الأخبار

القمة الإسلامية.. أول اجتماع للمتهمين بقتل شعوبهم برعاية الإخوان

صثصثصثددد8988

فى ظل أجواء الاغتيالات التى تطل على دول الربيع العربى فى ظل حكومات الإخوان المسلمين، لا أعلم أى ظاهرة «إسلاموفوبيا» سعت القمة الإسلامية التى عقدت أول من أمس، فى القاهرة إلى إنهائها، كبند على أجندتها، بل إن أى شخص يتابع تلك القمة ويركز فى تفاصيلها سيجد لنفسه بدل المبرر مئة لكى يصف شعوبنا بالتخلف والجهل والفاشية، ويراها مصدرا رئيسا للإرهاب والقمع والكذب، ما دام الضيوف على رأسهم حفنة من القتلة ودعاة القتل يتوسطهم رجل فاقد للشرعية أمام شعبه وأمام العالم. دعك من أن القمة أعدت بيانها قبل أن تنعقد من الأساس وأرسلت مسودته إلى الصحف، ودعك هنا أيضا من الكلام الفاضى والذى لا يحمل أى مضمون كالعادة مثل الحديث عن «إدانة إسرائيل، والدعوة إلى وقف الاستيطان، والكلام العقيم حول التصدى إلى الفتنة، وهو كلام مكرر ومحفوظ فى مؤتمرات القمم العربية والإسلامية والتعاون العربى وغيرها من أيام مبارك، لكن أرجوك دقق فى وجوه من استضافهم محمد مرسى بالأمس، تعلم أنها تجعل أكثر الناس إيمانا يصاب بالإلحاد، وأكثرهم بحثا عن سماحة الإسلام يصاب بالذعر منه. الرئيس مرسى الذى قتل أكثر من 70 مواطنا من أبناء شعبه فى أسبوع، وعذب مئات منهم وهتكت شرطته أعراضهم سرا وعلنا يفخر ويتباهى بالجلوس بين حكام مستبدين، بل قتلة يلتقط الصور معهم ويتصافحون. على رأسهم عمر البشير، الرئيس السودانى، الذى قاد انقلابا على الحكومة الديمقراطية فى نهاية الثمانينيات، وأسس منذ ذلك الوقت حكما فاشيا فى السودان يجمع خصائص الاستبداد الدينى والعسكرى معا، وهو صاحب اليد التى تقوم بتنفيذ الحدود على الخالفين لشرع الله فى بلاده جلدا ورجما وغيره. وهى نفس اليد الملوثة بدماء الآلاف من الأبرياء الذين لقوا حتفهم فى دارفور وفى معارك عدة بالسودان، انتهت فى عهده إلى التقسيم لدولتين، وهو بالمناسبة أول رئيس فى أثناء ولايته يصدر لمدعى العام لدى المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه فى قضية دارفور وذلك لاتهامات بارتكب جرائم حرب فى إقليم دارفور. أما أحمدى نجاد رأس النظام الإيرانى المستبد فقد استقبله مرسى بحفاوة، وهو يدرس حاليا دعوته إلى تدشين تحالف استراتيجى معه، فقد نظمت له الدولة زيارات وجولات فى مناطق شعبية، بل إن من تجرأ واحتج على هذا الفعل المستفذ اعتقلته الشرطة وتسأله النيابة الآن! أحمدى نجاد لمن ينسى أو يحاول التبرير هو من واجه شعبه فى عام 2009 بقمع مفرط، حينما خرج الشباب المحتجون على تزوير نتائج الانتخابات التى أجريت وقتها، فقابلتهم الشرطة بالقتل والتعذيب وإصدار أحكام إعدام بحق نشطائهم، ولا علم هل ما زالت الجماعة التى تعانى من شيزوفرينيا وإفراط فى الكذب تذكر أن إيران تدعم الاستبداد فى سوريا وتوفير الدعم السياسى واللوجيستى والعسكرى والتقنى للنظام السورى خلال معركته مع شعبه والمجتمع الدولى؟ أم نسيت ذلك فى غمرة تحالفات تعقدها كى تتمكن من الصمود فى وجه الفشل الذى تصنعه وفقدان الشعرية الذى يهددها والانحدار الاقتصادى الذى تكرسه فى مصر. محمد مرسى الذى كان قد أعلن فى السابق رفضه مقابلة المبعوث الإيرانى فى مصر بسبب دعم النظام السورى، استقبل أحمدى نجاد أمس استقبال الفاتحين، ولم يجرؤ على إدانة النظام الإيرانى الذى يقتل الأبرياء فى سوريا، والذين تخرج من أجل دعمهم تظاهرات جماعة الإخوان المسلمين.

ولم يجرؤ مرسى على أن يفتح فمه وهو يبلور مطالبات القمة فى صيغتها النهائية «بحقن الدماء السورية»!! كتعبير مائع وعائم على غرار تعبير «نبذ العنف»، تعبيرا يساوى بين الجانى والمجنى عليه، بين القاتل والضحية، ولا أعلم أين ذهبت النخوة الإخوانية المصطنعة التى كانت تثور من أجل سوريا كلما تحدثنا عن مصر!! وتعوى من أجل فلسطين بينما تصف رسائل السلطة الرسمية بيريز بالصديق والحبيب والعزيز. الفوضى والتمييز المتأصل لدى السلطة المصرية الطائفية مع شعبها بدا أيضا واضحا فى التعامل مع الحضور، بل يمكن القول إنه كانت إحدى سمات القمة التى تجعل صورة العالم الإسلامى فى القاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى