صحف: المعتدلون بسوريا يتجهون للتشدد

175

 

تناولت صحف أميركية الأزمة السورية المتفاقمة، وقال بعضها إن من وصفتهم بالمتمردين المعتدلين في سوريا يعانون، وإن بعضهم ينضم للفصائل “المتشددة”. وأضافت أن سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما انعكست على الأزمة، ووصفت أخرى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بحليف “المتمردين المتردد”.

فقد قالت صحيفة واشنطن بوست إن من سمتهم “المتمردين” السوريين “المعتدلين” يناضلون للحصول على الدعم المالي الذي سبق للغرب أن تعهد لهم به، كما يشكون عدم قدرتهم على وقف فقدانهم لأفرادهم الذين يتركونهم وينضمون إلى من سمتهم بالإسلاميين “المتشددين”.

وأضافت الصحيفة أن تلك الفصائل الإسلامية “المتشددة” التي تقاتل من أجل إسقاط نظام الرئيس السوريبشار الأسد تتمتع بدعم مالي وفير من مانحين في دول الخليج الغنية بالنفط.

وأوضحت أن بعض فصائل “المعتدلين” تشعر بالإحباط الشديد بسبب نقص التمويل من جانب الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين، مما جعلها تغير من خطابها وتحول تحالفاتها على أمل الحصول على تمويل من جانب السعودية وقطر.

قادة “المتمردين المعتدلين” السوريين كانوا يأملون بالحصول على زيادة ضخمة في الدعم المالي الغربي، لكن اتفاق نزع كيميائي الأسد حال دون ذلك

آمال “المعتدلين”
وأضافت أن قادة “المتمردين المعتدلين” السوريين كانوا يأملون بالحصول على زيادة ضخمة في الدعم المالي الغربي، وخاصة في أعقاب الاتهامات لنظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا في الهجوم على مدن ريف دمشق بالـ21 من أغسطس/آب الماضي.

وقالت إن الاتفاق الأميركي الروسي لتدمير كيميائي سوريا أدى إلى عدم تحقق آمال “المتمردين المعتدلين” السوريين في الحصول على الدعم المالي.

يٌشار إلى أن قوات الأسد متهمة بالهجوم بالأسلحة الكيميائية على الغوطة ومناطق أخرى في مدن ريف دمشق الشهر قبل الماضي، مما أسفر عن مقتل المئات وإصابة الآلاف، ومعظمهم من الأطفال.

وأضافت الصحيفة في مقال للكاتب جيم هوغلاند إن وعد الأسد بنزع ترسانته الكيميائية ألحق ضرار إستراتيجيا بـ”المتمردين المعتدلين” أكبر مما كان سيلحقه بهم باستخدامه أسلحة في ساحة المعركة.

وأوضحت أن الأسد شد انتباه العالم بعيدا عن ما سمته بنضال “المتمردين المعتدلين” الساعين لتحرير بلدهم، مضيفة أن آل الأسد أمضوا 43 عاما مما وصفته بالحكم الدكتاتوري في سوريا، وأنهم أظهروا استعدادهم لفعل كل ما يلزم من أجل النجاة والبقاء في سدة الحكم.

وقالت إنه إذا كانت ما وصفتها بـ”الوحشية والهمجية” من شأنها نجاة آل الآسد، فإنهم سيطلقون لها العنان، مضيفة أن هذه السمة أو تلك المتمثلة في استرضاء قوة عظمى لنيل مكاسب غير ملموسة، سبق أن ميزت حقبة الأسد الأب، الرئيس السابق حافظ، وأنها انتقلت إلى نجله بشار.

خبراء قانونيون يتولون تدريب “المتمردين” السوريين بالقرب من جبهات القتال من أجل تجنب انتهاكات حقوق الإنسان أو اقتراف جرائم حرب 

خبراء وتدريب
وفي سياق الأزمة السورية، أشارت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إلى أن خبراء قانونيين يتولون تدريب “المتمردين” السوريين من أجل منع انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.

وأوضحت أن ناشطين يعملون بالقرب من جبهات القتال الأمامية في سوريا من أجل تدريب “المتمردين” على القانون الدولي، وذلك على أمل أن يتجنبوا انتهاكات حقوق الإنسان أو اقتراف جرائم الحرب.

وفي سياق الأزمة السورية أيضا، قالت الصحيفة بافتتاحيتها إن ما لم يستطع الرئيس أوباما إنجازه في فترة رئاسته الأولى من وعود قد بدأ يحققه الفترة الثانية، والمتمثل في سياسته إزاء أزمتي سوريا وإيران.

“تردد” أردوغان
من جانبها قالت صحيفة نيويورك تايمز إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يعتبر الحليف الرئيس “للمتمردين” السوريين، واصفة إياه بـ”الحليف المتردد”.

وعلقت بالقول إن “المتمردين” الذين يقاتلون ضد نظام الأسد بالحرب المستعرة منذ أكثر من عامين لم يجدوا حليفا أفضل من أردوغان، والذي ترك حدود تركيا “مفتوحة” أمامهم وسمح للمقاتلين بإيجاد “ملاذ آمن” لهم بجنوبي تركيا، مما جعل الأسلحة والمال والإمدادات الأخرى تتدفق إلى ساحة الحرب في سوريا “دون هوادة”.

ومضت الصحيفة بالقول إن تركيا ربما صارت تشعر بالقلق من سيطرة من سمتهم “المتشددين” الإسلاميين على المعارضة السورية، مضيفة أن أنقرة قصفت الأسبوع الماضي مواقع “للمتمردين” لأول مرة منذ بدء الحرب في سوريا، مما يصب في صالح الأسد، وذلك رغم أن أردوغان كان أول من دعا الأسد إلى التنحي عن السلطة.

المصدر:الجزيرة,الصحافة الأميركية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى