«فتنة الخصوص» مدبّرة..

141

 

 

لم يكن يوم السبت 6 أبريل، من هذا العام، يومًا عاديًا، حيث اندلعت فيه أحداث عنف طائفية، لم تعد غريبة علينا مؤخرًا، للأسف، وكان مسرحها هذه المرة منطقة الخصوص بشبرا الخيمة، أسفرت عن سقوط سبعة قتلى، وإصابة ما يزيد على 22 آخرين، من المسلمين والمسيحيين، هذا غير تحطيم عدد لا يستهان به من السيارات والمحال التجارية والصيدليات التي يملكها أقباط في الغالب.

عضو حازمون..اتُهم في الخصوص.. وحمل السلاح في رابعة

عبد رب النبي: أعلن النفير العام وطلب الشهادة نصرة لمرسي

 

وتحركت أجهزة الأمن بسرعة، وحاولت احتواء الموقف، وألقت القبض على المتسبّبين في الواقعة، وعرضتهم على النيابة التي تولت التحقيق.

وشاع يومها القول إن ما حدث مجرّد احتكاك عفوي بين المسلمين والأقباط، أي أنه لم يكن مدبّرًا، وإنما أمر خاضع لسياسة الفعل ورد الفعل، واستشهد البعض بالعديد من الأحداث المشابهة التي أقضّت مضاجعنا طوال العام الماضي، حتى أُسدل الستار على الواقعة بصدور أحكام بحق المتهمين.

الجديد، الذي كشف عنه مبتدا ، أن أحد المتورّطين في هذه الأحداث، واسمه يرد رقم 12 في أوراق محكمة الجنايات باسم عبدالنبي فتحي عبدالرازق النجار، وعلى الفيسبوك عبدرب النبي النجار ينتمي لجماعة حازمون، كما أنه كان من معتصمي رابعة، وظهرت صورةٌ له وهو يحمل سلاحًا، وبتتبع منشوراته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تبين تلويحه أكثر من مرة بالتضحية بكل شيء، نصرة للمخلوع محمد مرسي، وصولا للتضحية بحياته نفسها.

وبوضع هذه الأجزاء جنبًا إلى جنب، ربما يمكن تصوّر أن حادث الخصوص لم يكن عفويًا، ولا خاضعًا لسياسة الفعل ورد الفعل، بل ربما كانت وراءه أيد خفية، تعمّدت إشعاله، لإحداث قلاقل وعراقيل، لشغل الناس بأنفسهم عن النظر لما يحدث حولهم، وتأليبهم ضد المجلس العسكري الذي كان يحكم البلاد وقتها.

المتهم، الذي كشفت مبتدا بعض التفاصيل عنه، اسمه عبد النبي فتحي عبد الرازق النجار ، الشهير باسم عبد رب النبي النجار . وحُكم عليه في قضية الخصوص بخمس سنوات، لكنه لم ينفّذها لهروبه.

وكشف انتماءَه لجماعة حازمون ، أكثر من صورة التقطت له بصحبة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، والمنشورات التي كان يكتبها تأييدا له، ودعوة لنصرته.

وكتب عبد رب النبي على صفحته الشخصية على الفيس بوك، بتاريخ 25 مارس 2013، ما نصّه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عبد رب النبي النجار، لقد أعلنت بيانا من قبل، أوضح فيه موقفي مما يحدث، وذكرت فيه ما أدين به لله، اليوم أعلن النفير العام، بصفة شخصية، في حالة إصدار الرئيس قرارات ثورية، وأعلن أن نفسي وأهلي ومالي فداء لله ورسوله والإسلام، ثم خدمة ولي الأمر، حفظ الله مصر من كل سوء، ورد كيد الكافرين والحاقدين .

وواضح طبعًا ما في الرسالة من تصنيف المخالفين له وللرئيس المخلوع تحت بند الكافرين أو الحاقدين، وواضح كذلك الصبغة الدينية للرسالة، ما يشير لتأثره بالفكر الجهادي، أو فكر الإخوان المسلمين الذين دأبوا على تصوير أي معارضة له وكأنها معارضة لله ورسوله، تتطلب التضحية بالدم ليتم إيقافها!

وفي رسالة أخرى لعبد رب النبي، بتاريخ 7 أكتوبر 2012، قال عبر فيس بوك أيضًا: اللهم ارزقنا شهادة في سبيلك .

وفي اعتصام رابعة، عاد عبد رب النبي للظهور، ولكنّه هذه المرة يحمل سلاحًا، ويصوّبه أمامه في وضع الإطلاق، بصحبة مجموعة من زملائه، الذين يحملون جميعًا الأسلحة!

وبالرجوع قليلا للوراء، نتوقّف عند شهادة أدلى بها أحد المسلمين بالخصوص، قال فيها سمعت شخصًا اسمه عبد رب النبي النجار، كان يتصل بالموبايل، والإسبيكر مفتوح، وبيقول أيوه يا شيخ حازم ابعت لنا ناس بسلاح علشان فيه خناقة بين المسلمين والمسيحين في الخصوص، وبعد ربع ساعة، جت عربية لونها فضي دون لوحات، ونزل منها شخص ملتح، وفتح شنطة العربية، وأخرج منها بنادق آلية، وقال جمّعوا الصبية، وولّعوا في بيوت المسيحيين، وخدوا حق محمد المتوفى .

وفي الوقت الذي تسعى فيه أجهزة الأمن لكشف النقاب عن الإرهابيين الذين اتخذوا من مصر مسرحًا لعملياتهم الدنيئة، تحاول الصحافة ووسائل الإعلام مساعدتهم، بتقديم كل ما تملك من معلومات، عن أي مشتبه به، يمكن أن تسهم في التوصل لطرف خيط، وحماية البلد من مخططات سوداء لا يعلم إلا الله وحده ما تستهدفه.

 

مبتدأ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى