رشيد تلمساني: “الجزائر وقعت في فخ.. وفرنسا لم تخبرها بتاريخ تدخلها العسكري في مالي”

جهاديون في مالي يهددون بضرب “عمق فرنسا” ردا على عمليتها العسكرية “الهر الوحشي”
قتلى وجرحى في صفوف الجيش المالي وبريطانيا ستقدم مساعدة عسكرية لفرنسا
بحسب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الجزائر سمحت للطيران الحربي الفرنسي بعبور فضائها الجوي لشن غارات ضد ما يسمى “الجماعات الجهادية” في شمال مالي. فما رأيك بالموقف الجزائري من قضية مالي؟
إعلان وزير الخارجية الفرنسي بسماح الجزائر للطيران الحربي الفرنسي بالعبور فوق أراضيها أحدث صدمة لدى الرأي العام الجزائري. السبب أن الجزائر أكدت دائما موقفها الرافض للتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد وهو مبدأ من مبادئ سياستها الخارجية. وكررت بموجب هذا المبدأ أنها ستظل وفية للحل الدبلوماسي السياسي بشأن الملف المالي، وباشرت مفاوضات مع أطرافه الرسمية بهدف التوصل إلى حل بعيدا عن التدخل العسكري.
فهل من تناقض في سياسة الجزائر الخارجية؟ أنا أعتقد العكس أن فرنسا لم تخبرها إطلاقا بموعد تدخلها عسكريا في مالي، علما أن الجميع كان يتوقع تدخل فرنسا عسكريا بعد الحصول على موافقة مجلس الأمن.
هل تتوقع حصول توتر في العلاقات الجزائرية الفرنسية؟
ما أتوقعه هو أن يخلق التدخل العسكري الفرنسي في مالي في هذا الظرف حادثا دبلوماسيا بين البلدين لأن الجزائر من حقها الشعور بأن فرنسا أوقعتها في فخ التدخل العسكري. والفخ هو أن الجزائر بحكم فتح مجالها الجوي للطيران الحربي الفرنسي دفعت بنفسها في النزاع وكأنها أصبحت طرفا فيه.
ومن المؤكد كذلك أن الجزائر ستكثف مساعيها الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية بين الأطراف المتناحرة، وخير دليل على ذلك أن وفدا ماليا متواجدا في العاصمة الجزائرية من أجل إجراء محادثات. وفي حال تسوية النزاع سياسيا تعزز الجزائر وضعها كقوة دبلوماسية فاعلة.
وما تخشاه الجزائر من التدخل العسكري الفرنسي قد يحدث غدا، ألا وهو زعزعة استقرار وأمن المنطقة. لذا، على فرنسا إحراز انتصار صريح وسريع في مالي.
هل تشكل هذه “الجماعات الجهادية” تهديدا مباشرا للجزائر؟
لا أرى من تهديد للجزائر من هذه “الجماعات الجهادية” لأن الجزائر قوة عسكرية كبيرة في منطقة شمال أفريقيا، ولديها من القوة ما يكفيها لدحر هذه الجماعات في حال تعدت عليها. والعامل الثاني برأيي أن هذه الجماعات ليس لديها ما تصفيه من حسابات مع الجزائر.
|
مونت كارلو