها أنها استكملت ترحيلهم حيث المكان الذي سيتم توزيعهم من خلاله، بينما كانت الحالة النفسية لمعظم المجندين سيئة للغاية”.

وبموقع الحادث، يذكر ضاحي بعض التفاصيل التي عاشها: “كان الحادث في منطقتين والمسافة بينهما نحو نصف كيلو متر، عندما انتقلنا إلى منطقة الحطام الثانية وجدنا شيئًا غريبًا؛ حيث كان عمال هيئة السكك الحديدية متواجدين به ويعملون على قدم وساق لإصلاح القضبان، وكان ذلك أثناء صلاة الفجر، وحينما تساءلنا عن سبب العمل في ذلك التوقيت، خاصة أن التحقيقات والمعاينة لم تبدأ، كان الرد أنه جاءتهم أوامر من الهيئة بذلك، ولكن لدى عودتنا إلى المنطقة الأولى مرة أخرى وجدنا طاقم الأدلة الجنائية، فأخبرناهم بما يحدث من إصلاحات بالقضبان، إلا أن ردهم كان به نوع من اللامبالاة في الاستجابة، وقالوا لنا (هنبقى نروح نشوف)، فتركناهم وتوجهنا إلى المستشفى حيث يتواجد المصابون”.

وفي المستشفى، يسرد ضاحي المشهد، مؤكدا أن “أوضاعها سيئة ولا ترقى لعلاج مصابي الحادث، ولكن المساعدات الطبية التي كانت برفقتنا ساهمت إلى حد ما في إمداد المستشفى، بالإضافة إلى أنه كان من بيننا ثلاثة أشخاص من طلبة كلية الطب، ساعدوا الأطباء في إسعاف المصابين، وفي كل غرفة يتواجد بها مصابون كان يوجد أيضًا بها شخص واحد على الأقل من جماعة الإخوان، يتحدث معهم لتوصيل أن الحادث مدبَّر وأن الحكومة ليس لها علاقة بما حدث، كما أنهم منعونا مرة أخرى من التصوير، إلا أننا استطعنا من خلال بعض الحِيَل، وكان ملحوظا عدم وجود أمن بالمستشفى سوى بالمنطقة الخاصة بثلاجة الموتى”.

 

الوطن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى