الأخبار

رؤوس الفساد والاستبداد تطل من جديـد

 

293

 

اليوم يحاول لصوص ومجرمو البلاد أن يعودوا مرة أخرى ليتصدروا المشهد السياسى بعد أن أذاقوا البلاد والعباد كل كئوس القهر والاستبداد، ونشروا فى أركان الحكم ومرافق الدولة أبشع صور الفساد.. اليوم يطل رجال أعمال جمال مبارك ليقدموا أنفسهم على أنهم منقذو الشعب ومخلصوه. اليوم تطل رؤوس المجرمين والمفسدين ليقدموا أنفسهم على أنهم الثائرون على الظلم والاستبداد.. ونقول لهم إذا كان الشعب قد تحرك فى «25 يناير» بعد أن بلغ حدود الصبر منكم حتى أطاح بكم ـ فلا تنتظروا منه أن يقدم إليكم الورود ولكن انتظروا منه أن يفتح جميع

ملفاتكم كاملة بدون مواءمة أو حسابات أو صفقات.. إن الشعب الذى تمرد فى«30 يونية» كان قد قرر ألا يسمح لأى بذرة من الاستبداد أن تنبت مرة أخرى.. وهذا النظام الانتقالى يكتب شهادة وفاته الوطنية يوم أن يمكن للصوص المال العام ومعذبى الشعب وجلاديه خلال «30 عاماً» أن يتصدروا المشهد وأن يعيثوا فيه فساداً وأن يستأنفوا احتكار مقوماته وثرواته.. غير مسموح أن يعود أحمد عز ليمارس احتكاره.. غير مسموح لحاتم الجبلى أو من على شاكلته أن يعودوا للمتاجرة بالبشر.. غير مسموح لزبانية العادلى ومن على شاكلتهم أن يعودوا لإهدار كرامة هذا الشعب.. غير مسموح بعودة لجنة السياسات لتكون قبلة الباحثين عن كتابة صفحة جديدة من صفحات الفساد فى تاريخ هذا الوطن، غير مسموح بإقصاء أى فصيل من الخريطة السياسية ما عدا الأشخاص الذين ارتكبوا فساداً أو أراقوا دماً.. نعم لقد أعطى نظام حكم الإخوان فرصة لعودة هؤلاء عندما لم يستمع الدكتور مرسى ولا أركان نظام حكمه لأية نصائح ولم يستجيبوا لأية مبادرات منذ الإعلان الدستورى الاستبدادى.. ومن يومها سلك نظام حكمه طريقاً وهو مخطط السيطرة.. ظناً منهم ان هذا سيمكن لهم في حين لو عادوا إلى التاريخ القريب جداً لأدركوا ان الخطورة الأولى لإشعال ثورة 25 يناير فى صدور الشعب المصرى كانت بسبب سياسة توريث الحكم لجمال مبارك.. وأيضاً لأدركوا أن بداية انهيار دور مبارك فى الحكم بسبب سيطرة المحيطين به وتركه القرار لهم يفعلون ما يشاؤون حتى وصل الأمر الى يوم 25 يناير.. لكن الإخوان لم يقرأوا وأرادوا السيطرة على قرار مرسى.. وأصبح معروفاً للقاصى والدانى أن القرار هو لمجموعة من مكتب الإرشاد.. ومن هنا كانوا سبباً أساسياً وجوهرياً بالتعجيل ليوم «30 يونية».. ولو استجاب الدكتور مرسى لمبادرة جبهة الانقاذ أو مبادرة حزب النور لما خرج الناس يوم «30يونية»، ان الشعب الذى خرج فى«25 يناير 2011» و«30 يونية 2013» لن يسمح أبداً بفقدان الأمل لدى أبناء هذا الوطن فى ألا يستأثر ولا يحتكر أى نظام كائناً من كان حكم البلاد أو مقوماته وثرواته.. ويبقى على رؤوس الفتنة من الذين أفتوا بالتخوين والتكفير وأيضاً على رموز الفساد والاستبداد سواء من هنا أو هناك أن يتركوا المشهد تماماً وأن يختفوا فما تركوه لن تنمحى آثاره أبداً ولو بعد حين من فساد وقهر وتعذيب وإراقة دماء.. وعلى من يتجردون من أى مصالح أو أغراض أن يتقدموا الصفوف لوأد الفتن ولم الشمل والمصالحة الوطنية دون إقصاء لأحد.. فالله قبل التاريخ لن يغفر لمن أصر على منهج الفتن وبحور الدم مؤكدين عدم ترك أى مجرم من أى خندق تسبب فى إزهاق روح بريئة مهما علا شأن المسئول أو موقعه.. ولا يستثنى من ذلك المسئولون فى «25 يناير» أو فترة مرسى أو فى النظام الانتقالى الحالى.فقدسية وحرمة الدماء تعلو فوق كل الرؤوس.
…………………………………………………………………………………………
هذا المقال كتبته يوم الخميس 11 يوليو 2013 .. ولم تمض ستة أشهر الا وقد  عادوا بالفعل من خلال كيانات اسست من حرام.. ومولت من حرام..و من دم الشعب المصرى ..وتريد ان تخترق وتزرع رجالها فى الاحزاب الاخرى .. وهذه الرؤوس لم تعد تملك قدرا من الخجل أو حمرته ..بل عادت أكثر فجرا وتبجحا وتمكنت من ان تفرض نفسها وتنفذ مخططها لتشويه من جعلوهم يتوارون خوفا ورعبا وهلعا من غضب الجماهير فى 25 يناير… بل عادوا ليسحقوا القانون تحت اقدامهم بعد ان حوكموا  بالقانون.. ياحضرات هل تعتقدون إذا قامت ثورة مرة اخرى.. سيحاكمون بثورة القانون؟ أم بقانون الثورة؟.. وما أدراكم ما  قانون الثورة.. اقرأوا التاريخ جيدا ..فثورات روسيا وفرنسا ليست ببعيدة.. وما أسرع من عودة  دورة الزمن وقانون الثورة.
[email protected]

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى