لوموند: “مرسي” يفتقد لقدرات الزعامة

قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، اليوم، إن مصر تعيش في الوقت الحالي فترة صعبة بل حاسمة في تاريخها، وفي مستقبل الديمقراطية فيها، موضحة أن المصريين انتفضوا ضد الإخوان المسلمين؛ فالشوارع مليئة بالمتظاهرين والاشتباكات تعم غالبية المدن المصرية، كما أن الجيش على استعداد مستمر لحماية مؤسسات الدولة ويهدد بالتدخل إذا تزايدت أعمال العنف.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أنه على الرغم من كون محمد مرسي هو أول مدني يحكم مصر عقب انتخابات ديمقراطية، إلا أنه بعد عام واحد فقط، خلف قائمة سيئة جدًا إن لم تكن مدمرة لأكبر بلد عربي، موضحة أن الرئيس المصري خلف فشلاً سياسيًا كبيرًا، فهو غير قادر على إجراء أية دفعة لهذا البلد المنقسم بسبب السياسة، كما أنه يفتقد القدرة على توحيد المصريين، وليس لديه الموهبة اللازمة ليجذب قلوبهم وإظهار ما يريد أن يقول جيدًا.
وتوضح الصحيفة أن المواليين للرئيس مرسي يقولون إن المعارضة رفضت اقتراحات الرئيس مرسي حول إجراء حوار، غير أن الصحيفة تشير إلى أن الحقيقة تكمن في أن الرئيس المصري لا يزال مترددًا في هذا الشأن، وغير كفء في اتخاذ قرار حاسم؛ فالدكتور محمد مرسي أعطى الجميع انطباعًا بأنه لا يمتلك قدرات الزعامة المطلوبة كي يحكم بلد مثل مصر.
وعلى الجانب الآخر، فإن الرئيس المصري خلف أيضًا فشلاً اقتصاديًا واجتماعيًا، لدرجة أن المصريين لا يريدون الصبر عليه أكثر من ذلك، فالوضع الاقتصادي للبلاد يعكس التخبط الكلي في النهج الذي يسلكه الإخوان المسلمين فهل هو نهج اقتصادي محافظ، أم نهج حديث، كما يظهر افتقاد الإخوان للمعرفة الجيدة للوضع وللبرنامج الاقتصادي الذي ينبغي اتباعه.
كما وجهت الصحيفة انتقادها أيضًا لقوى المعارضة التي ليس لديها قراءة لما بعد مرسي؛ فهذه المعارضة نزلت الشوارع وتنزل غدًا وليس لديها برنامج مشترك حول المستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد، فهم لا ينزلون للشوارع إلا لعدائهم للرئيس مرسي بسبب القائمة السوداء التي خلفها وخوفهم مما يحدث لمصر مستقبليًا إذا استمر الرئيس الذي ينتمي للإخوان المسلمين في منصبه.
وبحسب الصحيفة فإن هذه الاشتباكات ربما تؤدي إلى تدخل الجيش، القوة الثالثة التي اشتركت أيضًا في هذه الدرامة إن لم يكن هو المسئول عنها منذ أن تولى المجلس العسكري الحكم بعد رحيل مبارك، وقضى عامًا ونصف مخلفا قائمة أيضًا سوداء ومؤلمة، بل وترك البلد شبه مدمر لأول سلطة مدنية.
واختتمت الصحيفة بالقول إنه ينبغي على الإخوان والمعارضة أن يتخذوا بعض الحكمة حتى يستمر هذا البلد القديم.
البداية