الأخبار

الشرطة تخاف التصدي للانفلات الأمني

77

يبدو أن شعار المصريين أصبح هو “البقاء للأقوى”، وأصبحت لغة الجسد واستعمال العنف هي الحل للمشكلات السياسية والأمنية في وقت غابت فيه القوة المنوطة بتنفيذ القانون وفرضه على الشارع والمتمثلة في جهاز الشرطة.

فمن أحداث بورسعيد إلى السويس والمنصورة وصولا إلى اشتباكات المواطنين مع الشرطة على كورنيش النيل، واشتباكات جماعة الإخوان مع المتظاهرين أمام مكتب إرشادها بالمقطم، في ظل غياب تام لدور الشرطة حتى ولو ظهرت أحيانا ولكن يظل دورها معطلا.

آخر ظواهر هذا الغياب هو حادث إعدام مواطنين لاثنين من البلطجية بأحد قرى محافظة الغربية والتمثيل بجثثهم في الشارع…الأمر الذي يجعلنا نطرح التساؤل ..هل أصبحنا على شفا حرب أهلية؟؟

 

يرى اللواء أركان حرب يسري قنديل -الخبير الإستراتيجي، إن مصر تخطت مرحلة حرب الشوارع، بسبب غياب الأمن بشكل كامل عن المشهد وترك الساحة للاشتباكات والتناحر بين القوى السياسية، وبين المواطنين والبلطجية، مستنكرا غياب الرئيس محمد مرسي عن المشهد وانشغاله بالسفر للخارج، وآخرها سفره إلى الهند وباكستان لنيل الدكتوراه الفخرية، في الوقت الذي تعج فيه البلاد بالأزمات الداخلية وعلى رأسها غياب الأمن عن الشارع، مشيرا إلى أنه كان من الأولى له زيارة بورسعيد أو المنصورة أو المحلة وغيرها من المدن المصرية التي تحتاج لتدخل عاجل من الرئاسة لإزالة التوتر الذي ينتابها.

وأضاف قنديل، أن مرسي يفعل ذلك لعدم شعوره بالمسئولية تجاه الدولة التي لا يحكمها بشكل فعلي، نظرا لأن مكتب الإرشاد هو الذي يدير الدولة بقيادة الدكتور محمد بديع – مرشد جماعة الإخوان المسلمين، ونائبه خيرت الشاطر.

وطالب قنديل المعارضة السياسية بالالتصاق بالشارع وتبني قضاياه بشكل حقيقي، مشيرا إلى أن الرئيس المخلوع حسني مبارك، رغم كل مساوئه إلا أنه كان يتصدى للمشاكل بشجاعة وإقدام، مذكرا بذهابه إلى مدينة الأقصر عام 97 بعد الاعتداء الإرهابي على السياح، وإقالته لوزير الداخلية، على عكس “مرسي” الذي قال أنه سيذهب إلى بورسعيد ثم تراجع.

واختلف معه اللواء محمد قدري سعيد -الخبير الاستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات، والذي يرى أن مصر لم تصل بعد إلى مرحلة الحرب الأهلية، إلا أن هناك بعض المناطق الساخنة مثل ميدان التحرير وبورسعيد وغيرها من المناطق المليئة بالأحداث، مشيرا إلى أن الأحدث تبدأ ساخنة في تلك المناطق ثم تهدأ، مشيرا إلى أن الفوضى لم تعم بشكل كامل إلا عقب الثورة وبدأت الأمور تستقر تدريجيا وقتها.

ووصف قدري إعدام بعض المواطنين لمجرمين بمحافظة الغربية وتعليق جثثهم في الشارع بالكارثة، محملا الشرطة مسئولية الحادث، الذي لم يقدم عليه المواطنين إلا بسبب غيابها عن المشهد، فقرروا القيام بدورها.

كما لفت إلىأن معدلات الجرائم في تزايد ملحوظ ، نظرا لما يواجهه الناس من أوضاع اقتصادية قاسية، الأمر الذي يجعل المواطن يشعر أن الجريمة والدم هما الحل،في الوقت الذي يغيب فيه الأمن، الذي أصبح يخاف من الاشتباك ومواجهة الحادث، ويتلكأ حتى ينتهي الحدث أو تحل الأزمات من تلقاء نفسها.

 البديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى