استلهمت فكرتى من انتحار عمتى

mickel-1491

 

 

 

 

رشا عبدالحميد

فاجأ المخرج النمساوى مايكل هانكى كل من انبهر بفيلمه «حب»، الحاصل على جائزة الأوسكار أفضل فيلم أجنبى وخمس جوائز «سيزار» أخرى، بالكشف عن أنه استلهم قصة العمل من عمته التى قتلت نفسها بعد أن بلغت عامها الثالث والتسعين جراء معاناتها من المرض.

 

وقال هانكى: «تجربة الفيلم نابعة من أسرتى، فكانت لى عمة قتلت نفسها عندما بلغت الثالثة والتسعين وقبل أن تقدم على هذه الخطوة، سالتنى إن كنت سأساعدها أم لا؟.. لكنى بالطبع لم أفعل لأنى كنت أحبها كثيرا، فلم أرغب فى مساعدتها على قتل نفسها على الرغم من معاناتها التى كنت أراها يوميا، ورغم اختلاف الواقعة عن أحداث الفيلم لكننى تأثرت بها كثيرا عند تنفيذه».

 

ورفض مخرج فيلم «حب» النقد الذى وجه للفيلم ووصف البعض له بـ«الصادم»، وقال إن العمل عبارة عن دراما صادمة خاصة لأنه يصور نهاية الحياة، وأعتقد أن ما قيل عن الفيلم مبالغ فيه، مضيفا «أعرف أن الفيلم صادم بعض الشىء ولكن الحقيقة دائما تكون صادمة».

 

وتابع المخرج: القصة ليست عن نزهة فى الحديقة ولكنها قصة جدية وصعبة وتثير التأمل فى ما يدور حولنا، وافترض أن الجمهور الناضج سيتفهم ذلك جيدا، فالفيلم لا يجب أن يكون بعيدا عن الحياة وما بها كما نرى فى العديد من الأفلام، كما لا يمكن أن يكون هدفه هو أن يصدم الجمهور ولكن يمكن أن يصور حياة البعض بشكل واقعى وهو ما قدمته فى حب».

 

وأضاف: أردت تقديم فيلم يصور كيف نتعامل مع معاناة الناس الذين نحبهم والمقربين منا، لذلك اخترت أن يدور العمل حول زوجين تخطوا الثمانين عاما ومتزوجان منذ أربعين سنة، وهو ما يعيشه بعض الناس، فالجميع يكبر فى السن ويصيبه المرض والضعف وهو أمر عام، ولكنه يثير اهتمام كل واحد منا وربما نراه أمامنا كل يوم يحدث لأقرب الناس لنا ونمر به نحن عندما نصل الى نفس المرحلة ونتذكر تجاربنا وأحباءنا الذين رحلوا عن دنيانا.. وهذا ما رصدناها بالفيلم دون أى رتوش.

 

وتطرق هانكى إلى اختيار فريق العمل بالفيمل، وقال إنه تمسك بالممثل جان لوى ترينتينيان للقيام بدور الزوج المحب، مشيرا إلى أنه أول فيلم يشارك فيه بعد وفاة ابنته منذ 14 عاما، وحول اقناعه بالعودة للعمل السينمائى كشف مايكل: «بالفعل واجهت صعوبة فى عرض الدور عليه فهو لم يعمل فى السينما منذ أربعة عشر عاما ولكنى كتبت الدور من أجله وبعد أن قرأ الدور اقتنع بسهولة وقرر المشاركة فى الفيلم».

 

وعن اختياره لايمانويل ريفا وايزابيل هوبرت لدور الزوجة، أوضح «شاهدت ايمانويل فى فيلم (هيروشيما حبيبتى) وأعجبت بأدائها ولكن كان ذلك من حوالى خمسين عاما، ولأكون صادقا أجريت اختبارات للدور ولكن فى النهاية وقع اختيارى عليها وكنت مقتنعا أنها الأفضل».

 

واستطرد هانكى قائلا: أما ايزابيل فهى صديقة والحقيقة أننى كتبت دور الابنة لها وكنت أعلم أنها لن ترفض طلبى بالاشتراك فى الفيلم، وكانوا جميعا الاختيار السليم للأدوار ولم نستغرق وقتا طويلا فى التحضير للعمل لأنهم بالفعل ممثلون محترفون.

 

وأشار هانكى إلى أنه لم يتوقع ترشيحه لجائزة الأوسكار، لكنه تمنى الفوز بها، وقال: «تمنيت وحلمت بالكثير من الترشيحات والجوائز التى قد تأتى بعد عرض الفيلم ولكنى لم أتوقع أى جائزة خاصة الأوسكار، ومن هنا كان سعادتى بالمفاجأة كبيرة.

 

غير أنه عاد وقال «لا نصنع الأفلام من اجل الجوائز، ولكن بجانب أهميتها المعنوية، فهى تتيح الفرصة لعدد أكبر لمشاهدة الفيلم حيث إن الجوائز تثير اهتمام البعض لمعرفة ومشاهدة قصة الفيلم الفائز».

 

وأكد مخرج فيلم «حب» أنه لن يترك العمل السينمائى الا إذا لم تكن لديه القدرة على المواصلة، وتابع «لا أخطط للاعتزال وسأظل أعمل حتى النهاية طالما لدى القدرة على العطاء».

 

 

الشروق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى