وفاء الشيشيني تكتب” إنه أوان الفعل”

ROTO76

لم يعد هناك وقتا للنواح واليأس، فمصرنا في خطر، وآن الأوان لكي يقوم كل فرد بمسؤولياته.. ففي كل مكان يتم الاعتداء على الحقوق والحريات، ويتم اختيار قليلي الكفاءة والانتماء الوطني، أو الذين لا مؤهلات حقيقية لهم سوى أنهم من أصحاب الولاء لـ”الجماعة”، ليكونوا في مواقع الصدارة والمسؤولية، بصرف النظر عن مصلحة الوطن والعباد. حينئذٍ لابد أن نستدعي كل خصال المقاومة لكى نتصدي لمن ينتوون لمصر الضرر، حتى لو كان عن غير قصد، فلابد أن نحميها نحن أبناء الثورة الحقيقيون الذين لا توجهنا مصالح أصغر من مصر التي في خاطرنا.

إنه أوان الفعل، بأن ننزل جميعًا يوم (25 يناير) لنُذكر من يتصورها احتفالًا أو تخليدًا لذكراها، بأننا مستمرون في استكمال ثورتنا التي لم تحقق شيئًا من شعاراتها وأهدافها الأساسية. ربما كان مكسبها الوحيد، وهو للأمانة شديد الأهمية، هو كسر جدار الخوف والوقوف لكل من تصور أنه يُمكن إعادة عقارب ساعة الاستبداد والقهر وسرقة ثروات البلاد لفئة معينة مرة أخرى.

لذلك أقول إذا كانت الثورة لم تحقق سوى كسر هذا الجدار، وجعلت الناس يدركون حقوقهم ومصلحة بلدهم، وأنهم مستعدون لبذل أرواحهم في سبيلها، فهي بذلك قد كسبت بحق.

لذلك أدعو الجميع للوقوف على يد وقلب رجل واحد، ضد أي قرار لا نجد فيه مصلحة تدفع بهذا الوطن إلى الأمام، مهما صغر شأنه أو وصل إلى درجة الفضيحة وإلى أقصى شطحات الاستبداد، فهنا المقاومة لها أهميتها وضرورتها، مثلما حدث مع “الإعلان الدستوري”، أو كارثة تطبيق شروط صندوق “النكد” الدولي الذي لم تفلت دولة نفذت قراراته إلا وسقطت في شباك ديون وظلم اجتماعي، قاد إلى قلائل عصفت بالسلام الاجتماعي تمامًا. فهل هذا ما يريدونه؟.. لا والله لن يحدث، سواء كان مقصدهم هذا عن حسن أو سوء نية، أو عن جهل وسوء خبرة سياسية، فكلاهما سيان.. المهم المحصلة النهائية.

لذلك لابد أن ننتهز فرصة قدوم يوم (25 يناير)، لنقول لهم: نحن هنا، لم نتعب ولم تُحبطنا مشاكلنا الاقتصادية والأمنية، فالآتي أصعب وأمر لو سكتنا.

وأحب أن أنوه بأن لا أحد ضد الرئيس المنتخب، ما دام ينفذ العقد الاجتماعي المبرم بيننا. إن هدفنا ألا يتم تزوير إرادة الأمة في قرارات لا تخدم سوى مصالح “جماعة” لا تعترف سوى بأبنائها، وأهداف تلقى بالوطن وقوميته في أظلم مكان، مقابل حلم خرافي   بعودة خلافة انتهت صلاحياتها، ولم نر منها أي “بركات” تبرر لهفتهم عليها.

إنه اللعب بحكايات التاريخ، والعزف على أوتار الجهل وأمية دينية ترى في كل صاحب “لحية” المهدى المنتظر، الرافع لشعارات الحق والعدل. لو كان الأمر بهذه البساطة لما رأينا آثاره الكارثية في إيران، ثم في “الخزعبلات” الفقهية الخارجة من كهوف الماضي المظلم في نظام طالبان. أما السودان فحدث ولا حرج، فلم يرى أهلها في تطبيق الشريعة إلا قطع الأيدي وجلد النساء بالسياط، أما العدل والديمقراطية ومعهم الحرية، فقل عليها يا رحمن يا رحيم.

هذه هي الجريمة الكاملة لخلط السياسي بالمقدس في أقنعة “الجماعة” السياسية، التي سقطت مع أول امتحان على أرض الواقع. إذن لنطلقها (لا) قوية ضد تغيير هوية مصر، ويعيش الفن الجميل والإبداع المتجدد المتنوع، وتحيا حرية العقيدة، وألف سلام لحرية الاختلاف.

لنطلقها (لا) قوية ضد تكميم الأفواه، ومحاولة السيطرة على حرية الإعلام التي هي نافذة الإنسان البسيط لمعرفة الحقيقة. لنطلقها (لا) قوية ضد سياسة السمع والطاعة، ضد سياسة “النهيق” المنفذة لتوجهاتهم المنكرة للزمن والحضارة. لنطلقها (لا) قوية ضد الرأسمالية المتوحشة، ضد سياسة المن و”الشحاتة” في مقابل الحق في العدالة الاجتماعية. وطبعًا بعد التمكين نسوا الشعارات الدينية الحقيقية التي تقول “إذا جاع مسلم فلا مال لأحد”، وأيضًا الشعار الذي رفعه مرسي في حملته الانتخابية، ونسيه سريعًا بعد أن وصل إلى الحكم “عجبًا لقوم لا يجدون قوت يومهم، فلا يخرجون على الحاكم شاهرين سلاحهم”… وطبعًا مفهوم سبب النسيان هنا، فقد أصبح الحاكم.

لنطلقها (لا) قوية ضد كل أنواع التمييز ضد المرأة والمصريين الأقباط، جناحي الأمة المستضعفة والذين يمثلون هدفًا سهلًا لضعاف النفوس والمرضى النفسيين، ونسوا قول الرسول الكريم “استوصوا بالنساء خيرًا”، وأيضًا وصاياه الخاصة بأقباط مصر “فإن لهم ذمة وصهرًا”.

من أجل كل ما سبق، فلننزل جميعا يوم (25 يناير) سلميًا، لنبعث برسالة قوية: نحن لكم بالمرصاد من أجل الوطن، إن أحسنتم هتفنا لكم، وإن أسأتم وقفنا لكم. وتعيش الثورة حرة ومستمرة

التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى