برهامى: الإسلاميون غير قادرين على انتزاع الأغلبية بالبرلمان

فى تطور سريع للعلاقة بين الإخوان والسلفيين شنت قيادات حزب النور انتقادات شديدة للحكومة الحالية مطالبة جميع القوى السياسية بالتصدى لتصرفات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، متهمة إياهم بالسعى وراء إعادة النظام السابق بصورته السيئة.
من جانبه قال الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية إن المعارضة التى تزعمها «النور» فى مجلس الشورى «تُعتبر وضعا طبيعيا، فالحزب يسير وفق المبادئ والصدق، ومواقفه مبنية على أصول شرعية، لذلك كان موقفنا واضحا ومحددا ولا نقبل أن يعتبرها أحد مراوغات سياسية»، موضحا «لقد شاهدنا محاولة الإخوان فى السعى لتكريس سياسة الحزب الوطنى القديمة، فهناك تأييد منهم على أن تتغير صفة المستقل إلى حزبى بعد فوزه بالمقعد، وبذلك فإنه بدلا من أن تنشغل الأحزاب بخوض المعارك الانتخابية وتشارك فى الانتخابات على مستوى الجمهورية وتتعرض لمخاطر سنجد من يشترى المستقيلين بأموالهم للانضمام إلى أحزابهم بعد فوزه بالمقعد».
برهامى أضاف فى تصريحات خاصة لـ«التحرير» أن «ما يفعله الإخوان من استخدام نفس نهج الحزب الوطنى لا بد من الوصول لإجابة منهم عنه، ولا أعتقد أن جماعة الإخوان حافظت على قواعدها، فلقد حدث اهتزاز فى قواعد الإخوان وانخفضت شعبيتها بعد أداء الحكومة الضعيف والتدهور الاقتصادى الحالى فى البلاد».
نائب رئيس الدعوة السلفية أشار إلى أن الإخوان ليسوا صادقين فى تعهداتهم، جازما بقوله «لن نتحالف نهائيا مع الإخوان»، كاشفا عن تعرضهم لضغوطات للدخول مع الإخوان فى تحالف واسع إلا أنهم رفضوا، مضيفا «كانت هناك أصوات تطالبنا بالانضمام إلى قائمة موحدة مع الإخوان وأن يخوض الإسلاميون بكل أحزابهم انتخابات البرلمان ضمن هذه القائمة، وبالفعل درسنا وبحثنا هذا الاقتراح، لكن بكل تأكيد بعد المواقف الأخيرة للإخوان لن ننسق معهم»، متهما جماعة الإخوان وقياداتها بـ«مخالفة الدستور من خلال تأييد أمورا تتنافى مع ما جاء فى الدستور، مثل وجود كوتة للأقباط وتمييز المرأة، ونحن نرفض كل هذه المواقف».
وأكد برهامى أن «الحل الحقيقى فى هذه المرحلة أن تحدث مصالحة وطنية وأن تشكل الحكومة من خلال ائتلاف حقيقى وليس استئزار فريق بعينة بكل الحكومة، وأنا أجزم أنه ليس فى مصر فصيل يقدر يشيل الشيلة لوحدة، بل أقولها بوضوح، الإسلاميون لا يقدرون على أن يشيلوا الشيلة وحدهم».
وعن سعى الإخوان للسيطرة ورفضها التوافق مع الآخَر قال إن «ما تفعله جماعة الإخوان من عدم احترام القوى السياسية الأخرى يرجع إلى طبيعة الإخوان، وأثق أن اللجماعة ليس لديهم حسابات جيدة للواقع الجديد»، وحول الأداء السيئ للحكومة قال «حتى هذه اللحظة نجد أن المشكلات تتصاعد ولا يوجد قدرة حقيقية على مواجهة الأزمات من قِبَلها».
وشدد الشيخ السلفى على عدم قدرة أى حزب على الحصول على الأغلبية مهما كانت شعبيته، حسب كلامه، مشيرا إلى أنهم يجتهدون من أجل حصد الأغلبية لكن فى توقعاتى أنه ليس بقدرة فصيل واحد الحصول على هذه الأغلبية».
وأنهى تصريحاته لـ«التحرير» واصفا موقف النور فى مجلس الشورى بالممتاز وأنه يعبر عن رفض «النور» طريقة الإدارة بهذا الأسلوب مشيرا إلى أن إشادة المعارضة بهذا الموقف تُعتبر خطوة مبكرة للزعامة.
من جانبه رفض الدكتور عبد الله بدران رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشورى اعتبار معارضتهم للإخوان داخل المجلس مفاجئة، قائلا: ونحن لسنا مؤيدين للحرية والعدالة على طول الخط وإنما نبدى ملاحظتنا، وبالفعل لا تظهر مواقفنا المعارضة للإخوان للعلن أحيانا لكن عندما تكون خاصة بأمور غير مؤثرة، أما عندما يكون هناك شىء يخص الشارع المصرى فنعلن مواقفنا بقوة ونظهر معارضتنا أمام الرأى العام وترتقى مواقفنا»، متابعا «لا نبتغى مزايدة على المواقف لأننا نمارس السياسة من المنظور الشرعى، وعلى الإخوان أن تتسع صدورهم لسماع كل الآراء وعدم الأخذ بمنطلق الأغلبية
التحرير