الأخبار

الولايات المتحدة، وإشكالية البرنامج النووي الإيراني

aabb0a37239c2a2ae3cf5a57835957ce

صحيفة “إكسبرت” تنشر مقالة للمحلل السياسي “غيفورغ ميرزويان”، يعبر فيها عن قناعته بأن الولايات المتحدة، باتت تدرك أنها تتبع استراتيجية عديمة الجدوى، إزاء المشكلة الإيرانية، وأن هذه الاستراتيجية بحاجة للتغيير. ذلك أن التخريب، واستهداف العلماء الإيرانيين وتصفيتهم، أو التلويح باستهداف المواقع النووية الإيرانية، أو اللجوء الى القرصنة الإلكترونية، لم تفلح في عرقلة البرنامج النووي الصاروخي الإيراني.

والخبر الذي تردد عن تدمير مصنع إيراني حديث لتخصيب اليورانيوم “فوردو” لم يكن سوى إشاعة. ذلك أن أيا من الأطراف المعنية؛ وهي الولايات المتحدة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإيران، لم تؤكد هذا النبأ. وتبين لاحقا أن هناك نبأ آخر أكثر مصداقية وذو دلالات هامة، وهو قيام إيران بإطلاق قمر اصطناعي على متنه قرد. ولقد حلق القرد في كبسولة، ووصل إلى ارتفاع مئة وعشرين كيلومترا فوق مستوى سطح البحر، وعاد بسلام الى الأرض.

وإلى جانب المستوى المتقدم في مجال الفضاء، أظهرت عملية الإطلاق الناجحة قدرة إيران في مجال الصواريخ الباليستية. الأمر الذي يشير بشكل غير مباشر الى أن البرنامج النووي الإيراني بلغ مستوى متقدما من الجودة. وفي المقابل، يبدو موقف الولايات المتحدة ضعيفا جدا من عدة نواحي؛ بما فيها الناحية القانونية. صحيح أن إيران من الدول الموقعة على اتفاقية الحد من انتشار السلاح النووي، إلا أنها تملك الحق في الحصول على الطاقة النووية السلمية. والجمهورية الإسلامية يبدو أنها قررت استخدام السيناريو الياباني، باجراء جميع التجارب والخطوات التي تسبق مراحل الإنتاج النهائي، وتكون قادرة على إنتاج السلاح النووي، في وقت قياسي، عندما تستدعي الحاجة ذلك. ولن يكون بمقدور أحد أن يعاقب إيران. لأن عدداً لا بأس به من الدول، سار على هذا النهج، ولم نسمع أن أيا من تلك الدول تعرض لعقوبة. وبالتالي فإن الولايات المتحدة تجد نفسها أمام معضلة حقيقية. إذ ليس أمامها سوى خيارين: فهي إما أن تبادر إلى قصف إيران، وإما أن تسلم بفكرة امتلاك إيران للسلاح النووي. علما بأن أيا من هذين الخيارين، لا يمكن أن يمثل مخرجا مضمونا ونهائيا من الأزمة. ذلك أن الضربات الجوية لا يمكن أن تدمر البرنامج النووي الإيراني، لكنها ستؤدي حتما الى اندلاع حرب كبيرة. وعلى الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لتلقي ضربات جوابية من إيران، في قواعدها المنتشرة في المنطقة. وحتى إذا تمكنت الولايات المتحدة من كسب المعركة وتغيير النظام في طهران، فإن المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ستتعرض لأضرار فادحة، لأن تغيير النظام في إيران سيتيح لدول الخليج العربية إمكانية السيطرة على الفضاء الإسلامي، الممتد من المغرب وحتى أفغانستان. وإذا ما أحجمت الولايات المتحدة عن القيام بأي فعل، فإن ذلك سوف يدفع إسرائيل إلى التصدي للبرنامج النووي الايراني بالتعاون مع دول الخليج العربية. وهذا ليس من مصلحة الولايات المتحدة. إذ ليس من المستبعد أن تؤدي الضربة الإسرائيلية لإيران إلى زيادة عزلة إسرائيل. أما دول الخليج التي لا تملك جيوشا قادرة على مهاجمة إيران، فسوف تسعى لامتلاك برنامج ردع نووي، لكي لا تكون العقدة الأضعف في هذه السلسلة.

وواضح أن إدارة باراك اوباما مستعدة لإعطاء المفاوضات فرصة جديدة، وقد تكون الأخيرة. وما يشير إلى ذلك خفض الولايات المتحدة مستوى دعمها للمقاتلين في سورية، وقرار البيت الأبيض تعيين “جون كيرى” في منصب وزير الخارجية. وهناك نية لتعيين جون برينان في منصب رئيس وكالة الإستخبارات المركزية، وكلاهما يعارضان شن عمل عسكري ضد إيران. وأخيرا وزير الدفاع الجديد ـ تشاك هاغل، الذي كتب قبل سنوات مقالة جاء فيها أن على الولايات المتحدة أن تكون أكثر تقبلا لفكرة التعايش مع إيران النووية، تماما كما تعايشت مع الاتحاد السوفيتي النووي.

 

 

 

 

روسيا اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى