وكيل مخابرات سابق يرد على تصريحات “السيسي”

علق وكيل جهاز المخابرات العامة السابق اللواء ثروت جودة، على تصريحات وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الأخيرة بشأن مشروع تنمية محور قناة السويس، وما يتعلق بشهداء القوات المسلحة وأسرى الشرطة في سيناء .
وشدد جودة على احترامه وتقديره لإيضاحات القائد العام وزير الدفاع، والنابعة من واقع تخوفه على الشأن المصري، لافتا إلى أن هذه التصريحات فيها جوانب لا تتفق إستراتيجيا وعسكريا وسياسيا ومعلومتيا، وأوضح ذلك في نقطتين، الأولى فيما يتعلق بمشروع محور قناة السويس، حيث قال “جودة”:”انصبت تطمينات السيد القائد العام على أن مؤسسة الرئاسة سترعى متطلبات القوات المسلحة ومضمون ما قيل فإن منه محاور العمليات العسكرية بالإضافة إلى مناطق رؤوس الكباري على الضفة الشرقية للقناة دون الدخول في تفصيلات”.
وأضاف أنه إذا كان هذا صحيحا فإنه بالكاد يلبي أقل من الحد الأدنى، أما الأمن القومي المصري ككل فهنا نعود لمتطلبات الأجهزة السيادية كلها ، والأركان الأساسية يأتي في مقدمتها منع تملك أو إيجار الأجانب والعرب لأراضى سيناء وإلا من الممكن أن تتحول هذه الملكية أو الإيجار إلى رؤوس أموال يهودية وإسرائيلية بما يحمله ذلك من مهددات للأمن القومي المصري، بالإضافة إلى إمكانية استخدام هذه المشروعات تحت غطاء هذه الملكية في أوقات الأزمات كنقاط إنذار مبكر أو خلايا تجسس، فضلا عن عدم وجود موافقة من القوات المسلحة والمخابرات العامة والأمن الوطني أولا على فصل الإقليم، وثانيا على حصر السلطات التنفيذية والرقابية والتشريعية في يد الرئيس لأنه عنصر متغير.
وقال إن مجموعة الـ 15 التي لا ندري عنها شيئا حتى وإن كانوا وطنيين، فإن الرئيس أيا كان يمكنه تغييرهم في أي وقت بآخرين يتماشون مع توجهاته، ولا يجب أن تقف الأجهزة السيادية التي نعلم ثقة الشعب المصري في موقفهم المحايد إلا إذا تحققت لها رؤيتها وما طلبته من الحد الأدنى.
وطالب بتصريحات توضح حقيقة الأمور في ظل حالة الضبابية وعدم الشفافية التي تمارسها مؤسسة الرئاسة والحكومة أو تعهدات للشعب بحماية مصالحه أو الإدلاء بتصريحات توضح إبراء ذمة هذه الأجهزة من سلبيات هذه القرارات أمام الشعب والتاريخ .
والنقطة الثانية فيما يتعلق بشهداء القوات المسلحة وأسرى الشرطة في سيناء فما قيل حتى الآن من قيادات الجيش والشرطة يصفها المثقفين وغير المثقفين أي جميع فئات الشعب المصري بأنها تمثل الهروب العظيم والرضوخ الكبير.
وأضاف أنه أصبح من الواضح أمام القاصي والداني أن من نفذوا العمليات الثلاثة هى الجماعات الجهادية سواء القادمة من الخارج واستوطنت في سيناء أو الخارجة من أبناء القبائل السيناوية وقطاع غزة بمعاونة ودعم من حركة حماس، أما ما يقال بأن الأجهزة السيادية لا تعلم عنها شيئا حتى الآن فإن هذا شيئا يتنافى مع العقل والمنطق، وتابع أن تصريحات الشيخ “ياسر البرهامي” الأخيرة تؤكد ذلك، متسائلا:”من هى الجماعة التي أوقفت المفاوضات بينه وبين العناصر المتواجدة في سيناء ؟ ومن الذي وفر التغطية النيرانية للعناصر التي حاولت اقتحام معبر “كارني” بعد قتل جنودنا في رفح ؟”.
اخبار اليوم