الأخبار

إضراب الشرطة «علامة نادرة على تحدى الضباط رؤساءهم»

25

سارة حسين

 

علقت أبرز الصحف ووكالات الأنباء الأمريكية على إضراب الشرطة الذى دخل يومه الرابع. صحيفة «نيويورك تايمز» قالت إنه يضيف إلى الشعور المتزايد بالفوضى وغياب القانون فى مصر. وكالة «أسوشيتد برس» وصفت الإضراب بـ«العلامة النادرة لتحدى الضباط رؤساءهم»، وقالت إنه يهدد بكشف قوة أمنية باتت ضعيفة بالفعل منذ عامين من الثورة ضد حسنى مبارك.

وعلقت بقولها إن إضرابات الشرطة تتسارع وتضيف إلى الفوضى فى البلاد. وتابعت بأن موجة الاستياء الشرطى تضيف مستوى جديدا إلى فوضى مصر، وإلى الشعور بانهيار المؤسسات الحكومية.

كما وصفت «أسوشيتد برس» إعلان الجماعة الإسلامية المتشددة تولى أعضائها مسؤولية القيام بواجبات الشرطة فى منطقة جنوبية بمحافظة أسيوط بسبب إضرابات القوات الأمنية المحلية، بأنه علامة على الانعكاسات المحتملة للفوضى.

ونقلت عن تصريح لها، قول اللواء أبو القاسم ضيف، أحد كبار المسؤولين الأمنيين فى أسيوط، إن خطوة الجماعة غير قانونية. مضيفة أن ضيف بدا مدركا أنه ليس فى إمكانه وقفها، حيث قال لـ«أسوشيتد برس»: «لا أعرف ماذا أفعل».

«أسوشيتد برس» أضافت أن الوضع قد يصبح أكثر اشتعالا بعد حكم أمس السبت، حيث يوجد 9 من رجال الشرطة بين المتهمين، وبعدما تمت إدانة بعضهم بإصدار أحكام ضدهم، فمن المحتمل أن يؤجج ذلك غضب الشرطة.

مجلة «فرونت بيج» علقت أيضا بأن مرسى لديه 3 عناصر لإرساء سلطته، الإخوان المسلمون، ودعم الرئيس الأمريكى باراك أوباما، والشرطة. مضيفة أنه إذا فقد الشرطة، فمن المحتمل أن تنحدر مصر فى سلسلة من الاشتباكات العنيفة بين الإسلاميين والمحتجين، وأن ذلك سيدمر دعم أوباما.

وتابعت المجلة بأن الشرطة فى معظم بلاد العالم الإسلامى ليست هيئة لتطبيق القانون، بقدر ما هى هيئة لحماية النظام. لافتة إلى أنه كلما كان النظام لا يحظى بشعبية، زاد الاحتياج إلى الشرطة. مضيفة أن مبارك اتبع هذا الأسلوب، والآن مرسى يعود لابتلاع الطعم ذاته.

الإذاعة العامة الأمريكية «إن بى آر» من جانبها، نقلت عن حوار لها مع أحمد حلمى، نائب وزير الداخلية، ضمن تقرير لها عن الشرطة فى مصر، قوله إن رجال الشرطة أصبحوا الأهداف المفضلة للمتظاهرين الذين يشعلون المبانى الحكومية ويهاجمون الشرطة ويستدرجونها للدخول فى معركة. وأنكر حلمى أن تكون الشرطة قد اقترفت أى خطأ، مشيرا إلى حادثة محمد الجندى، وحمادة صابر، وإلى محاولة اقتحام أشخاص لسجن فى بورسعيد بالأسلحة.

وتابع حلمى للإذاعة: «تطبيق حقوق الإنسان وحمايتها أصبحا قاعدة أساسية واعتقادا رئيسيا لجميع العاملين فى المؤسسات الأمنية. الشائعات التى تروج حولنا فقط بسبب الصراعات السياسية ولا يوجد دليل عليها». مضيفا: «لا تتوقع منا حماية حقوق إنسان مجرم. لن نأخذ فى الاعتبار حقوق الإنسان من أجل مجرم لا يأخذ فى الاعتبار حقوق المواطنين فى الشوارع».

وأضاف حلمى لـ«إن بى آر»: «المحتجون فى الولايات المتحدة أو فى أوروبا يحملون لافتات مكتوبا عليها «يسقط أوباما» أو «أريد أن أعمل»، أليس هذا صحيحا؟ لكنهم لا يحملون الأسلحة، ولا يطلقون خرطوشا، ولا يهاجمون بقنابل مولوتوف، ولا يلقون الحجارة على الشرطة».

موضحا أن رجال الشرطة يحتجون بالفعل، مطالبين بمزيد من الأسلحة ومرتبات أعلى ومعدات وقائية للتعامل مع الاحتجاجات المعادية لقيادة محمد مرسى الإسلامية. وأضاف: إذا استمرت الاحتجاجات بهذا الشكل، فقد تنهار قوة الشرطة. أهدافنا بسيطة، العدالة والأمن».

أما صحيفة «جلوبال بوست» فقالت إنه على الرغم من عدم كفاءة الشرطة فى حفظ السلام، فإن انسحابها الكامل من شوارع البلاد ربما يكون له عواقب سياسية دائمة. مضيفة أن انسحابها ربما يمهد الطريق إلى استيلاء عسكرى آخر، أو تشكيل جماعات اقتصاصية تتولى تطبيق القانون بيدها.

التحرير

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى