الأخبار

محمد فتحى يكتب “الخروج الآمن لـ«قفا» المرشد”

محمد-فتحي

دعنى أصدمك أولاً لو كنت ثورياً لأقول لك إننى ضد استخدام لغة الضرب والـ(كرت) على القفا والحدف بالأحذية فى الخلافات

السياسية أياً كان من نخالفه أو نتفق معه، وسواء كان البرادعى أو أحمد شفيق أو السيد البدوى أو حتى المرشد العام للإخوان

المسلمين. سيفرح صديقى الإسلامى والمحب والمريد لهم والمؤيد لأفعالهم ومشروعهم والمبرر له من السطور السابقة لكن دعنى

أصدمه هو الآخر حين أقول وأستدرك فأؤكد أن الضرب يبدو شيئاً هيناً إلى جانب القتل وسفك دماء الأبرياء وقتل العزل أياً كان

الخلاف السياسى، فالخبر الذى تم تداوله حول استيقاف الشاب كريم لمحمد بديع فى «سيتى ستارز» وهو يتناول الـ«ريب آى» أو

الـ«كاساديا» من مطعم «تشيليز» الذى يتبع أمريكا بثقافتها ومطاعمها العابرة للقارات، وهى نفسها أمريكا التى هاجمها المرشد

وإخوانه وأتباعه، وهى نفسها أمريكا التى تدعم مرسيه الآن. يبدو الخبر والله مضحكاً، فالمرشد لا يخجل من الظهور فى مكان عام فى

البلد التى خربها وقعد على تلها يأكل البروكلى ويقربع كوب البيبسى وربما يطلب الريفيل، ويبدو أنه استغل فترة وجود عروض على

الكاساديا فاصطحب عائلته ليستفيدوا كبنى آدمين قبل أن يكونوا إخواناً من عرض دوووووس الذى يقدمه تشيليز (سأفتقد هذا المطعم

حقاً بعد أن تأخون هو الآخر)، وكان على الإخوان أن ينفوا بعد الواقعة أن يكون ما حدث هو اعتداء على المرشد، وهو النفى الذى ظل

تكراره يضحك الناس وكأنه يؤكد على حدوث واقعة الضرب على القفا، وهو تصرف سأغضب من أجله لكنك ستتفهمه لو كنت ممن

نزلوا عند الاتحادية ورأوا بلطجة الإخوان هناك وسقوط القتلى والتعذيب الذى تم للعديد من العزل والنساء بمنتهى الوحشية فى قضية

طرمخ عليها النائب الخاص الملاكى وضاع الحق فيها واعتبر الجميع قتلاهم شهداء لنرى شهداء يقتلون شهداء فى واقعة غريبة

يدخل فيها الجميع الجنة، ويدخل فيها الجميع النار، والسبب الذى لا ينكره أحد هو قرار الإخوان الغبى الذى اتخذه مكتب إرشاد أشد

غباء وانحطاطاً بنزول الإخوان لفض اعتصام سلمى ما زال يتكرر بصورة أو بأخرى حتى يومنا هذا وما زالت حقوق الشهداء ضائعة

بينما المرشد يأكل التشوكليت فوندان مع الآيس كريم ويقول للولد الذى هاجمه إن الله أمره بألا يرد على أمثاله، وكأن أمثالنا ليسوا

على نفس درجة المرشد وكأن بديع اتخذ عند الله عهداً.

يجعلك الأمر تفكر فى النقطة التى ترعب الإخوان الآن وتهز كراسيهم وكراسى مكتب إرشادهم وهى المتعلقة بالمستقبل فى ظل وطن

تتراجع فيه شعبيتهم بالتوازى مع فقدانهم لرصيدهم عند رجل شارع لا يجد منهم أى إنجاز حقيقى، وفشل مؤكد ومحقق فى إدارة كل

الأزمات، ووطن يتهاوى ويندفع نحو الكارثة بالقصور الذاتى إن لم يكن بكوارث حكامه ونخبه.

هل بدأ الإخوان يفكرون فى خروجهم الآمن الذى سيحتاجون للتفكير فيه حتى لا يعود أغلبهم مرة أخرى لسجون دخلوها فى فترة من

الفترات ظلماً، وسيدخلونها -ولو بعد حين- عن جدارة واستحقاق.

هل يفكر الإخوان فى اللحظة التى ستتركهم فيها أمريكا وتبيعهم أمام ثورة شعبية عظيمة أطاحت بمن هو أقوى منهم؟ وهل يفكرون فى

لحظة الانتقام والقصاص التى ستأتى فى وقت ما لنفاجأ بقياداتهم يهربون ويهرولون لبلاد ستعطيهم حقوق اللجوء السياسى بالكاد

بينما يلاحقهم ما يلاحق رموز النظام السابق فيسعون كعادتهم للمفاوضات والبحث عن مخرج ويتراجعون عن العديد من تصريحاتهم

وربما يتنازلون عن ملايين ومليارات من أموالهم ليواصلوا العيش بأمان لا أعتقد أنه سيتحقق بسهولة؟

إجابة هذا السؤال تعود للإخوان أنفسهم حيث تبدو «السكينة سارقاهم» كما نقول فى المثل الشعبى ويبدو غرورهم أكبر من التخطيط

لمستقبل آت لا ريب ويبدو أن كل ما يريدونه هو مزيد من تمكين لكى يستمروا فى الحكم أكثر وأكثر بتمكين ينفذونه بغباء شديد ولو كانوا

جمعوا الناس حولهم وتواضعوا للثورة ولم يريقوا دماء وقدموا إنجازاً حقيقياً لالتف حولهم كثيرون ودعموهم وساهموا فى نهضتهم

التى اتضح أنها وهمية.

صحيح أن أحداً لم يؤكد أن المرشد تم ضربه -لا سمح الله- على قفاه، وصحيح أننا نرفض ذلك، لكن من قال إن رفضنا يمثل شيئاً أمام

ثورة تريد القصاص.

فليبحث المرشد من الآن عن خروج آمن لجماعته.. وقفاه.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى