«إبراهيم الطيب» يعيد محمود حميدة إلى التليفزيون

 

192

 

رغم أن بداية محمود حميدة وانطلاقه فى عالم الفن كانت من خلال التليفزيون، إلا أنه ابتعد عن الشاشة الفضية لمدة 23 عاما، لم يجد خلالها العمل الذى يمكن من خلاله أن يعود لجمهور التليفزون منذ أن قدم «الوسية» من إخراج إسماعيل عبد الحافظ وشارك فى بطولته أحمد عبد العزيز، ثم انطلق بعدها إلى عالم السينما ليقدم عددا من الأعمال المتميزة، حيث عمل مع عدد كبير من أهم مخرجى السينما فى مصر مثل يوسف شاهين ومحمد خان وعاطف الطيب وأسامة فوزى، كما قام عام 1996 قام بتأسيس شركة البطريق للإنتاج الفنى والخدمات السينمائية التى قدمت عديدا من الأعمال الفنية مثل فيلم «جمال عبد الناصر» وفيلم «جنة الشياطين» الذى نال عديدا من الجوائز فى مختلف المهرجانات التى شارك فيها.

طوال هذه السنوات لم يجد حميدة ما يشجعه على العودة للتليفزيون إلى أن وجد ضالته أخيرا من خلال مسلسل «ميراث الريح»، المسلسل من إنتاج محمد فوزى، تأليف مصطفى محرم وإخراج يوسف شرف الدين، ويشارك فى بطولته سمية الخشاب، عفاف شعيب، طارق الإبيارى، آية حميدة، صفاء مغربى، نهى عابدين، وضيفة الشرف الإعلامية سهير شلبى.

محمود حميدة لم يستطع مقاومة شخصية «إبراهيم الطيب» وقال إن هذه الشخصية لا يمكن الاعتذار عنها، كونها تمتلئ بعديد من المشاعر الإنسانية المتناقضة التى تغرى أى ممثل على القيام بها.

«إبراهيم الطيب» رجل عصامى، بدأ حياته عاملا فى سرجة لتصنيع الزيوت بالسيدة زينب حتى أصبح مالكا لمجموعة صناعية كبرى، وبينما يفخر هو بثروته التى جناها عبر سنوات طويلة هناك من يشكك فيها ويبحث فى حقيقة انخراطه فى تجارة ممنوعة بينما كل ما يهم أبناؤه هو ضمان الميراث فيدخل فى صراع معهم، ويتخلى عن زوجته، ليتزوج من أخرى تصغره فى السن فى محاولة منه للعند مع أولاده، الشخصية مليئة بالتقلبات النفسية التى يصاب بها الرجال عندما يتقدمون فى السن ويفقدون إحساسهم بالآخر.

حميدة لم يكتف ببطولة المسلسل بل شارك أيضا فى كتابته، حيث وضع اسمه على التتر تحت مسمى سيناريو وحوار العمل بعد مصطفى محرم، فضلا عن تصدره اسم البطولة، ليوضع اسم مصطفى محرم تحت مسمى قصة فقط.

المسلسل الذى تكلف 40 مليون جنيه كان من المقرر أن يعرض فى العام الماضى إلا أن ظروفا إنتاجية تسببت فى تعطيل تصويره ثم تأجيل عرضه. رغم أن المتبقى فى تصوير المسلسل كان 15 يوما فقط، لكنه توقف ليعود التصوير مجددا قبل رمضان ليعرض حصريات على قناة «دريم»، بعد أن كان مهددا بالتأجيل مرة أخرى، بعد إصابة محمود حميدة بأزمة صحية وانتقاله إلى مستشفى الطيران فى أثناء التصوير، إلا أن الأزمة مرت بسلام وعاد حميدة واستكمل تصوير المسلسل.

حميدة يستجمع خبرة السنين فى تقديم هذه الشخصية التى تتميز بعدة متناقضات فهو قوى جدا أمام أبنائه رغم حبه الشديد لهم، كما أنه صارم فى عمله لذا استطاع تكوين ثروة ضخمة، فى حين أنه يبدو ضعيفا جدا فى لحظات الرومانسية بعد حبه لرحمة التى تجسد شخصيتها سمية الخشاب، التى اختارت بنفسها اسم رحمة، كما قالت حتى تكون ملائمة لشخصية المرأة المصرية القوية الصبورة والمحبة للحياة والتى تواجه أزماتها بقوة إيمانها وتستطيع أن تتصدى لأى صعوبات فى حياتها، كما أنها تتمتع بحب الآخرين، تمر الشخصية بعدة مراحل منها مرحلة زواجها فى الخليج ثم مرحلة ما بعد الخليج وتخطيطها لحياتها ثم مرحلة موت زوجها وعلاقتها بمحمود حميدة وصراعها مع العاملين فى المستشفى الذى تتولى إدارته ثم حملها وإنجابها.

المسلسل لم يتعرض للتوقف بسبب المشكلات الإنتاجية فقط، حيث كان حميدة قد هدد بالانسحاب أكثر من مرة فى أثناء تصوير المسلسل بسبب قيام المخرج يوسف شرف الدين بحذف بعض مشاهده لصالح سمية الخشاب، وهو الأمر الذى اعترض عليه حميدة بشدة، ذلك أن حميدة معروف عنه تمسكه دائما بالسيناريو الذى وافق عليه، خصوصا أنه شارك هذه المرة فى كتابة السيناريو.

وقد توقف تصوير المسلسل بالفعل لمدة أسبوع إلا أنه تمت تسوية الأزمة، واستكمل التصوير بشكل طبيعى.

الظروف التى مرت بها مصر خلال العام الماصى تسببت أيضا فى توقف تصوير المسلسل لأكثر من مرة نظرا للمليونيات التى كانت تنظمها قوى المعارضة المناهضة للإخوان وكذلك الانفلات الأمنى الذى كان منتشرا فى الشوارع المصرية.

كان محمود حميدة قد قرر الإقامة بشكل شبه دائم فى فندق كاتاراكت القريب من استوديوهات المغربى التى كان يتم فيها تصوير المسلسل وذلك فى محاولة منه لتجنب مشكلات الكثافة المرورية التى يعانى منها يوميا فى أثناء ذهابه أو إيابه من الاستوديوهات، خصوصا أنه يحب الالتزام وعدم التأخير عن مواعيد التصوير.

 

التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى