ألا يوجد أى حكيم أو عاقل من أى طرف من الأطراف يحاول إيقاف تلك المهزلة العبثية المستمرة منذ عدة أيام على سفح جبل المقطم، أمام المبنى الرئيسى لقيادة جماعة الإخوان المسلمين؟
أعتقد أننا دخلنا فى مرحلة فقدان بوصلة التعقل ووصلنا إلى حالة من الصراع العدمى الذى لن يوصلنا إلى شىء محدد وملموس وإيجابى.
هل يستطيع المتظاهرون إسقاط جماعة الإخوان؟
وهل تستطيع ميليشيات الجماعة إسكات صوت ملايين المحتجين على حكم الجماعة؟
فى الحالتين الإجابة «لا» صريحة وواضحة وكبيرة.
ورغم ذلك فإن كل طرف يمارس كل وسائل مقاومة الآخر بهدف كسره بشكل نهائى والإجهاز عليه بالضربة القاضية.
ما زالت المعركة مستمرة رغم تأكد كل طرف أنها معركة كل المهزومين ومعركة اللامنتصر بأى شكل من الأشكال.
ما زالت المعركة مستمرة رغم مخاطر حرمة الدماء وسقوط الضحايا من الجانبين.
ما زالت المعركة مستمرة رغم بدء تذمر قيادات عاقلة وكبرى داخل مجلس شورى الجماعة.
ما زالت المعركة مستمرة رغم تذمر قيادات كبرى وعاقلة داخل جبهة الإنقاذ.
ما زالت المعركة مستمرة رغم نصيحة أردوغان الهاتفية للرئيس مرسى منذ شهر، التى طالبه فيها وبقوة بـ«إنهاء ولملمة الخلاف مع المعارضة».
ما زالت المعركة مستمرة رغم الرسالة الشفهية من الرئيس الأمريكى التى حملها وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى للرئيس مرسى.
ما زالت المعركة مستمرة رغم مطالبة الوزير كيرى لقيادات الإخوان وجبهة الإنقاذ بالتوافق السياسى لإنقاذ البلاد.
ما زالت المعركة مستمرة رغم تخفيض التصنيف الائتمانى لمصر 6 مرات فى أقل من عامين.
ما زالت المعركة مستمرة رغم تجميد صندوق النقد الدولى والاتحاد الأوروبى لمليارات الدولارات من المساعدات.
المهم ليس الوطن ولكن استمرار المعركة.
الوطن
