الأخبار

عاصم حنفى: الرؤساء في نعيم!!!

21

ولماذا لا يخضع رئيس الدولة للفحص الطبى للكشف عن قواه العقلية.. كما تفعل الدول الديمقراطية.. خصوصاً عندما تتسم قراراته بالتخبط والارتجال والعشوائية.. بما يهدد مصالح الدولة السياسية والاقتصادية.. ولا نكتفى بالرئيس.. بل نفحص فوق البيعة القوى العقلية للوزراء والمسؤولين ونواب البرلمان الذين يخضعون للكشف مرتين.. مرة عند التقدم بأوراق الترشح.. والمرة الأخرى عندما يتصدون لمصالح الأوطان داخل البرلمان.

 

التقليد متبع فى معظم دول العالم الديمقراطى.. خصوصاً عند تغيير نظام الحكم.. وفى بريطانيا هناك دراسة مهمة تنصح رجال السياسة الذين أمضوا سنوات طويلة فى صفوف المعارضة.. تنصحهم بالذهاب للطبيب النفسى.. وقد لاحظوا أن هناك حالة من اللخبطة العقلية والارتباك النفسى بين هؤلاء الساسة.. وأن هناك خللا واضحاً فى الأداء بعدما تغير نمط حياتهم.. فأصابهم الحكم بداء الغرور وقد صاروا فى السلطة.. وأصيب بعضهم بجنون العظمة أو الهلوسة أو انفصام الشخصية.!

 

فى بلاد بره يخضع رأس الدولة للكشف الطبى الشامل مرتين سنوياً.. لا يكتفون بالكشف عن القلب والفشة والطحال.. وإنما يكشفون عن قواه العقلية واتزانه النفسى ومدى قدرته على ممارسة مهام الحكم.. وبيان إذا كان صالحاً لتوجيه دفة الأوطان.. ومدى حاجته لعلاج نفسى يؤهله للاستمرار فى موقعه الحساس.. وحتى تكون قراراته واعية موزونة لا تخضع للهوى والانفصال.

 

وفى بعض الأحيان يتغاضون عن المرض النفسى أو العقلى للرئيس.. إذا كان قد قارب على مغادرة موقعه الرئاسى.. كما حدث مثلا مع الرئيس جاك شيراك الذى تعرض لنوبات متكررة من الزهايمر فى شهور حكمه الأخيرة.. وقد تولى رئيس الوزراء إدارة دفة الحكم دون الإعلان عن ذلك.. لعدم إحراج الرئيس الذى أمضى اثنى عشر عاماً فى حكم البلاد.

 

فى الولايات المتحدة أوصى الأطباء بعزل الرئيس رونالد ريجان بعدما أظهر الكشف الطبى تكرر نوبات الزهايمر.. وقد رأى مجلس الأمن القومى الإبقاء على الرئيس كواجهة بروتوكولية فقط خلال عامه الأخير فى الحكم.. رغم الحرج العظيم الذى واجهته الإدارة الأمريكية.. وذات يوم استقبل ريجان نظيره الصينى فى البيت الأبيض.. وهاجمته ساعتها نوبة الزهايمر.. فسأله ضيفه الصينى: كيف الأحوال الآن.. فأجابه الضيف: كل شىء على ما يرام.. فأعاد السؤال: كيف الأحوال الآن.. فأجاب الضيف الصينى: كل شىء على ما يرام وهكذا وطوال ساعة كاملة كان الرئيس ريجان يسأل ضيفه نفس السؤال.. والضيف يجيب نفس الإجابة.. وبعدها انتهى اللقاء الرسمى.. وخرج بيان من الجانب الأمريكى والصينى يعلن نجاح المفاوضات والتوصل إلى نتائج كذا وكذا.. وهى النتائج التى كان الوزراء قد توصلوا إليها قبل اللقاء الرئاسى.. الذى كان الأخير فى حياة ريجان الرئاسية.

 

وما ينطبق على رئيس الدولة ينطبق تماماً على نواب البرلمان.. الذين لا يجوز عزلهم والذين يتحكمون فى مصير البلاد والعباد.. بما يتطلب فحصهم دوريا وعلاجهم نفسياً وحتى يكون الأداء عاقلاً متزناً.. وفى بريطانيا وفى الأسبوع الماضى فقط.. قرروا إقامة عيادة للصحة العقلية داخل مجلس العموم.. لمساعدة النواب الذين يعانون مشاكل نفسية. بعد تزايد حالات المعاناة من الاكتئاب والقلق ونوبات البكاء بين صفوفهم.. وخصص البرلمان البريطانى 25 ألف جنيه إسترلينى ليتمكن النواب من الحصول على علاج متخصص.. والمهم أن النواب رحبوا بالمسألة.. خصوصاً أنهم لا يستطيعون الذهاب للطبيب النفسى فى دوائرهم منعاً لتعرضهم للحرج بين الناخبين.

 

الفحص العقلى ليس عيباً.. خصوصاً لهؤلاء الذين تربوا داخل صفوف جماعة منغلقة.. فلما خرجوا للنور ومارسوا الحكم انفجرت العقد والكلاكيع.. وانظر حولك وشاهد صورهم وتصريحاتهم التليفزيونية.. وسوف تتأكد من صحة النظرية!!

المصرى اليوم

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى