سأقاضى مهران وكل من اشترك فى جريمة السى دى

379

 

الفساد يملأ وزارة الثقافة ومحتاجة تطهير فورًا

ليس من حق أحد الاطلاع على رسائلى الشخصية.. والقضية أساءت إلى التيار الليبرالى

أتعرض للهجوم لأن بعض المثقفين يريدون وزيرًا من شلتهم

ليس مطلوبًا منى أن أذهب إلى المسؤولين فى بيوتهم لذا استبعدت أحمد مجاهد

لست عضوًا فى جماعة الإخوان المسلمين.. وأنا جدير بمنصبى

وزير الثقافة الجديد علاء عبد العزيز تسبب فى عاصفة لم تهدأ فى أوساط المثقفين منذ قدومه، فمقال له بجريدة «الحرية والعدالة» يعادى فيه الثوار كان كافيًّا بالنسبة إليهم فى تأكيد توجهاته الجديدة. بات واضحًا أن الإخوان المسلمين التفتوا أخيرا إلى الثقافة، القوة الناعمة لمصر، بقدوم هذا الوزير، ما يعنى أنها ستواجه أصعب فتراتها. الوزير الجديد يراه البعض إخوانيًّا، والبعض الآخر متأخونًا، فكيف يرى هو ذلك الاتهام واتهامات أخرى؟ هذا ما سيجيب عنه هذا الحوار.

■ البعض يرى أن المقالات التى كتبتها فى جريدة «الحرية والعدالة» التابعة إلى الإخوان هى السبب فى توليك منصب وزير الثقافة؟

– بداية أنا لم أكتب سوى مقال واحد فى جريدة «الحرية والعدالة»، ولو كانت كتابة مقال واحد فى الجريدة تمنح درجة وزير لاستحق الكثيرون منصب رئيس الوزراء وليس وزيرا فقط، خصوصا أننى لا أنتمى إلى حزب الحرية والعدالة ولا لجماعة الإخوان المسلمين، فأنا عضو فى حزب «التوحيد العربى» تحت التأسيس.

■ ولماذا اخترت جريدة «الحرية والعدالة»، التابعة إلى الإخوان المسلمين للكتابة فيها؟

– لم أخترها، لكنهم اتصلوا بى، وطلبوا منى كتابة مقال فى جريدتهم، وقد وافقت بشرط أن لا يتدخل أحد فى المقال، وهو ما حدث بالفعل.

■ وما أسباب توليك هذا المنصب برأيك؟

– لم أسأل رئيس الوزراء عن أسباب توليتى منصب وزير الثقافة، لكننى مقتنع أننى لدىّ من المؤهلات والخبرات ما يؤهلنى له، فأنا حاصل على الدكتوراه فى معهد السينما، كما أن لى كثيرًا من الدراسات والكتب المنشورة فى مصر والخارج.

■ لكنّ هناك كثيرين لديهم نفس المؤهلات وربما يزيد؟

– ومن قال إنهم لا يستحقون هذا المنصب، أنا مؤمن أن مصر بها كثير من الخبرات والكفاءات التى تستحق.

■ وبم تفسر الاعتراض الشديد عليك من قبل المثقفين؟

– الاعتراض علىّ ليس من قبل الجميع كما يتوهم البعض، لكنه من بعض المثقفين فقط، الذين ينتمى بعضهم للنظام السابق، والبعض الآخر كان يريد أن يكون الوزير من داخل «شلتهم»، بينما أنا لا أنتمى إلى أى شلة، ولست من هواة المحسوبية، فأنا محسوب على الناس البسطاء، وسأظل محسوبًا بينهم، كما أننى لن أتراجع عن التطهير الذى أغضب البعض أيضا.

■ لكن موافقتك على تولى منصب وزير فى عهد حكومة إخوانية تعنى أنك تتفق مع سياساتهم؟

– هذا ليس صحيحًا، فأنا لدىّ رؤيتى التى جئت إلى الوزارة لتنفيذها.

■ وفى حال تعارض تلك الرؤية مع الرؤية السياسية للحكومة، ماذا سيكون موقفك؟

– حتى الآن، لم أتعرض لأى ضغوط، والنظام يترك لى حرية التصرف كاملة، وأنا لن أقبل بأى ضغوط، خصوصًا أننى سأترك الوزارة بعد خمسة أشهر عند تشكيل مجلس الشعب المنتخب، لذا أتمنى أن أُمنح فرصتى لتنفيذ رؤيتى، وأرجو أن يتعاون معى الجميع، فأنا لن أقصى أحدًا، وسأعمل على إقامة مؤتمر مع جميع المثقفين المعارضين والمؤيدين للوصول إلى رؤية مشتركة، كما سنعقد مؤتمرًا آخر مع التيارات السياسية المختلفة لعرض رؤيتهم المستقبلية والاستفادة منها.

■ وما رؤيتك فى وزارة الثقافة؟

– أهم ما سأعمل عليه فى الفترة القادمة هو عودة الريادة الثقافية لمصر فى المنطقة، كذلك لا بد أن تكون وزارة الثقافة وزارة لكل الشعب، ولا بد لتحقيق ذلك من القضاء على الفساد الإدارى والمالى فى الوزارة أولا، حتى نبنى بعد ذلك على أساس سليم، وقد فوجئت بعد أن توليت المنصب بأن الوزارة بها قدر كبير جدا من الفساد يحتاج إلى التطهير بسرعة، وقد طلبت جميع الملفات حتى نبدأ بالتطهير وإصلاح هذا الفساد.

■ وما أهم مظاهر هذا الفساد برأيك؟

– الفساد منتشر فى كثير من القطاعات، ولك أن تتخيلى أنه فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تعيشها مصر نجد أن رؤساء القطاعات فى الوزارة يحصلون على 16 ألف جنيه كل شهر و8 آلاف جنيه كل ثلاثة أشهر، وهو ما منعته على أن يحصل كل شخص على راتبه المقرر فقط، حتى يتحقق مبدأ العدالة والشفافية التى قامت من أجله ثورة 25 يناير، لذلك كلفت لجنة من الشؤون القانونية، والتفتيش المالى والإدارى، لبحث شكاوى العاملين بالوزارة، وسرعة تنفيذ أحكام القضاء الإدارى، التى حصل عليها العاملون على مدار الوزارات المتعاقبة، التى كانت تتجاهل تنفيذ أحكام القضاء كما سنعمل على وضع لائحة مالية موحدة لقطاعات الوزارة.

■ لكن البعض يرى أنك تستخدم «التطهير» كحجة ووسيلة للانتقام من خصومك وتصفية حسابات شخصية؟

– هذا ليس حقيقيًّا، فليس لدىّ أى مجال لتصفية الحسابات، خصوصا أننى لم تكن لدىّ خصومات شخصية مع أحد.

■ وماذا عن سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون؟

– لم تكن لدىّ خصومة شخصية مع مهران، لكنها كانت أمور متعلقة بطريقة إدارة الأكاديمية التى أرى أنها يشوبها كثير من الأخطاء.

■ لكنه قام بتقديم «سى دى» يحتوى على مخالفات أخلاقية ضدك للنيابة الإدارية؟

– أولا هذا السى دى مفبرك، لذلك قال فى البداية إنه فيديو مصور، ثم قال إنه تسجيل صوتى، وأخيرا قال إنها رسائل مطبوعة، ثانيا، ليس من حق أحد أن يدخل على حسابى الشخصى على موقع «فيسبوك»، ويقوم بطباعة رسائلى الخاصة، لذلك سأقاضى مهران، وكل من اشتركوا فى تلك الجريمة، لأنهم ليسوا لهم صفة لفعل ذلك، خصوصا أن هذا التصرف أساء للثقافة وللمثقفين والأكاديمية والأساتذة والطالبات، كما أساء للتيار الذى يعتبر نفسه ليبراليًّا ويدعو إلى الحرية، فى الوقت الذى يقيم فيه محاكم تفتيش على خصومه.

■ وماذا عن إقالة أحمد مجاهد، رغم شهادة الجميع له بالكفاءة؟

– أحمد مجاهد هو الذى أعلن رفضه التعاون معى، وجلس فى منزله، ولم يأت ليناقشنى فى طلباته، وأنا ليس مطلوبًا منى أن أذهب إلى المسؤولين فى بيوتهم، لذلك كان لا بد من استبعاده.

■ لماذا اتخذت بعض القرارات ثم تراجعت عنها، مثل تحويل مكتبة الأسرة إلى مكتبة الثورة، كذلك إرجاء افتتاح الدورة الخامسة والثلاثين؟

– أنا أؤمن بالديمقراطية، وبعد طلب القائمين على مكتبة الأسرة عدم تغيير اسمها، قررت الإبقاء عليها مع إنشاء مكتبة أخرى للثورة، أما معرض الفن التشكيلى بقصر الفنون فكنت قررت تأجيله، لحين الانتهاء من التحقيقات فى شكاوى قدمت ضد استبعاد أعمال فنية بالمعرض، لكن بعد لقائى مع الدكتور حمدى أبو المعاطى نقيب التشكيليين بمكتبه فى الزمالك اتفقنا على إقامة المعرض فى موعده على أن تستبعد الأعمال التى قدمت للمعرض بعد الموعد الرسمى لقبول الأعمال.

■ قلت إن خطوتك الأولى ستكون التطهير المالى والإدارى.. ماذا عن خطواتك التالية؟

– فى ذهنى خطة كبيرة لتطوير وزارة الثقافة بجميع قطاعاتها، مثل سلاسل الكتب، التى لا تنتج بعضها إلا 7% من المستهدف منها ومع ذلك يحصل القائمون عليها على مكافآتهم كاملة، لذلك لا بد من تغيير هذه الأوضاع، كذلك لابد من تنشيط المسرح، وسيتم اختيار مديرين جدد لفرق مسرح الدولة بالانتخابات، كما بدأنا إعادة هيكلة هيئات بعض القطاعات منها «الفنون الشعبية».

وسأتفق مع وزير الشباب على أن تتضمن جميع مراكز الشباب فى مختلف المحافظات بمكتبات لنشر الثقافة بين النشء والشباب، كما أنه يتم حاليًّا إعادة حصر جميع قصور الثقافة المغلقة للبدء فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة فتحها وتفعيل دورها الثقافى لخدمة المجتمع.

■ أنت أول سينمائى يتولى وزارة الثقافة فهل سيكون لذلك تأثير إيجابى على السينما المصرية؟

– بالتأكيد أنا منحاز إلى السينما، وسأعمل على اتخاذ القرارات التى تعمل على الارتقاء بها، وهناك عدد من المشاريع تدرس حاليًّا، وسنعلن عنها فور انتهاء دراستها.

■ تتبقى أشهر قليلة على مهرجان القاهرة، فهل سيعقد هذا العام، ومن سيقوم بإدارته؟

– بالتأكيد سنقيمه حتى لا تسحب منه صفة الدولية، ونحن حاليًّا فى مرحلة دراسة لتشكيل إدارة المهرجان، لكننا فى الغالب قد ننفذه بنفس الإدارة القديمة نظرا لضيق الوقت.

■ وماذا عن مهرجانات الإسكندرية والأقصر للسينما الإفريقية والأوروبية؟

– نحن نشجع جميع المهرجانات وسندعمها جميعا، لكن سنحدد مقدار هذا الدعم، على قدر أهمية كل مهرجان، أرجو من من القائمين على المهرجانات أن لا يهتمون بجلب الأفلام إلى مصر فقط، لكن عليهم الاهتمام أيضا بنشر الفن والثقافة المصرية فى الخارج، خصوصا فى إفريقيا، وقد طالبت وزير السياحة مؤخرا بدعم مهرجان الإسماعيلية الذى سيعقد بعد أيام بـ450 ألفًا.

التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى