جزيرة فاضل بالشرقية فلسطينية على أرض مصرية

الاحتلال عمل لهم حصارًا على شكل حدوة الفرس، ولم يترك سوى منفذ باتجاه مصر وسيناء
“جزيرة فاضل” قرية عشوائية مثلها مثل باقي القرى العشوائية المصرية
نطالب بتعديل وضعنا القانوني في مصر كما كان في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
“جزيرة فاضل” بمحافظة الشرقية يستوطنها آلاف من اللاجئين الفلسطينين والذين أتوا إلى مصر منذ عام 1948؛ ليتوارثوا أجيالاً في تلك الجزيرة يحلمون بالعودة إلى وطنهم الأم “فلسطـين”.
تطرق “البديل” إلى تلك الجزيرة؛ للتعرف على الأوضاع الإنسانية والاقتصادية للاجئين الفلسطينيين هناك والتعرف أيضًا على أساليب حياتهم وقضاء يومهم.
كان لـ “البديل” حوار مع عيد نصير النامولي أحد أبناء العائلة المستوطنة للجزيرة ومسئول الإعلام وسكرتير رابطة أبو كبير بمحافظة الشرقية.
– في البداية كيف أتيتم إلى مصر؟ ولماذا تحديدًا محافظة الشرقية؟
عندما بدأت الحرب على فلسطين منذ 1948 بدأت قبيلة “النامولي” تهاجر من فلسطين، ولأن الاحتلال عمل لهم حصارًا على شكل حدوة الفرس، فأغلق كل المنافذ، ولم يترك سوى منفذ باتجاه مصر وسيناء، ومنها استقروا بمنطقة “دير العبد” بسيناء، ولأن قبيلة “آل حسون” أو “عشيرة النامولي” لها امتداد في محافظة الشرقية بمصر منذ قديم الأزل منذ الهجرات الأولى أيام الدولة العثمانية، فإن البدو والقبائل في جزيرة الحجاز كانوا يجولون بشكل طبيعي، وبالتالي فإن لهم امتدادًا في الزقازيق بشكل عمومي إلى أن استوطنوا بجزيرة فاضل؛ على أمل العودة إلى فلسطين بعد غد أو بعد شهر أو بعد سنة، إلى أن امتد الزمن إلى 65 عامًا منذ النكبة الفلسطينية.
– ما هو وضع قرية “جزيرة فاضل” الآن؟
هي قرية عشوائية مثلها مثل باقي القرى العشوائية المصرية، وبالعكس نحن أفضل حالاً منها بكثير على المستوى الشعبي وعلى المستوى الرسمي، وتوجد بالقرية جميع المهن، توجد طابونة ومسجدان ودار للضيافة وفصول محو أمية ومدرسة ابتدائية وإعدادية على بعد 750 مترًا من القرية، أما المدرسة الثانوية فتبعد 3 كيلومترات عن القرية، ومقرها مركز أبو كبير، ومن يستكمل تعليمه يلتحق بجامعة الزقازيق.
– كم عدد الأفراد الذين يسكنون جزيرة فاضل؟
القرية تحتوى على 350 أسرة فلسطينية تضم حوالى 3 آلاف فلسطيني مهجرين منذ عام 1948.
– ما هي نسبة التعليم بالقرية؟
المتعلمون بالقرية وبكل أسف تصل نسبتهم إلى 10 %، ومنهم من لم يستكملوا تعليمهم إلى الشهادة الإعدادية، وكما أوضحت فإن بعد المدرسة الثانوية عن القرية بالإضافة إلى النفقات المطلوبة، كل هذا يجعل البعض يطلقون أبناءهم منذ الصغر بدلاً من التعليم للبحث عن لقمة العيش.
– كيف يقضي أهل الجزيرة يومهم؟
الصبايا والشباب يخرجون للعمل في المواسم الزراعية عمالاً زراعيين. وجميع المهن هنا متاحة فيما عدا مهن أصحاب المؤهلات العليا، مثل عمال كهرباء وسباكين ونجارين و”عجلاتية” وسائقين، أما الأطفال فمنهم شريحة تسربت من التعليم، واتجهت لجمع القمامة، وشريحة أخرى تعمل في ورش النجارة والسباكة.
– هل هناك محال تجارية بالمنطقة أم جميعها خارج الجزيرة؟
نحن لا نعيش في جاردن سيتي. لا يوجد سوى بعض البقالات الشعبية وكهربائي للسيارات وطابونة عيش وبعض الورش.
– ماذا فعلتم يوم النكبة الفلسطينية؟
تجمعنا لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية متمنين حق العودة والرجوع إلى وطننا فلسطين؛ لأنها إرادة شعبية مكفولة، ونقول لإسرائيل: لا لا لا للتوطين، ونعم نعم نعم لفلسطين، ولن ننسى فضل مصر العظيم علينا “أم الدنيا”؛ لاحتوائها لنا 65 عامًا، ومع ذلك نتمنى حق العودة والرجوع؛ لأنها إرادة شعبية.
– ما هي مظاهر المعاناة التي تتعرضون لها؟
نحن جزيرة فلسطينية على أرض مصرية نعاني مثل معاناة المصريين، فمعاناة جزيرة فاضل مثلها مثل أي معاناة للمناطق العشوائية، ولكن نختلف في أن الوضع القانوني للفلسطينيين بشكل عام نحن نتأثر به مثل المنع من السفر، وقطع المعاشات والتضامن الاجتماعي عن بعض الأسرة المعيلة، وعدم تملك الفلسطينين للأراضي والمنازل التي يسكنونها.
– ما هي أكثر الأمراض المنتشرة في الجزيرة؟
أغلب الأمراض المنتشرة هي أمراض العيوب الخلقية والتهتهة والفلاريا وشلل الأطفال وهشاشة العظام والإعاقات بأشكالها السمعية والبصرية والذهنية، والشفة الأرنبية والسرطان واعوجاج العظام، والروماتيزم والقلب.
– ماهي مطالب أهل الجزيرة؟
نطالب بتعديل وضعنا القانوني في مصر كما كان في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بأن يعامل الفلسطينيون معاملة المصريين، فالرئيس عبد الناصر اعترف بنا، وأقر أن كرامتنا من كرامة المصريين، ثم تبعه الرئيس الراحل أنور السادات عندما حدثت بينه وبين السلطة الفلسطينية بعض المشادات والخلافات، عاملنا معاملة الأجانب، وجردنا من تلك المميزات، وبالشكل الرسمي نحن ضائعون ما بين منظمة الـ “أونروا” وبين أننا لاجئون في مصر، وبالشكل الشعبي هناك اتصال ومودة بيننا وبين الشعب المصري أو الحكومة المصرية، ولا توجد مشاكل إلا في بعض المسائل الروتينية، مثل الجوازات وإجراءات السفر والتأمينات وفي القرارات الوزارية لبعض المرضى، فمن المفترض أن تكون هناك قرارات وزارية من وزارة الصحة بشأن المرضى الفلسطينيين، حيث إن هؤلاء المرضى يتم علاجهم على النفقات الخاصة للمتبرعين، ولكننا نريد أن يعالجوا في الأطر القانونية، كما نطالب بإنشاء مدارس ومستشفيات داخل الجزيرة. وونناشد أيضًا وزير التموين باسم عودة بإصدار قانون يعطي للاجئين الفلسطينيين بطاقات تموينية.
6 ابريل