تباين ردود الأفعال حول اقتلاع شجرة “السيدة العذراء”..

تتكتم إدارة الآثار بمنطقة المطرية على سقوط الجيل الثالث من شجرة ” السيدة العذراء”، واقتلاعها من جذورها، خوفا من إثارة المسيحيين، والمتبركين بالشجرة المقدسة من المسلمين. عدسة “فيتو” كانت هناك ورصدت اقتلاع الشجرة المباركة، وتقطيعها إلى أجزاء،
وشجرة الجيل الثالث عمرها يتجاوز الـ 70 عاما وهى الوحيدة التي كانت خضراء مورقة بين أجيال الشجرة الثلاثة، فالجيل الأول منها عبارة عن بقايا للشجرة التي مكثت تحتها السيدة العذراء، والسيد المسيح، ويوسف النجار أثناء رحلة العائلة المقدسة بمصر.
أما الجيل الثاني فبدأ عندما نبتت شجرة من أصل الشجرة الأم في وقت الحملة الفرنسية، على مصر، وهى أيضا عبارة عن جذع جاف،في حين كانت الشجرة المقتلعة من جذورها تمثل الجيل الثالث،.
وتؤكد الرواية المتداولة حول سقوطها أنها اقتلعت من جذورها دون سابق إنذار، ودون أن يقترب منها أحد، كما أنها حطمت جزءا كبيرا من بقايا شجرة الجيل الثاني.
وتتكتم إدارة الآثار بالمطرية على خبر اقتلاع الشجرة المباركة، خوفا من إثارة المواطنين الذين يقصدونها للزيارة والتبرك.
وحول ردود الأفعال التي جاءت متباينة قال القس برسوم شاكر راعي كنيسة العذراء بالمطرية، اليوم أنه ليس متأكدا من سقوط شجرة مريم، وأنه سوف يتحرى صحة الخبر بزيارة المكان بنفسه غدًا أو إيفاد من ينوب عنه لتفقد الحقيقة، مضيفا أن كل ما لديه من معلومات تشير إلى أن شجرة مجاورة سقطت وهدمت السور.
وأكد الدكتور القس إكرام لمعي، رئيس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية بمصر، إن شجرة مريم هي شجرة تاريخية وأثرية هامة، كانت بمثابة كنز للدولة والكنيسة يتوافد عليها آلاف الزوار من السائحين، نظرًا لما لها من إعجاز، متهما وزارة الآثار والسياحة والزراعة بالتقصير في الاهتمام والاعتناء بالشجرة والمحافظة عليها.
وأضاف رئيس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية بمصر، أن شجرة مريم لم تحظ بالاهتمام كما يحدث بالغرب مستشهدًا بشجرة عمرها آلاف السنين تتواجد بولاية هاواي الأمريكية تخرج من جذورها فروع كثيرة وهى شجرة تقع على مساحة نصف فدان.
في حين نفى الدكتور محمد عبدالمقصود رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، ما أثير حول سقوط شجرة مريم بالمطرية، مؤكدا أن ما أثير بشأن اقتلاع الشجرة من جذورها أقاويل عارية تمامًا من الصحة وأن الشجرة ما تزال موجودة بمكانها.
وأوضح عبدالمقصود أن الشجرة التي سقطت على أثر الرياح الشديدة التي هبت على البلاد الأسبوع الماضي هي شجرة مجاورة لشجرة مريم وليست ذات أهمية أثرية وغير مسجلة في الآثار لحداثتها.
وقال المهندس أحمد فوزي، رئيس حي المطرية، أن الشجرة التي تم اقتلاعها مؤخرا بمزار شجرة مريم هي شجرة جميز كبيرة كانت داخل المزار وليست الشجرة التي اختبأت تحتها هربا من الرومان وغسلت السيد المسيح بماء البئر المحيط بها.
وأضاف فوزي أن مدير إدارة الآثار بالمطرية اتصل به بعد سقوط شجرة الجميز الكبيرة طالبا قوات الحماية المدنية، ولكن الأمر لم يكن بالخطير فالشجرة لم تغلق عرض الشارع الذي به المزار وتم إرسال الإنقاذ المركزي للموقع في اليوم الثاني.
ولفت إلى أنه تم قطع الشجرة وإزالتها، مؤكدا أن شجرة مريم سليمة وليس بها أي شيء، مشيرا إلى أنها مزار سياحي مهم.
يذكر أن الشجرة تعرف في التاريخ المسيحي بشجرة العائلة المقدسة، وكانت واحدة من المحطات التي زارتها السيدة العذراء والسيد المسيح وقت أن كان طفلا، وبصحبتهما يوسف النجار،
واستظلت تحتها العائلة المقدسة فترة لا تحددها كتب التاريخ بدقة، إلا أن الروايات التاريخية تجمع على أن العائلة المقدسة اختبأت تحت الشجرة خوفا من بطش جنود الطاغية “هيرودس” الملك الذي كان يلاحق العائلة المقدسة من أجل القضاء على السيد المسيح وعاشت تحتها أياما بحسب الروايات التاريخية.
المكان الذي تقع فيه الشجرة هو عبارة عن مزار سياحي، يزوره ما بين 20 إلى 30 زائرا يوميا، وقد تصل الزيارات إلى أكثر من ذلك في المواسم والأعياد.
الشجرة الأصلية ماتت منذ نحو 400 سنة ولكن بقيت جذورها وفروعها في المكان كما يبدو للزائرين، أما الفرع الحي الذي اقتلع من جذوره مؤخرا فقد نبت من الجذور الأصلية، والشجرة من نوع الجميز عندما تنضج ولا يجرؤ أحد أن يقطف ثمارها، ولكنها تسقط بمفردها بعد أن تنضج،
كما أنه لم يكن يستطيع أحد أن يشذب فروعها، إلا أنه بعد سقوط الفرع الحي من الشجرة رصدت “فيتو” أجزاء مقتطعة منه، وملقاة على جانبي الشجرة.
فيتو