«الفردي» أفضل من «القائمة»

النظام الانتخابى الفردى هو الأفضل فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وذلك نظرًا إلى الوضع الراهن للبلاد، هذا ما أكده عدد من خبراء السياسة الذين أوضحوا أن هذا النظام سيمنع عودة التيار الدينى مرة أخرى عن طريق شباك الانتخابات، مضيفين أن هذا النظام يمنع سيطرة الأحزاب على اتخاذ القرار وفرض وجهة نظرها، وأن تطبيق أى نظام غيره يعتبر تزييفًا لوعى الشعب.
أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة، قال إن النظام الفردى هو الأفضل فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، لأن الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة ضعيفة ولن تقدر على خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، لافتًا إلى أن نظام القوائم يقتضى أن تكون هناك أحزاب سياسية راسخة وقوية ولها تأثير فى الشارع، لكن الواقع يعكس مدى ضعف هذه الأحزاب.
نافعة أضاف أن كل النظم السابقة أثبتت أن النظام الفردى هو الأفضل فى تطبيقه، لافتًا إلى أن «الفردى» سيؤدى إلى سرعة إنهاء العملية الانتخابية والإجراءات المتعلقة بالتصويت والفرز وإعلان النتائج على عكس التعقيدات والحسابات التى تلازم الانتخابات بنظام القائمة.
بينما اتفق معه فى الرأى القيادى فى التيار الشعبى أبو العز الحريرى، قائلا: «النظام الفردى هو الأصلح فى ظل الظروف الحالية، لأنه سوف يخلصنا من الاتجار بالدين، كما أنه سيقضى على فرصة نجاح الجماعات الإرهابية».
الحريرى قال فى تصريحات خاصة إن النظام الفردى سيقضى على الصراعات الحالية، موضحًا: «أن النظام الانتخابى هو ابن ظروفه، ولا بد من أن يتم تطبيقه طبقًا للظروف التى تمر بها البلاد»، مشيرًا إلى أن اختيار أى نظام آخر غير «الفردى» يعتبر تزييفًا فى وعى الشعب.
ومن جانبه، قال الخبير السياسى بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية الدكتور سعيد اللاوندى، إن النظام الفردى هو الأفضل فى الحالة المصرية ويجب تطبيقه، معتبرًا الدعوات إلى تطبيق النظام المختلط محمودة، لكنها لا تناسب الوضع الراهن فى البلاد.
الخبير السياسى، أوضح أنه يفضل إجراء الانتخابات المقبلة بالنظام الفردى الذى يضمن أن يمثل كل دائرة شخص لديه إمكانيات حقيقية، ويستطيع خدمة المنطقة أو الدائرة التى يمثلها على عكس نظام القوائم.
اتفق معهم الدكتور جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية فى جامعة السويس، قائلاً: «للنظامين الفردى والقوائم فى الانتخابات البرلمانية القادمة إيجابيات وسلبيات»، مضيفًا أن النظام الفردى يعد الأكثر مناسبة للوضع السياسى الراهن فى البلاد. سلامة قال إن النظام الفردى مناسب الآن نتيجة عدم وجود أحزاب سياسية قوية لديها ظهير فى الشارع المصرى، معتبرًا أنه من المنطقى أن ترفض جميع الأحزاب النظام الفردى لأنه لا يوجد فى صفوفها إلا شخصيات قليلة لديها قبول فى الشارع لذلك يطالبون بنظام القوائم.
أما أستاذ العلوم السياسية الدكتور جمال زهران، فأكد أن النظام الانتخابى الفردى هو النظام الذى أثبت نجاحه واستقراره لأنه نظام ينتخب الشخص بنفسه بناءً على برنامجه، لا كجزء من كيانه مثل النظام الانتخابى بالقائمة.
زهران أكد أن مصر مرت بسنوات فاشلة فى تطبيق النظام الانتخابى وهو 1984، و1987، و2011 وانتهت بدستور أثبت عدم دستوريته، وتم حل البرلمان لذلك النظام الفردى أفضل.
زهران أوضح أن النظام الفردى يؤدى أيضا إلى المواجهة المباشرة بين الشعب ونوابه، وأنه سيعطى الفرصة لغير المنتمين إلى الأحزاب.
فى السياق ذاته، أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور مصطفى علوى، أن النظام الفردى فى الانتخابات البرلمانية هو الأفضل حتى لا نعيد نفس السيناريو الذى وضعنا فيه أعضاء الإخوان المسلمين من خلال سيطرة عدد من الأحزاب على اتخاذ القرار وفرض وجهة نظرها وتوجهاتها، وهو ما نريد أن نتفاداه الآن.
أما الخبير فى مركز «الأهرام» الاستراتيجى الدكتور أيمن عبد الوهاب، فأكد أن النظام الفردى الأصلح لوجود ميزة كبيرة لأنه سيقلل من سيطرة التيار الدينى على الانتخابات لأنهم يعتمدون فى نظام القوائم على اتساع الدوائر ورؤوس القوائم ويحصدون مقاعد كثيرة، وهو ما لن يحدث فى نظام الفردى.
من ناحية أخرى، أكد أحمد عزت، الباحث فى القانون الدستورى والشؤون البرلمانية، أن المرحلة الحالية تستوجب انتخاب مجلس الشعب القادم طبقًا لنظام الانتخاب الفردى لظروف الحالة المصرية الراهنة، مشيرًا إلى أن النظام الفردى يركز على الأشخاص أكثر من الأحزاب والبرامج، ويقسم إقليم الدولة فى هذا النظام إلى دوائر انتخابية صغيرة، مضيفًا أن الأصل طبقًا لهذا النظام أن يكون المطلوب من ناخبى كل دائرة هو انتخاب نائب واحد يمثلها فى البرلمان.
الدستور الاصلى