الأخبار

بعد توجيهات السيسي..

49

 

أكد خبراء اقتصاد ومياه قدرة الحكومة المصرية على تنفيذ مشروع استصلاح مليون فدان على الرغم من توجيهات عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بزيادة المساحة المستصلحة إلى 1.5 مليون فدان وهو ما يزيد من تحديات الحكومة في القدرة على التنفيذ في ظل ما يثار بشكل عام بين حين وآخر حول آثار سد النهضة على حصة مصر من المياه، ومخاوف الدخول في الفقر المائي في السنوات المقبلة.

وأكد خبراء استطلع مصراوي رأيهم أنه لنجاح هذا المشروع وعدم تكرار تجربة توشكى لابد من توفير المقومات اللازمة لنجاحه ومن أهما توفير المياه اللازمة، بجانب أنه لابد من دراسة المشروع جيداً من قبل المتخصصين لمعرفة مدى إمكانية تنفيذه، وكيفية مواجهة أية مشكلات تتعلق به، وتوفير المعدات والأدوات اللازمة.

وكان الرئيس السيسي وجه خلال اجتماعه أمس السبت مع المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الإسكان، والموارد المائية والري، والزراعة واستصلاح الأراضي بمتابعة تنفيذ مشروع المليون فدان وزيادة مساحة الأراضي المستصلحة لتصبح مليون ونصف المليون فدان.

وأكد الرئيس أهمية إتمامه على الوجه الأكمل، وتوفير المعدات اللازمة للتنفيذ في أسرع وقت ممكن وفقاً لأحدث المعايير العالمية وبأفضل الأسعار الممكنة، بما يساهم في تحقيق عملية التنمية الشاملة ويقدم نموذجاً للتصور التنموي المتكامل الذي تنشده الدولة.

تحسين الري

ومن جانبه، أكد الدكتور محمود منصور خبير الاقتصاد الزراعي أن مصر في الأساس تعاني من مشكلة في المياه في المناطق العامرة بالسكان ولكي ينجح مثل هذا المشروع لابد من الدراسة والتخطيط جيداً قبل البدء في تنفيذه، وتوفير المياه اللازمة له دون التأثير على المياه المستهلكة للسكان سواء مياه نهر النيل أو المياه الجوفية.

وأضاف منصور في اتصال هاتفي مع مصراوي، أن المياه في مصر تنقسم إلى نوعين مياه سطحية ومياه عميقة، والمياه العميقة الجوفية تستطيع مصر حفر آبار منها بحجم محدود في بعض المناطق مثل الوادي الجديد، والمياه السطحية هي مياه نهر النيل حيث تعاني بعض المناطق العامرة بالسكان الحصول على المياه منه مثل الدلتا والجيزة وغيرها.

ولفت إلى أن المشروع جيد في حد ذاته ولكن إذا تم توفير الموارد الكافية له، والاهتمام بمشروع تحسين الري، والذي يساهم في مضاعفة كمية المساحة المزروعة بنفس كمية المياه المتاحة، مع ضبط القنوات والمحابس التي تحد من إهدار المياه.

وأضاف منصور أنه لابد من الاهتمام بالبحوث الزراعية والدراسات العلمية التي تؤكد زيادة الإنتاج عبر التوسع الرأسي عن طريق زراعة سلالات عالية الإنتاج، وتطوير معامل الإنتاج.

توافر المياه

وفي سياق متصل، قال الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي أنه يصعب الآن التوقع بنجاح أو فشل المشروع، ولذلك لابد من تشكيل لجنة متخصصة من الخبراء والمتخصصين لمعرفة حقيقة مدى توافر الاحتياجات اللازمة لهذا المشروع من المياه والمقومات الأخرى لهذا المشروع حتى لا تتعرض مصر لأزمة مياه فيما بعد.

وأضاف عبده خلال اتصال هاتفي مع مصراوي أن توفير المياه من أكبر المشكلات التي ستواجه تنفيذ هذا المشروع، خاصة وأن الخبراء تنقسم أراءهم حول أن هناك مياهًا كافية، وأنه لو تم حفر آبار جديدة المياه سوف تملح.

وأوضح أن الرئيس السيسي سريع الخطى وينظر إلى التطور بنظرة سريعة، ولأن مصر من الدول التي تستورد كثيراً بجانب ما حدث بعد ثورة 25 يناير من البناء على كثير من الأراضي الزراعية كان لابد من التفكير في استصلاح أراضي جديدة.

مصر تستطيع

ومن جانبه، قال الدكتور مغاوري دياب الخبير المائي إن مئات الدراسات أثبتت أن مصر تستطيع تنفيذ هذا المشروع لكن لكي ينجح هذا المشروع على عكس ما تم بمشروع ” توشكى” لابد من توفير المغريات والمقومات وعوامل الجذب للتعمير المتكامل في هذه المناطق الصحراوية.

وأضاف دياب في اتصال هاتفي مع مصراوي أن استصلاح الميلون فدان والذي يعتبر مرحلة أولى من مشروع استصلاح 4 مليون فدان، يعتمد بنسبة 80 بالمئة على المياه من مصادر جوفية حيث أكدت الدراسات أن العمر الافتراضي لمثل هذه المشروعات 100 عام بشرط أن تكون المياه المستهلكة ذات دورة زراعية صحراوية، وحجم استثمار جيد.

وأضاف أنه يشترط لتنفيذ هذا المشروع أن يعتمد على دورة صحراوية تتحمل الملوحة وتعتمد على الماء المالح، حيث أنها تأخذ وقتًا كبيرًا إلى حد ما وتحتاج إلى مال وجهد، وحجم استثمار جيد، بجانب أن لها مواعيد ومواسم معينة.

وأوضح دياب أن ترعة توشكى تستطيع توفير المياه لنحو 500 ألف فدان مستهلك منها 30، أو 40 ألف فدان فقط، وترعة السلام تستطيع تغطية 200 ألف فدان من المياه، وبهذا يتم توفير المياه لحوالي 500 ألف فدان الذي تحدث الرئيس السيسي عن إضافتهم للمشروع.

عامان للتنفيذ

وكان الرئيس السيسي أكد خلال تصريحات سابقة له أنه سيتم الانتهاء من مشروع استصلاح المليون فدان خلال سنتين، مشيرًا إلى أن الدولة تستهدف إنشاء مجتمع عمراني كامل بمنطقة المليون فدان ليكون على غرار الريف الفرنسي وغيره.

وأضاف السيسي، أن الدولة ستتبنى بناء ألف بئر مياه خلال 3 أشهر فقط، منوهًا إلى أن المليون فدان بحاجة إلى 4 آلاف بئر مياه، على أن يتم بناء الـ 3 آلاف الأخرى بعد الانتهاء من الألف بئر.

وأشار إلي أن مشاريع استصلاح الأراضي السابق فشلت، لأن الدولة كانت تقوم بتوزيع الأراضي على المستثمرين وينتهي دورها عند هذا الحد، لافتًا إلى أنه على مدار 10 سنوات، لم تنجح الدولة في استصلاح 1/6 المليون فدان.

قناة السويس الجديدة نموذجًا

وكانت الحكومة المصرية استطاعت تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة في المدة التي حددها الرئيس السيسي (عام) على الرغم من أن هيئة قناة السويس كانت حددت 3 سنوات لتنفيذ المشروع ولكن الرئيس طلب تخفيض المدة إلى عام واحد.

وتم افتتاح القناة الجديدة في السادس من أغسطس الحالي وهو نفس التاريخ الذي أعلن فيه السيسي في العام الماضي عن بدء تنفيذ المشروع.

 

 

 

 

 

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى