ينصحك الدكتور عادل عاشور، أستاذ مساعد لطب الأطفال والوراثة بالمركز القومي للبحوث، بضرورة التعرف على أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الحساسية، أعراضها.. الأغذية المسببة لها.. طرق الوقاية، نسبة حدوثها في الأطفال.

ويقول عاشور إن الحساسية هى تفاعل الجهاز المناعي للجسم بشكل مضاد لجسم غريب أيا كان هذا الجسم (ميكروب أو طعام أو دواء)، وفي حالة الطعام يكون الجسم الغريب هو نوع معين من البروتينات دخل الجسم عن طريق الجهاز الهضمي، ولذا فعادةً ما يشعر الشخص بتغيرات معوية كبداية لأعراض حساسية الطعام.

ويضيف أن نسبة المصابين بحساسية الطعام تقدر بنحو 2% من البالغين و8% من الأطفال، وهناك فرق كبير بين الحساسية الفعلية للطعام وبين كون الجسم غير قادر على تحمل نوع معين من الطعام، حيث إن الأعراض قد تتشابه بشكل كبير إلا أن الحساسية أكثر خطورة وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة وقد يلعب العامل الوراثي أيضا دورا كبيرا في حدوثهما.

وبالنسبة للأشخاص ذوي الحساسية، فقد تتحول متعة الطعام إلى مأساة حقيقية، فقد تظهر على البعض منهم التهابات جلدية حادة وفي أحيان أخرى تقودهم إلى المستشفى في حالة خطرة.

وتنتشر حساسية الطعام بشكل مؤقت عند الأطفال الرضع مع تحولهم من الرضاعة إلى الطعام العادي، لكنها سرعان ما تختفي تدريجيا مع نمو جهازهم الهضمي والمناعي، إلا أن بعض أنواع الحساسية قد تستمر معهم مدى الحياة.

ويؤكد د. عاشور أن الجسم يستطيع بسرعة أن يتعرف من خلال الجهاز المناعي على نوع الطعام المسبب للحساسية، وبمجرد دخوله إلى الجسم عن طريق المعدة يبدأ في إطلاق الاجسام المضادة له مما يؤدي لظهور أعراض مختلفة أشهرها تورم الشفاه والقيء المصاحب بتقلصات معوية شديدة وإسهال، ثم طفح جلدي مع صعوبة في التنفس.

ويوضح أنه يمكن للطبيب من خلال التاريخ المرضي أن يحدد نوع الطعام المسبب للحساسية، وفي أغلب الأحيان يكون اللبن أو البيض أوالقمح والصويا من أكثر الأغذية التي تسبب الحساسية في الأطفال، أما في البالغين فتكون الأسماك هى الأكثر شيوعا.

وتأتي خطورة حساسية الطعام بما يعرف بالصدمة أو الأزمة والتي تنتج عن زيادة الحساسية للبروتين وتسمى “Anaphylaxis” وتكون الأعراض:

1-تورم الشفاه والحنجرة مع 2- صعوبة في التنفس 3-اضطراب في ضربات القلب وهبوط حاد في ضغط الدم 4- فقدان للوعي وقد يتسبب في الوفاة إذا لم يتم العلاج سريعا.

وينصح د. عادل عاشور هؤلاء المرضى بتوخي الحذر الشديد وأن يحمل المريض معه أدوية مضادة للحساسية وأن يتم نقله سريعا إلى المستشفى في حالة ظهور أي من الأعراض عليهم.

وللأسف لا يوجد علاج فعال للقضاء على حساسية الطعام إلا بتجنب المسببات وسرعة معالجة الأعراض فور ظهورها.

صدى البلد