سوشيال ميديا: حملة أردنية شرسة على المواقع الإخبارية

69

 

إذاعة هولندا العالمية- ‘نحن في سنة 2013 والحديث عن #حجب_المواقع وقوانين مقيدة للحريات هو رجعية وهذا الموضوع منتهي الصلاحية في زمن الفضاء المفتوح’ علق احد المغردين الاردنيين على قرار الاردن بحجب 290 موقعا الكترونيا إخباريا. ومن ضمنها مواقع معروفة مثل موقع ‘عمان نت’ وموقع ‘كل الاردن’.

قرار الحجب هذا شغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الاردنيين واعتبر البعض انه شكل صدمة مفاجئة في الاوساط الاعلامية، وتعددت التفسيرات لهذه الخطوة ولتوقيتها بالذات.

إهمية توقيت هذا الحجب انه جاء في وقت يخشى فيه الاردن من تداعيات الازمة السورية عليه والتي بدأت تلقي بظلها على الداخل الاردني وعلى دول الجوار. وفي الوقت الذي ذكر فيه ان الولايات المتحدة الامريكية سترسل الى الاردن صورايخ باتريوت وطائرات اف 16 والتي ستستخدم في تدريبات عسكرية وتبقى بعد ذلك لحماية الاردن من اي خطر قد يتهدده.

تطبيق القانون فقط

اعتبر مصدر رسمي اردني ان قرار الحجب شمل 290 موقعا من اصل 400 المواقع بسبب عدم حصول هذه على ترخيص وعدم قيامها بتسوية اوضاعها. وان الحكومة اعطت هذه المواقع مهلة ستة اشهر إضافية، رغم ان القانون الجديد للمطبوعات والنشر قد اقر العام الماضي، وذلك بهدف تنظيم هذه المواقع اوضاعها والقيام بالتسجيل.
يلزم القانون الجديد المواقع الالكترونية الاخبارية بالتسجيل في دائرة المطبوعات والنشر والحصول على ترخيص ويخضعها للقانون اسوة بالصحف والمطبوعات الورقية. ويشترط القانون ان يرأس تحرير كل موقع اخباري عضو في نقابة الصحافيين.

بروكسي الحل؟

إلا ان هذا الامر اثار حفيظة العديد من الاعلاميين والصحفيين والنشطاء الذين نفذوا امس اعتصاما امام مجلس النواب الاردني.
لكن بعض المعارضين علقوا على هذا القرار بالقول ‘ انسوا الحجب .. مليون طريقة تتعدوه’ وتناقل العديد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي برنامج بروكسي المتخصص بكسر الحجب عن المواقع الالكترونية. بالاضافة الى روابط لمواقع فيها ‘دليل تجنب حجب المواقع الالكترونية’…’رابط لتحميل كتاب كيف تتجاوز الرقابة على الانترنت’.
إلا ان البعض حذروا من ذلك ونقلوا عن احد المحامين المختص في الجرائم الالكترونية قوله إن استخدام برامج لاختراق الحجب يعتبر مخالفة صارخة للقانون.
مؤكدا على ان الحجب وعلى عكس ما يظنه البعض هو سهل في الاردن لأن المواقع الإلكترونية لها عناوين IP address تتيح للجهات المسيطرة على حركة المواقع الإلكترونية وارتباطها بالشبكة العنكبوتية أن تضيف العناوين إلى قائمة الحظر مما يحجب الوصول اليها.

‘حجب المواقع قرار غبي’

تنوعت اسباب الاحتجاج على هذا القرار وتراوحت بين رافض بالمطلق له وبين محتج على الشروط القاسية التي وضعها القانون مع وجوب تنظيم عمل هذه المواقع. ووصل الامر بالبعض الى اعتبار قرار الحجب هذا بداية لتحرك اردني ما، كما تم ربطه بالاخبار عن الدعم العسكري الاردني ودور الاردن في الازمة السورية.

وقال اردني على صفحته على الفيسبوك ‘نحزن ليس على حجب المواقع فهذا القرار غبي وهناك عشرات الطرق لفك الحجب منها انتقال المواقع الى الشبكات الاجتماعية او استخدام البروكسي.لكن نحزن للعقلية التي تقود البلد وتسيء للاردنيين وتسيء لموقعه:هل تستطيع الحكومات السيطرة على اكثر من 9 ملايين موبايل في يد الاردنيين يتم عبرها تداول المعلومات اكثر بكثير من المواقع؟هل تستطيع السيطرة على برمجيات مثل واتس اب او فايبر او سكايب او غيرها؟ هل تستطيع السيطرة على عشرات شبكات التواصل الاجتماعي التي باتت المصدر الرئيس للمعلومات عند الاردنيين وغيرهم.؟هل تستطيع السيطرة على مئات بل الاف الفضائيات والافلام وغيرها؟ يا عمي الحج انسى اجراءات القمع فانت لن تستطيع منذ امس ان تمنع هذا الانفجار في التقدم العلمي للانسان؟؟’.

علق احد الصحفيين الاردنيين على صفحته على الفيسبوك بالقول ‘العيب مش في تطبيق القانون، انا مع تسجيل المواقع، لا ترخيصها ووضع شروط تعجيزية، مثل اشتراط رئيس تحرير عضو في نقابة الصحفيين، طبعا يجب ان يكون لكل موقع مسؤول ومكتب ورقم تليفون، لمحاسبته على أي خطأ’.

في وقت ذهبت بعض التغريدات بعيدا ‘#تحليل: حجب المواقع الالكترونية هو مقدمة لحركة كبيرة سيقدم عليها النظام الاردني ولا يريد تغطيتها بطريقته الخاصة #الاردن’.
فعلق آخر بالقول ‘ تواريخ حجب المواقع الالكترونية قبل سقوط الانظمة 7-1-2011 #تونس.28-1-2011 #مصر.4-3-2011 #ليبيا.29-11-2012 #سوريا’…..’في الوقت الذي يحجب فيه الاردن المواقع الالكترونية الاخبارية، ترسل الولايات المتحدة الامريكية دعما عسكريا له..’…..’القصة التي لم تغطها الصحافة العالمية، انتفاضة في الاردن في مدينة معان والحكومة الاردنية تتخذ اجراءات صارمة على شبكة الانترنت’.

قرار حكيم

في المقابل اعتبر المرحبون بهذا القرار انه قرار حكيم بسبب ‘الفوضى الاعلامية’ التي تتسبب بها كثرة المواقع وعدم انضباطها:
‘ ليش تسجيل المواقع؟ مثلا لأنو في 500 وسيلة إعلامية خاصة عم تكتب عن أحداث #معان عكيفها مع إنو اللي راحوا بس 2 وبيقدموا رواية مختلفة #الأردن’…..’ الناس عم تقتل في سبيل الحرية. ونحن في الاردن الحرية الزائدة ستقتلنا #بس_نقدر #الاردن #بس_بقول’..

‘المواقع كثر و منها الغث ومنها السمين ….. و تتنافس على القراء باللعب على وتر الوطن … واحداثه من تضخيم وتهويل وغيره ….. انا قارئ لبعض المواقع وانا مغترب خارج الوطن ارى وطني باكثر من عين ….. وحين اكون في الوطن …. لا ارى ضخامة ما تكتب عنه المواقع …. بل تكاد تكون الامور اقل من عادية … من هنا .. ارى ان التنظيم والمسؤولية والتسجيل والاحتكام للقانون ضرورة ملحة لا بل في مصلحة الجميع قبل الوطن’.

مصراوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى