الحرس والأهلى.. فيلم إسبانى

•• كأن حلمى طولان جلس يدرس مباراتى ميلان مع برشلونة، وريال مدريد مع برشلونة. وأخذ يدون ملاحظاته الفنية: كيف يفوز على الأهلى؟ كيف يضغط ويربك الفريق الكبير الذى سيواجه؟ كيف يمنح أحمد حسن مكى حرية حركة وانطلاق كتلك التى مارسها كريستيانو رونالدو أمام برشلونة؟
لا أقول إن حرس الحدود مثل ميلان أو ريال مدريد ولا أقول أن أحمد حسن مكى مثل كريستيانو رونالدو (عذرا يامكى..!). لا أقول ذلك حتى لا يتصيد الصائدون ويمسكون فى هذا التشبيه. ولكنى أقول إن حرس الحدود هزم الأهلى بطريقة وأسلوب فوز ريال مدريد على برشلونة. الأسلوب العام.. وهو الضغط من المقدمة، والسرعات فى الانقضاض، وصناعة المساحات فى الدفاعات. وهو سيناريو يقلب الطاولة التى وضع فوقها سيناريو الأهلى التقليدى وتصوره للمباراة. فسوف يهجم، ويضغط بعد تحضير طويل أو قصير لا يهم حتى لو كان مثل عملية العجين. ثم تسديدات أو اختراقات.. وأهداف مبكرة تحسم اللقاء.. كان هذا هو التصور التقليدى للفيلم المصرى.. إلا أن الأهلى اكتشف أنه دخل صالة تعرض فيلما إسبانيا؟
•• كان الأهلى مثل برشلونة فى بطولة إفريقيا. ولعب أفضل خمس مباريات متتالية له فى البطولة ثم فى كأس العالم للأندية. لكنه مثل برشلونة أيضا ومثل كل فريق. لا يمكن أن تجلس فوق القمة بمستواك طويلا ودائما. ولا يمكن أن تظل بطلا دائما.. ثم إن حسام البدرى كان واضحا حين قال قبل أسابيع: «أداء الأهلى أمام الترجى التونسى لن يتكرر قريبا. النجوم الذين قدموا هذا الأداء رحلوا. وعلينا أن نشتغل مع اللاعبين كى نسترد مستوانا. وأن نعزز الفريق بنجوم آخرين. ولا أستطيع أن أعد جماهير الأهلى ببطولة الدورى».
•• مباراة الحرس والأهلى كانت من المباريات المثيرة والممتعة لى شخصيا. فأداء حرس الحدود فيه جمال الهجوم المضاد السريع وصناعة المساحات واستغلال اندفاع لاعبى الأهلى فى هجوم بحثا عن التعويض. ومهارات وسرعة مهاجمى الحرس جيدة. لاسيما أحمد حسن مكى. ومن أسف أن الناس تركت تفوق الحرس وأمسكت فى هزيمة الأهلى وتراجع مستواه. وهى مباراة لها حالة خاصة. فالأهلى خسر لأن حرس الحدود كان ممتازا. ثم إن الأهلى كفريق كبير تربى كل لاعب فيه على أنه سيؤتى الفعل ومن يلعب أمامه سيقوم برد الفعل. لم يترب لاعب الأهلى على الدفاع، وعلى أن يهاجم، وعلى أن يتعرض للضغط، وعلى أن تسجل فى مرماه الأهداف قبل أن يسجل لاعبوه الأهداف.. والواقع أنى أردد ذلك منذ سنوات طويلة وكنت أنصح بمهاجمه الأهلى والزمالك، فكلاهما مثل «الفتوة فى ولاد حارتنا».. عنده هيبة، والهيبة تصنع الخوف عند أولاد الحارة. لكن إذا اهتزت تلك الهيبة.. يمكن أن يظهر فتوة جديد يسيطر على الحارة..
•• هناك فى تلك الحالة مشكلتان. الأولى: حين يفقد الأهلى هيبته. تعلو هيبة الزمالك العكس الصحيح.. والثانية: أن هيبة الأهلى والزمالك عمرها مائة عام.. ترى كم عاما عليكم الانتظار حتى يظهر الفتوة الجديد فى حارة الكرة المصرية ؟!
الشروق