الأخبار

يوسف الحسيني يكتب “بين خوف الجماعة وميوعة المعارضة”

86-copy

 

 

يعى الإخوان جيدا حرج وخطورة موقفهم فى الشارع المصرى وهو ما دفعهم لسلق الدستور ثم تمرير قانون انتخابات غير دستورى فى محاولة منهم لتكتيف مصر ولم يلتفتوا إلى أن عددهم الذى لا يتجاوز٦٠٠ ألف بين اعضاء الجماعة والحزب مع عدم وجود كوادر حقيقية تحظى بسمعة و سيرة علمية وأدبية بين صفوفهم لن يمكنهم من حلمهم فى التمكين ولا يجب أن يظن العاقل أن وصول مرسى للرئاسة هو عتبة السيطرة على مصر حتى لو تم توزيع كل اعضاء الجماعة فى شتى الهيئات وحتى لو تمت استمالة عدد مماثل من بائعى الضمير والذمم مقابل مكتسبات إدارية و مادية، هنا تجدر الإشارة الى حالة الاحتقان التى تعيشها مصر ممثلة فى غضب شعبى تجاه الإخوان وقد يمتد الى سائر تيارات اليمين المتطرف التى ترى فى نفسها مشروعا اسلاميا بقدر لن يعطى الجماعة فرصا أخرى والبحث عن بديل أو التعلق بخطاب دينى و لكن مغاير أو لم تثبت عدم نزاهته مضافا لذلك اخطاء مرسى وجماعته المستمرة والتى ستتسبب فى خلق ثورة أكثر هيكلية وتنظيما من يناير٢٠١١ ولكن ستكون راديكالية الحلول و هو ما يتخوف منه الإخوان و يحاولون انكاره، وبث روح الانهزامية فى نفوس الجموع باطلاق مقولات للتداول الساذج على شاكلة «انتظروا ٨٥ سنة وسيستمرون ٨٥ عاما» أومقولات الافزاع من نوعية «مش هيخرجوا غير الدم» «ميليشيات الجماعة لن تسكت» أوحتى تهديدات علنية من بعض قيادات الجماعة مثل البلتاجى حول ساعة الصفر، و يستحى منه سياسيو المرحلة و كأنه حل شيطانى لا يجب النظر فى جدواه و تصعيد درجاته، من هذا المنطلق يبقى على الشعب الحذر من تجريف ثروات مصر وهو ما بدأه الإخوان فعلا ليس فقط طمعا وانما خوفا فى حال سقوط نظامهم المبتغى، فيستطيعون الهرب بحصيلة ماباعوا ومااستولوا وقد ظهرت بالفعل العديد من الوثائق التى لم تنفها أى دائرة مصرية أو قطرية باعتبارها جهة الشراء أو التأجير و إذا أضفنا إلى ذلك حالة الاستهتار الإخوانى البادية بجلاء يصل إلى حد البجاحة فإننا نستطيع استخدام المقولة الشعبية «مفيش دخان من غير نار». 

كنت قد كتبت مقالات فى صحيفة اليوم السابع بين سنتى ٢٠١١ و ٢٠١٢ حول ما يعرف بثورة الثورة حيث تصحح الثورات مسارها بالتجربة والخطأ و تطيح بأنظمة انقلبت على أهدافها ومبادئها الأساسية وهو ما تبدو بوادره الآن ولكن من المهم ان يراجع سياسيو المستقبل فى مصر تاريخ الثورات جيدا و تحديدا فى فرنسا وروسيا وأمريكا الجنوبية ولكن ضرورة استيعاب ان ليس كل رأى راديكالى صواب، و ليس كل خطاب هادئ ينطق بالحكمة وأن التوافق على قرار نهائى ليس ضرورة، وإنما إعمال العقل واحتساب نتيجة اى تحرك، ووضع سيناريوهات مختلفة لكل خطوة ووضع التصورات المختلفة لنتيجة كل تحرك هو المفتاح الرئيسى لأى نجاح و هو ما يفتقر اليه الإخوان نتيجة تسرعهم لمحاولة تكتيف مصر وهو ما تفتقده المعارضة الآن بل ونذهب الى عدم وجوداستراتيچية واضحة لها مما يجعل تكتيكاتها مكررة بشكل يائس الا ان صفوف الشباب وعت هذا الضعف وتتداركه الا انه لا يزال يداعب نفوس بعضهم حلم القيادة و الظهور على سطح الحدث وهو ما يتعارض مع البديهية الثورية حيث يتوارى الفرد خلف المجموعة وعلى الفرد ان يتحلى بخلق الإصلاحى لكسب ثقة الجماهير وسلوك الثائر لكسب تأييدهم وليترك الامر لانتقاء الضمير الجمعى للشارع . 

واقع الأمر الآن أن الإخوان فى حالة صراع وجود وليس صراعا سياسيا فهم يعتقدون أن بقاءهم فى الحكم هو الضمانة الوحيدة لبقائهم على قيدالحياة وان المعارضة ان حكمت مصر فسيكون مكان قيادات الجماعة مشانق على أعمدة الإنارة و الأشجار وهى نية الجماعة حين تستقر فى الحكم وهو أمر غير صحيح وإنما قد يكون العزل الكامل وتفتيت الجماعة هو الإجراء المرتقب من الشعب وهو أمر ترجوه المعارضة و لا تعلنه فى استمرار لميوعة تصريحاتها خشية ان تثير حفيظة البعض وهو ما يتنافى مع أى شكل لأى خطاب سياسى ثورى مما ينبئ بظهور خطاب معارض بديل يخلق حالة التماس المطلوبة بين ما هو سياسى وما هو ثورى ويحقق الطموح الشعبى فى لسان معبر عن أفعال الإرادة الشعبية .

الصباح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى