الأخبار

محمد فاروق معوض.. شهيد بورسعيد اليتيم

1436161

يوم 27 ديسمبر الماضى، رُزق بطفلته الأولى «ياسمين» بعد 10 أشهر من الزواج، ولم تكمل ابنته شهرها الأول حتى تركها وفارق الحياة كما تركه والده الذى توفى وهو لم يكمل شهره الثانى فى الحياة. محمد فاروق معوض أبوالعينين، اليتيم أبواليتيمة، شاب عمره 25 عاماً، يوم السبت الماضى خرج من منزله، نسى تقبيل ابنته الصغيرة، فعاد وطبع قبلة على جبينها، لم يكن يعلم أنها ستكون قبلته الأخيرة فى الحياة.

استشهد محمد فى بورسعيد، يطلق عليه أصدقاؤه وجيرانه «محمد البلية» نظراً لقصر قامته، يعمل فى أحد مصانع منطقة الاستثمار بالنهار وسائق تاكسى بالليل ليستطيع سداد إيجار شقته وأقساط وديون الزواج.

كان «محمد» محباً للنادى المصرى، يحضر مبارياته، ويشجعه، وقف مع من وقفوا عند سجن بورسعيد العمومى، لم يحمل سلاحاً ولم يطلق رصاصة، لم تقو أمه على الكلام، بينما شقيقه الأكبر علاء الذى لم يستطع حبس الدموع فى عينيه، يقول: «مش ح أسيب حق أخويا ولو طلت الريس مش هاسيبه، هو المسؤول عن قتل أخويا، ووزير الداخلية اللى بيقول محدش ضرب نار، القناصة تم تصويرهم، وربنا فضحهم ليه بيعمل كده، عايز ينفى محافظات القناة ويبيعها لقطر، منه لله المشير سلمها للإخوان».

يضيف: «محمد كان عند سور السجن، بجوار كاميرات التليفزيون اللى بتصور، فجأة الضرب اشتغل، أخد 3 رصاصات واحدة فى القلب وثانية فى الرأس والثالثة فى البطن مات فى الحال، ولم يكفهم ذلك، ضربوا علينا نار ودخلوا علينا المستشفى بآلى بعد ما مات، وضربوا علينا غاز واحنا رايحين ندفنه، أخوه ما حضرش جنازته بسبب الغاز، فرع الأسرة فى الشرقية ما عرفوش يدخلوا بورسعيد يحضروا الميتم».

يقول الشقيق الأكبر: «أخويا مش بلطجى، والناس كلها بتحبه، والحكومة عارفة البلطجية وكان ممكن تلمهم قبل الحكم، وحسبى الله ونعم الوكيل فى اللى قتله».

تقول أمه بصعوبة: «حرموا زوجة عندها 19 سنة من زوجها، وبنت عندها شهر من أبوها، ابنى شهيد مات غدر، المجرمين ضربوه وكبده طلع من جنبه، يا كبدى عاش شقيان، بيشتغل وهو عمره 10 سنين، جوز نفسه بنفسه، أخد شقة إيجار بـ600 جنيه فى منطقة الإسراء، مرتبه فى المصنع 800 جنيه، بيشتغل على تاكسى علشان يعيش، قبل ما يموت كان سالف 400 جنيه علشان يعمل سبوع بنته الرضيعة، كان جدع ومؤدب والكل بيحبه».

المصري اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى