الأخبار

إحنا هنستعبط ولا أيه

bsant

 

 

بقلم: باسنت موسى يا أهلا وسهلا بيكوا قرائي الأعزاء- تأخرت بالكتابة لكم لإتاحة الفرصة لنشر مواد تتعلق بأحداث سيناء- الصراحة كده ومن الأخر جدًا أحب أن أعلن وأنا بكامل قواي العقلية وبحالة ذهنية صافية الأتي “أنا سعيدة بإنقطاع الكهرباء المتواصل واليومي… وسعيدة أيضًا بالانفلات الأخلاقي والأمني والنظامي بالشارع المصري الآن…إضافة لأنني غير عابئة بما يحدث من هبوط كبير في مستوى دخل العاملين بقطاع السياحة والتجارة وغيرها من مجالات الأعمال المختلفة…لأختتم لكم شعوري بالارتياح وأؤكد بأنني غير رافضة أو غاضبة من أي اعتداءات حدثت، أو سوف تكتمل بإذن الله تجاه الإعلاميين المبُجلين المصريين من قبل السلطة الحاكمة الآن وأتباعها من أصحاب الزبيب والذقون المستعدون للموت فداء قائدهم “.    هناك فريق منكم الآن بعد السطور السابقة بدأ في إطلاق اللعنات على، وربما وصفي بأنني لا أحب وطني ولهذا سعيدة بما آلت إليه أوضاعه من تردي على كافة المناحي،وحقيقة أن غير غاضبة ممن سيطلقوا لعناتهم واتهاماتهم، فقد بدأت أتعود أن من حق كل فرد أن يراني كما يريد ويقيم أفكاري كما يريد،لكن على الجانب الأخر من حقي أيضًا أنا أن أقبل رأيه وأتفحصه ربما أجد مايستحق فهمه، على أن يتم ذلك كله دون أن أتاثر سلبيًا برؤي غيري في فكري،فأهلا بمن سيسبني.  أنا أحب وطني وليس لدى أي مكان أخر لأعيش فيه بديلاً عنه، وبحكم كوني عاملة فقط بالمجال الإعلامي، فحتما سيكون هناك تأثير غير مرغوب فيه على نشاطي المهني بعد أن وصل الإسلاميين للحكم والسيطرة على كافة مفاصل الدولة وأجهزتها المهمة،إضافة لكوني من أقلية الأقلية امرأة ومسيحية فشئوني الحياتية ستتأثر سلبيًا أيضًا،أي أنني لا أتكلم من فراغ أو من رفاهية من يمتلك البديل لحياة جيدة أدمية.   إذن لماذا أنا غير عابئة أو متشائمة مما يحدث بمصر ومما سيحدث؟ لأن والدي رحمة الله علمني أن كل إنسان بتلك الحياة لا يمكن لأحد أن يسيطر عليه أو يرسم قراراته، ومقابل هذا يعيش ذلك الإنسان الحر نتاج مايختاره ويتحمل وحده عواقبه أيًا كانت، وذلك ثمن الحرية لمن يريدها،فالحرية تُعلم الإنسان دروس حياته الهامة التي يدفع ثمنها غاليًا من كل شيء بحياته وأولها نفسه التي تتألم لقراراته واختياراته بذات درجة السعادة بها إن كانت جيدة.  الجموع المصرية بعد أحداث يناير 2011 وتحديدا بعد 11 فبراير من ذات العام، بدئوا يرسموا مايريدوا أو بمعنى أدق، يستسلموا بشكل مثير للشفقة للدائرة المفرغة التي وضعهم بداخلها قيادات أثبتت الأيام أنهم كانوا رأس الزاوية في المشروع الهندسي لبناء الدولة الدينية بشكل رسمي داخل مصر،ووسط تلك الهندسة الجهنمية لدفع مصر نحو الظلام – الذي بدأت أول خيوط سواده الحالك في الرؤية داخل مرمى من يبصر من-  كانت هناك أصوات تحذر وتقول لا يصح أن نكون معمل تجارب لجماعات تاريخها يقول جيدًا من هى؟! ولكن لا مجيب.    يمكن تقسيم المواطنين المُنتخبين لشخص رئيس يمثل المعنى الشامل للدولة الدينية إلى شريحتين- بالطبع نستثني من هؤلاء قطيع الجماعة المُحب لها قلبًا وقالبًا – الأولى هى  للمواطن المصري البسيط  الذي أختار لدولته التجربة الدينية بشكل رسمي وهو غير مدان فهو وقع بين فكين كل منهما أكثر قسوة وتأثيرًا من الأخر،الفك الأول للقيادات التي حكمت بعد 11 فبراير، والثاني الأسماء البارزة “سيسقط أصحابها في مزبلة الثقافة والفكر والصحافة والإعلام” التي أكدت له – للمواطن البسيط – أنه بحاجة لأن يعيش التجربة الجديدة الدينية وإقناعه بأنها تجربة عادية لن تكون أكثر إستبداية من سابقتها المباركية، أما الشريحة الثانية فهي للفقراء محدودي الدخل أو بمعنى أدق معدومي الدخل والذين يعيشون في شقق سكنية أشبة” بعلب السردين” ويعملوا من أجل سداد ديونهم التي تورث للأبناء،وهؤلاء لقسوة الحياة عليهم أصبحوا هم أكثر قسوة مع كل مفردات الحياة حولهم وسيطرت عليهم هلاوس دينية مقيتة،لذلك ذهبوا للصناديق بدءًا من استفتاء مارس ليدلوا بأصواتهم بناء على دوافع هدفها الأول مخالفة اختيارات شريك وطنه الغير منتمى لديانته،وظن هذا المواطن البسيط إنه بمخالفته تلك سيحقق هدفًا أو نصرًا،فكان مخطئًا حيث وضع صوته من أجل من سيزيد حطب نيران حياته،ولعل توقف مترو الأنفاق بأحد محطات النفق وعبور الراكب للنفق أبرز ما عانت منه تلك الفئة من المواطنين منذ ساعات قليلة من كتابة مقالي لكم.   الإعلاميين الذي دفعوا البعض للاعتقاد بأن حكم الجماعات الدينية” زي شكة الدبوس” وأبرزهم من تم تحطيم سيارته “الماركة” منذ أيام أقول لهم” إحنا هنستعبط ولا أيه” أنتم لا تعيشوا بمصر الحقيقية ولا تعانوا مشكلاتها الحقيقية لا أنتم ولا أهلكم،لذلك التنظير لمستقبل ذلك البلد يستهويكوا، ويملأ أوقات فراغكم وقد دفعتم الجموع للتجريب هم وأبنائهم، وأنتم وأبنائكم في أمان وكفي ما تسببتم فيه لمزيد من الإفقار والإرهاق لمن سيثوروا يومًا ما وأول ماسيحطمون ما بنيتوه أنتم من مجد على جثثهم واستغلال بساطتهم فانتظروا الرد منهم قريبًا جدًا.    “شكة”  ** عايز تكره حاجه بتحبها أوى أعملها كل يوم بنفس الطريقة وفي نفس التوقيت.  ** مش مهم الواحد لابس إيه أو عايش فين المهم إحساسه باللي معاه أد أيه بيسعده.

الأقباط متحدون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى