عائلة آخر شهداء جمعة الغضب: صدر لها قرار بالعلاج في الخارج على نفقة الدولة.. ولم تنفذه الحكومة

78190_660_2226207

 

“الثورة مستمرة”، هتاف لم يغب عن أي مسيرة أو مظاهرة على مدار عامين، حتى جاء نبأ وفاة “صابرين” اليوم، إحدى مصابات جمعة الغضب، ليذكرنا بأن الثورة بالفعل مستمرة.. والألم أيضا.

صابرين، “إسكندرانية” دفعت ثمن مشاركتها في فعاليات جمعة الغضب، بميدان مسجد القائد إبراهيم، فكان نصيبها عيار ناري في الحوض، لتصبح أسيرة مستشفى قصر العيني الفرنساوي على مدار عامين، بعيدة عن طفليها، حتى لفظت أنفساها الأخيرة، في الواحد من صباح اليوم.

في الطابق السابع بالمستشفى، جمعت الأقدار بين صابرين والحاجة صالحة، التي يطلقون عليها بالمستشفى “أم المصابين”، حيث يرقد بالطابق نفسه نحو 8 من مصابي الثورة، لا زالوا يتلقون العلاج حتى الآن. وعن صابرين تقول أم “المصابين” إنها “من أكثر الشخصيات التي قابلتها طيبة وكانت تحب أولادها كثيرا”.

أمل، الشقيقة الصغرى لصابرين، لم يمنعها طول المسافة بين القاهرة والإسكندرية من حرصها على زيارة شقيقتها كل يومين: “تدهورت حالتها الصحية بعد العملية الأخيرة التي أجرتها في شهر ديسمبر، ومفيش حد من المسؤولين عبرها”.

“أختك وشها بيضحك ومنور”، قالتها والدة صابرين وهي تحتضن شقيقتها أمل بمجرد خروجها من المشرحة، لا يشغلها الآن سوى مصير طفلي صابرين، لأن الراحلة كانت منفصلة عن زوجها منذ فترة طويلة، وطفليها كانا يعيشان معها حتى إصابتها يوم جمعة الغضب، فأخذهم زوج صابرين ليعيشا معه.

الحاج أحمد عبدالدايم، نجله الأصغر أحد مصابي جمعة الغضب أيضا، يقول عن صابرين، إنها كانت من بين 3 مصابين صدر لهم قرار بالعلاج في الخارج على نفقة الدولة نظرا لصعوبة حالتهم الصحية، إلا أن الحكومة لم تنفذ القرار حتى رحلت صابرين، وهو ما أكده زوجها، محمود إبراهيم.

وأوضح زوج صابرين، أن حالتها الصحية تدهورت كثيرا خلال الفترة الأخيرة، حيث خضعت لعدة عمليات جراحية، كان آخرها يوم 3 ديسمبر الماضي، وغادرت بعدها المستشفى يوم 16 من الشهر نفسه، لتعود إليها بعد أقل من 24 ساعة مصابة بنزيف داخلي وصديد، وأجريت لها عمليتين، لم يغيرا من الأمر شيء، بل أصيبت على أثرهما بغيبوبة تامة، حتى توفيت صباح اليوم.

الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى