هلع غربي على مصير رهائنه بالجزائر

أعرب الغرب عن مخاوف جدية من العملية العسكرية في الجزائر لتحرير الرهائن الجزائريين والأجانب المحتجزين في مجمع لإنتاج الغاز جنوبي شرقي البلاد، فبينما قالت واشنطن إنها قلقة، أكد الرئيس الفرنسي “مأساوية” العملية، وطالب رئيس الوزراء البريطاني مواطنيه بانتظار أنباء سيئة، في حين ناشدت اليابان الجزائر الوقف الفوري للعملية العسكرية.
وكانت الجزائر قد أكدت أن العملية العسكرية -التي قام بها الجيش الجزائري لتحرير مئات الرهائن الجزائريين والأجانب من محتجزيهم في مجمع لإنتاج الغاز ووردت أنباء عن انتهائها- قد أسفرت عن تحرير عدد كبير من الرهائن، وأقرت بمقتل عدد منهم، لكنها لم تذكر أرقاما.
ويعتقد -حسب معلومات سابقة أوردها الخاطفون- أن عددا من الرهائن الأجانب قتلوا أو أصيبوا في العملية دون تحديد دقيق لجنسياتهم.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن واشنطن تشعر بالقلق حيال المعلومات عن وقوع خسائر في الأرواح أثناء العملية التي حاول خلالها الجيش الجزائري تحرير الرهائن الأجانب المحتجزين من قبل تنظيم القاعدة داخل مجمع للغاز في منطقة عين أمناس جنوبي شرقي الجزائر.
وأضاف المسؤول الأميركي، في مؤتمر صحفي، أن الإدارة الأميركية تحاول الحصول على توضيحات من الحكومة الجزائرية بشأن العملية العسكرية الجارية الآن، مضيفا “للأسف فإن أفضل معلومات لدينا الآن تشير إلى وجود أميركيين في عداد الرهائن”.
وفي ردود الفعل أيضا على العملية العسكرية للجيش الجزائري، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن أزمة الرهائن تتخذ منحى مأساويا.
وأضاف هولاند أن “السلطات الجزائرية تطلعني على الوضع بانتظام لكنني ما زلت لا أملك العناصر الكافية لتقييمه”.
وقال الرئيس الفرنسي “إن ما يحدث في الجزائر يشكل تبريرا إضافيا للقرار الذي اتخذته باسم فرنسا لمساعدة مالي عملا بميثاق الأمم المتحدة وتلبية لطلب رئيس هذه البلاد”. وتابع “الأمر يرمي إلى وقف هجوم إرهابي وإفساح المجال أمام الأفارقة للتحرك من أجل حماية وحدة أراضي مالي”.
كاميرون أعرب عن أسفه لعدم قيام السلطات الجزائرية بإبلاغه مسبقا بالعملية العسكرية(الفرنسية) |
أخبار سيئة
أما رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون فأعرب عن أسفه لعدم قيام السلطات الجزائرية بإبلاغه مسبقا بالعملية العسكرية، مشيرا إلى أنه يجب الاستعداد لسماع أنباء سيئة.
وقال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية إن كاميرون تبلغ بهذه العملية بعد بدئها وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الجزائري عبد المالك سلال، مشيرا إلى أنه كان يفضل لو تم إبلاغه مسبقا. وتابع المتحدث قائلا إن كاميرون أبلغ نظيره الجزائري “أنه يشعر بقلق بالغ بشأن موقف خطير جدا”.
وأشار المتحدث إلى أن لندن كانت تأمل “بحل الوضع سلميا بأكبر قدر ممكن”، مشيرا إلى أن الحكومة البريطانية عرضت تقديم المساعدة إلا أن الجزائر لم تطلبها.
وأكد المتحدث وجود “العديد” من البريطانيين في عداد الرهائن الأجانب المحتجزين في موقع إنتاج الغاز.
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ وصف بدوره الوضع بشأن أزمة الرهائن في الجزائر بأنه خطير ومأساوي ويتطور بسرعة، وقال إن “الإرهابيين والقتلة المتورطين باحتجاز الرهائن استخدموا أعذاراً، لكن لا يوجد أي مبرر لمثل هذا السلوك أياً كانت الذريعة وهو عمل غير مقبول على الإطلاق”.
بدورها ناشدت اليابان الجزائر الوقف الفوري للعملية العسكرية التي يشنها الجيش الجزائري لتحرير الرهائن المحتجزين.
وأعربت الحكومة اليابانية عن بالغ قلقها إزاء احتجاز مواطنين لها في الجزائر. وقال الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا إن طوكيو ستبذل كل ما في وسعها لتأمين إنقاذهم.