الأخبار

الاحتفال بالذكرى الـ 150 لتأسيس الصليب الأحمر

5

خلال 150 سنة من الأنشطة الإنسانية، استجابت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لأوضاع مأساوية جمة، واخفقت أحيانا في مهمتها، لكنها تأقلمت وتطورت لتلبية حاجات أكبر وأكثر إلحاحا.

وتحتفل اللجنة الدولية للصليب الأحمر اعتبارا من 17 فبراير بالذكرى الخمسين بعد المئة لتأسيسها، ما يجعل منها أقدم منظمة إنسانية لا تزال ناشطة إلى هذا اليوم.

ويرى المؤرخون أن أسباب هذا النجاح تعود للنموذج المثالي الذي وضعه سويسريون في 1863، هم الإنساني إنري دونان، والحقوقي غوستاف موانييه، والطبيبان لوي أبيا وتيودور مونوار، والجنرال غيوم إنري دوفور.

ويقول دانيال بالمييري، المكلف بالأبحاث التاريخية في محفوظات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، “إن جمعية اللجنة الدولية لإغاثة الجرحى، التي شكلوها، تتمتع ببعد عالمي، ما يميزها عن المنظمات الإنسانية الأخرى، التي كانت موجودة في حينها، وسرعان ما برزت المبادئ الأخرى للجنة مثل الحياد الذي أطلقه ضابط المجال الصحي في الجيش الهولندي، يوهان هندريك كريستشان باستينغ، كما يقول المؤرخ بيار بواسييه واضعا كتابا مرجعيا عن هذه الحقبة”.

وأضاف بالمييري “معاهدة جنيف الأولى التي تبنتها 12 دولة في 22 أغسطس 1864، أصبحت أول قانون للحق الإنساني الدولي، وستليها عدة تعديلات غالبا ما كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وراءها، وهذه ميزة أخرى للمنظمة التي حاولت دائما تعديل القانون ليتماشى مع تطور النزاعات، مدافعة بذلك عن استقلالية كانت أكثر من مرة موضع تساؤلات”.

وقال بالمييري “بعد شهرين من اندلاع الحرب العالمية الثانية ارتفع عدد العاملين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر من حوالي 12 إلى 120، وفي نهاية 1914، ضمت الهيئة الدولية لأسرى الحرب 1200 شخصا، وشكلت أول الوفود خارج سويسرا لأول مرة مع توظيف غير سويسريين، ويعد انضمام رينيه مارغريت كريمر، أول امرأة إلى اللجنة في 1918، تطورا آخر، واللجنة التي تضم فقط سويسريين هي الهيئة القيادية، واليوم باتت تضم 25 عضوا”.

وتابع بالمييري “النزاع يرغم اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أخذ أساليب القتال الجديدة في الاعتبار مثل استخدام الغاز، وكذلك أساليب العنف الجديدة مثل الحروب الأهلية والثورات وحركات التمرد، وفئات جديدة من الضحايا مثل السجناء السياسيون والمدنيون في الأراضي المحتلة والرهائن والمفقودون واللاجئون)”.

وفي 1991 وقعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اتفاقا مع سويسرا يمنحها حصانة وحقوقا دبلوماسية، بحسب بالمييري، فملأ فراغا قانونيا وقدم ضمانات للمنظمة.

والصليب الأحمر الذي كان على شفير الإفلاس بعد الحرب، بات يوظف اليوم أكثر من 12 ألف شخص بموازنة قيمتها 1.2 مليار دولار، ويضم غالبية من المندوبين غير السويسريين.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى