خلى عليوه يكلمنى

الضرورات تبيح المحظورات ،وفى رواية المضطر يركب الصعب، ويقال أيضا مجبر أخاك لا بطل ، المهم انك فى النهاية بتعمل حاجة غلط لكن غصب عنك ، يعنى مش راضى ، يعنى بتتكلم من وراء قلبك ،هذا ما فهمناه من حديث حزب النور عن الدستور الانقلابى،على حد قول الدكتور برهامى أنه يقبل بهذا الدستور كما يقبل المضطر أكل الميتة ،واذ فجأة تغيرت التصريحات وخرج علينا قادة الحزب فى مؤتمر المنوفية ليعلن لنا الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب ان مواد الشريعة والهوية فى دستور 2013 أفضل مما كانت عليه فى دستور 2012 ، فبدلا من أن كانت التصريحات تصب فى خانة أكل الميتة ومضغ لحم الكلاب كرها ، صار الدستورعجلا من البتلو ذبح على الشريعة الاسلامية ، لحمه طريا مقليا كان أو مشويا وطعمه ألذ ألذ ألذ ، تاكلوه بالهنا والشفا ،ومطرح ما يسرى يهرى . وهذا شئ طبيعى مادام مطلوب من حزب النور ليس فقط المشاركة فى لجنة الخمسين ،والرضا بالقليل من باب ان بصلة المحب خروف ،ولقمة هنية تكفى ميه ،ولكن أيضا الترويج للمنتج والدعاية له ، فلم يعد مناسبا ان نتكلم عن أكل الميتة ولحم الخنازير ، مش معقول حزب النور سيقيم مؤتمرا لحشد الناس للتصويت بنعم ،ثم يقول لهم تعالوا يا جماعة الحزب عازمكم على كلاب مشوية أوحواوشى بلحم الحمير . فلا بد من تحلية البضاعة لزوم الدعاية والإعلان والله الموفق والمستعان وعليه التكلان ، خاصة وقد ثبت أن هذا الدستور مؤيد من الله ، كما قال الشيخ على جمعة .فهلموا ياعباد الله الى التصويت بنعم ،ولمن لا يعلم فإن “نعم” يعنى “yes” كما أفتى بذلك العلامة على جمعة فى مؤتمر تأسيس ائتلاف ” مصر بلدى”. فطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن قال “نعم” ، ولو عايز تجمع طوب أكتر خد معاك حبايبك وجيرانك “يييسوا” على الدستورـ يعنى يقولوا “yes ” ولو جمعت خمسين طوبى ، هتكسب حيطة هدية مقدمة من مؤسسة على جمعة للبناء والتأييد ، وهكذا فقد تكشفت الرؤيا وأجمعت الأمة على كلمة سواء” نعم للدستور” لأن نعم تعنى لا للإرهاب ولا لمؤامرات الداخل والخارج ولا للعملاء ـ كما ورد فى الإعلان الدعائى للدستور على الفضائيات ـ. فليس هناك مجال ولا مكان بيننا لكلمة لا ، لأنها تعنى أكيد نعم للإرهاب ، نعم لمؤامرات الداخل والخارج ، نعم للعملاء . وطبعا كل هذه “النعمات” هى بمثابة خيانات وهرطقات وأبوك السقا مات ، وعلى ذلك فيحرم حرمة قطعية أن تقول “لا للدستور” ولا حتى ” تؤتؤ” لأنها تجرى مجرى ” لا” لغة واصطلاحا ، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا ، ما حكم من سكت ولزم داره ؟وأخذ بالرأى القائل “من خرج من داره اتقل مقداره”. نقول ان المقاطعة من القطيعة والـ” قطيعة تاخد الوحش” فإن كانت الأمة قد أجمعت على التصويت بـ “نعم” فهو الحق والساكت عن الحق شيطان أخرس . فكما ترون من الواضح اننا مقدمون على دولة ديمقراطية مدنية حديثة يتمتع فيها الجميع بحريته فى التعبير عن رأيه سواء بنعم أو بالموافقة فإن كان ذلك كذلك وقد استبان الحق وتكشفت أنواره ،وبدت ” نعم” كالفجر الساطع يتلألأ ضياؤه فى الآفاق ، فإننى أرى أن يكتب فى بطاقة التصويت ” هل توافق على مشروع الدستور” ونضع تحت هذه الجملة خانتين واحدة فيها “نعم” والثانية فيها ” نعمين” وأن تتم طباعة بطاقات التصويت فى مؤسسة ” أما نعيمة ” . لو موافق على هذا الاقتراح خلى عليوه يكلمنى . [email protected]
المصريون