الأخبار

خليهم.. يتشلوا

 

نشوى

خليهم.. يتشلوا

نشوى الحوفى

منذ زمن ليس بالبعيد، وبالتحديد منذ عامين وبضعة أشهر، وقف الرئيس السابق مبارك فى بهو مجلس الشعب، خاطباً فى مجلس النواب المُجتمِع بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية، التى قادها أحمد عز بغشاوة لم يُرزق مثلها إنس ولا جان. وقال مبارك يومها قولته الشهيرة حينما وصلت له قولة أحد الحاضرين بأن المعارضة شكّلت حكومة وبرلمان ظل، بأن أجاب: «خليهم يتسلوا»! ثم كانت إرادة السميع العليم أن ينقلب الحال، وتتحول التسلية إلى معارضة حقيقية أطاحت بمبارك ونظام حكمه. يحضرنى الموقف وأنا أتابع مواقف الجماعة وجيوش مبرريها الإلكترونيين والتليفزيونيين وهم يتحدثون بفجور -أى والله بفجور- عن محاسن ما أعلنه رئيسهم المُفدى مساء الخميس الماضى بتحديد موعد الانتخابات البرلمانية يوم 27 أبريل المقبل! فأجدنى أستبدل كلمة مبارك بعد أن استبدّت بى الدهشة من حالة الاستفزاز الإخوانية تلك، بعبارة «خليهم يتشلوا». وهى النتيجة الطبيعية التى يمكن أن تصيبنا جميعاً بسكتة دماغية فى حال استمرار تلك الحالة التى لا وصف لها سوى «العبث» المبكى. لن أتحدث عن قَسَم السيد الرئيس أمام المحكمة الدستورية عند توليه السلطة باحترام القانون، فتلك كانت محكمة مبارك ونظامه الردىء الذى اضطر مرسى إلى القسم أمامهم على مضض. ولكن المُفترض أن الحال تغير وبات لدينا محكمة دستورية يرتاح إليها مرسى وجماعته، ودستور أصروا على أن نشربه كشربة الخروع، ورغم ذلك لم يحترم مرسى وجماعته الدستور ولا «الدستورية» وأحكامها التى أعادت قانون الانتخابات وممارسة الحقوق السياسية لـ«الشورى»، موضحةً به عيوبه، وكيف أنه يحمل نواة هدمه. فما كان من مجلس الشورى المهيب الذى لا يعدم غشاوة أحمد عز، إلا أن اجتمع وناقش كما يحلو له ثم أعلن الانتهاء من الجلسات بتصريح أن كله تمام! لتكتمل الغشاوة فى أبهى صورها ويعلن رئيس مصر الإخوانى قبل منتصف ليل الخميس بقليل موعد الانتخابات البرلمانية! «ياختى كميلة».. هكذا دون أن يعود القانون إلى «الدستورية» لمراجعته والتأكد من زوال العوار الدستورى به؟ أهكذا دون الحاجة إلى إقرار كل القوى السياسية له، على الأقل من الموجودين كأعضاء فى «الشورى»؟ ثم لماذا العجلة فى نصف الليل والناس نيام؟ وسرعان ما خرجت تصريحات الإخوان بأن قانون الانتخابات أحسن ما يكون وأنهم ليسوا بحاجة إلى إرساله لـ«الدستورية» وأن الانتخابات المقبلة ستكون نزيهة -رغم وفاة نزيهة فى حادثة قطار- ليس هذا وحسب، بل إن نسبة الإسلاميين فى الانتخابات المقبلة ستكون 76%! ولا أعلم من أين جاءت تلك الدقة، بمعنى لماذا ليست 75%؟ ولكن هكذا قال السادة الأفاضل وقد يكون السبب أن أحد المصرحين كان البلتاجى عضو جبهة الضمير، وهو ما يجعلنى أتصور حرصه الشديد أمام ضميره!!!!

ويزيد الإحساس بقرب الإصابة بالشلل الرعاش والبرى برى والأسقربوط وأمراض اللثة، مع التنبُّه بأن مواعيد أيام الانتخابات ستوافق، وبالصدفة البحتة، أعياد إخوتنا المسيحيين! لأتأكد من حالة الغشاوة التى وضعها الله على القلوب، فزادت فى عمى بصيرتها، وجعلتها تكابر على أبناء الوطن بجبروت، حتى خرجت علينا وكالة الأناضول، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، لتعلمنا أن السيد الرئيس -هاى هيئ- يدرس تعديل الموعد بعد أن بلغه تزامنه مع أعياد المسيحيين!!! أصدقكم القول إننى شعرت للحظات أن زلزالاً قضائياً لا بد أن يحدث فى مصر وأنا أسمع خبر تحديد موعد الانتخابات، من قِبل قُضاة «الدستورية» الذين يعرفون أنهم يمثلون ضمير الوطن ويتولون مسئولية الدفاع عن حقوقه. ولكنهم أكدوا لى بصمتهم أن الشاى بالياسمين على كرسى المحكمة أهم من أى دولة، وأن ما حدث من مؤسسة الرئاسة المصونة قد وقع فى جمهورية «شبك حبيبى شبك قلبى» لا فى مصر! غير عابئين بما يحدث للمصريين الذى باتوا قاب قوسين أو أدنى من إدراك الشلل الرباعى.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى